مهرجان الفنون الشعبية، يضيء سماء البهجة من جديد

بعد توقفه لمدة ثلاث سنوات، عاد مهرجان الفنون الشعبية، ليبعث الدفء على المآثر التاريخية لمراكش، في نسخته التاسعة والأربعين.
الدورة التي نظمت تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، عرفت مشاركة عشرات الفرق الفلكلورية التي تمثل مختلف مناطق المملكة المغربية، والحاملة لأهازيجها وألوانها الفنية. لكن الذي ميز هذه الدورة بعد التوقف لمدة ثلاث سنوات هو المشاركة الإفريقية حيث قدمت عدة فرق من السينغال ومالي وساحل العاج بالاضافة الى فرقة شعبية من الصين.
وقد توزعت هذه الفرق على ثلاث فضاءات، فضاء قصر البديع، الذي كان يحتضن العروض الرئيسية وفضاء الحارثي ودار الثقافة وساحة باب دكالة وكذا ساحة باب إغلي. وقد حضر حفل الافتتاح وزير الثقافة والاتصال محمد الاعرج والمسؤولون عن التدبير المحلي والجهوي بالمدينة ووالي جهة مراكش أسفي محمد صبري.. وقد عاش سكان المدينة وزوارها أيام من الثالث من يوليوز الى السابع منه، لحظات مميزة من الإيقاعات والأهازيج والرقصات الشعبية، ولوحات فنية مستوحاة من الأشعار الممتحة من التراث المغربي الأصيل، الذي يعكس التنوع الحضاري والثقافي لكل منطقة.
وقد اختارت دورة المهرجان المنظم من طرف جمعية الأطلس الكبير بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال، شعار »تثمين وتحصين الموروث الثقافي الوطني« بهدف رد الاعتبار للتراث والموروث الثقافي اللامادي، وجعله فعالا في مخططات التنمية المستدامة، بالاضافة الى دعم وتشجيع أفراد المجموعات الشعبية المغربية، المكافحة من أجل الحفاظ على هذا الموروث العريق. والذي يشهد على مجد المملكة المغربية وتاريخها العريق.
المهرجان تميز بالندوة العلمية التي نظمتها إدارة المهرجان واحتضنها فندق الأندلس، والتي كانت تحت عنوان »الأغاني والأهازيج الأفرومتوسطية من القارية إلى العالمية، حيث شارك فيها أساتذة من المغرب وخارجه. منهم الأستاذ مصطفى لعريسة من جامعة القاضي عياض الذي قدم عرضا بعنوان التأثيرات الإفريقية وكذا الأستاذ والباحث حسن بحراوي من جامعة محمد الخامس، الذي تناول في عرضه الجذور الافريقية في الليلة الكناوية، وستيفان هارشي من جامعة فالنسيان الفرنسية، الذي قدم عرضا بعنوان تحليل كانطولوجي للأغنية الفرنسية المتوسطية. بالإضافة الى عمر فرتات من جامعة بوردو. الذي ساهم بعرض بعنوان »الطيب الصديقي الإفريقي، كما قدم الأستاذ أنس الملحوني، الاعلامي والباحث في مجال الملحون، عرضا بعنوان: »الموسيقى المغربية بين التأثيرات الإفريقية والأوربية، كما قدم الأستاذ محمد شارف من جامعة بن زهر عرضا بعنوانا: الموسيقى والهجرة، فيما قدم السينغالي هادي نيانغ، الباحث في العروض الفنية بالسينغال، عرضا بعنوان: الايقاعات الافريقية عبر التاريخ، وهي عروض قيمة ومفيدة استفاد منها أساسا طلبة جامعة القاضي عياض، الذين حضر جانب منهم إلى هذه الندوة، التي أشرف عليها وأدارها باقتدار كبير المدير العلمي للمهرجان، الدكتور والكاتب عبد الحي صديق الأستاذ الجامعي والباحث بجامعة القاضي عياض.
وقال المسؤولون عن المهرجان، بأن هذا المهرجان يعد واحدا من أقدم المهرجانات بالمغرب. حيث أحدث في سنة 1960، في إطار الدينامية الهادفة إلى المحافظة وإنعاش ونقل التراث اللامادي بالمملكة. وبأن فكرة تأسيسه كانت بمبادرة الملك الراحل محمد الخامس طيب الله تراه.


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 14/07/2018