مهرجان فاس للموسيقى العريقة في الدورة 24 يجسد تيمة فنون الصناعات التقليدية

انطلقت أمس الجمعة 22 يونيو الجاري، فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان فاس للموسيقى العريقة تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس.
هذا المهرجان، الذي تستمر دورته الحالية إلى غاية الثلاثين من الشهر الجاري، يستضيف مجموعة من المطربين و المنشدين المرموقين من مختلف بقاع العالم.
وحسب بيان أصدره المنظمون، فإن المهرجان ينظم على شرف تجديد مجموعة من المآثر و المدارس والفنادق التاريخية وغيرها، مع إدماج ما تزخر به فاس من إرث تاريخي لمختلف الصناعات التقليدية بفاس، انطلاقا من العلاقة الوطيدة بين المعمار ومختلف الحرف التقليدية .
ولعل ما ميز المهرجان منذ انطلاقته إلى بلوغه الدورة الرابعة والعشرين، هو العمل على المقدس من خلال تقارب الديانات السماوية، وهي الإسلام و المسيحية واليهودية، حيث يعمل المنظمون على فتح المجال لحوارات وعروض تجسد مبادئ الديانات السماوية، والسعي إلى نبذ العنف من خلال المقدس، وصولا إلى عالم تسوده المحبة و الوئام بعيدا عن الدمار و الحروب.
وإذا كان المنظمون قد دأبوا على تنظيم ندوة بفاس للتعريف بالمهرجان وضيوفه والندوات التي يعقدها الفنانون بعد كل سهرة، فإن ذلك لم يقع خلال هذه الدورة، مما جعل المهتمين يطرحون كثيرا من الأسئلة حول تغييب الندوة بفاس؟ وهل لذلك علاقة بالصراع بين رئيس مؤسسة روح فاس ورئيس فرع جمعية فاس سايس؟ ذلك الصراع الذي تفجر في السنة الماضية، وبلغ مداه في قبة البرلمان، كما أن غياب الندوة فسح المجال لتناسل الأسئلة، وخاصة ما يتعلق بمشكل البادجات الذي بات مطروحا باستمرار، إذ تم طرح عدة أسئلة على شبكة التواصل الاجتماعي و حول شروط الحصول عليها، حيث قيل إن المنظمين أوكلوا ذلك إلى شركة خاصة هذه الأخيرة التي اشترطت منح البادجات إلا للصحافيين المهنيين الحاصلين على البطاقات المهنية من طرف وزارة الاتصال، بالإضافة إلى إلزام الصحافيين باصطحاب مقالاتهم حول المهرجان الخاصة بالسنة الماضية، ولم تقتصر هذه الأخبار على « الفيسبوك»، بل إن جريدة وطنية نشرت مقالا في الموضوع تؤكد ما ذهبت إليه مواقع التواصل الاجتماعي.
ومما لاشك فيه أن تيمة الصناعة التقليدية التي أدمجها المنظمون في الدورة الحالية ستعطي دفعة قوية للتنمية السياحية بفاس، خاصة وأن السياح الأجانب الذين يحجون بكثافة لتتبع أطوار المهرجان ينبهرون بشوارع وأزقة فاس العتيقة و بالمآثر التاريخية وفنون الصناعات التقليدية بفاس التي تعد متحفا حيا يتفاعل مع التطور الحضاري.


الكاتب : فاس: محمد بوهلال

  

بتاريخ : 23/06/2018