ميناء

بين صدأ السفن
وأعشاش النوارس الباردة
تأوي إلي الريح
هربا من الريح
وتلتف قلوب البحارة
حول ناري
حين يهجرها البحر
أنا الميناء
والساعات مد وجزر

***

معلق على حافة الشمس الأخيرة
لم يكن ظلي معي
ولم تكبر سمائي معي
لكنها نسيت زرقتها
تؤنس ساحلي
كم هو حزين في لونها المشرد
وكم أنا إلى جانبه أبعد

***

تمتد الساعات إلى جَزرها
خريفا آخر
يحملني الغيم إلى غربتي
أتساقط فيه حول نفسي
رويدا
فردا
بلد

***

يخاطبني الليل
اتحد
اتحد والنواحي
قلت : قد ملتني العتمة
وكل هذا الحضور منتحل
فيدكني العابرون
من حاناته إلى جرح مومس اشتد

***

هكذا يستريح على غفوة المصابيح
ثم يقول
ابحث عن نجمتك في خرائطي
ولا تأمن إلى باخرة أنا ربانها
حاول أن تقرأ هدوئي
ولكن حذار أن تصدق الجهات
وجهتك نحو الشروق غروب
و أنت وإن ضوء المنارة أسود

***

الراحلون عن ضفتك
موتى
والقادمون إليك من الجزر التائهة
قراصنة
تتناسل في وجوههم الأمواج
تصرخهم اللعنات
وبعد الخمر
يملأ سكونك الحجر

****

بين لون السماء من حزنها
والقلوب التي عذبها الصخر
يغتالك ليل الخريف
مثلما يغتال القمر
أنت الميناء


الكاتب : فؤاد ناجيمي

  

بتاريخ : 10/12/2019

أخبار مرتبطة

ينظم المعهد الفرنسي بفاس، يوم 26 أبريل، لقاء أدبيا مع الكاتب جيلبيرت سينوي، حول إصداره الأخير «رائدات وبطلات تاريخ المغرب».

هيا اغتسل أو تيمم وصل واقفا على الطفل الشهيد الملثم ما قال آه ساعة الذبح أو راح هاربا بجرحه يتألم

لنبدأ بلون الغلاف والعنوان، وبعد ذلك نحاور العمل، الذي سمى نفسه نصوصا نثرية، للفنان والشاعر والروائي المصطفى غزلاني. كما يبدو،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *