ناقشت ندوة نظمت في إطار فعاليات الدورة الأولى لمعرض الكتاب والأدب المغربي بمونريال، دور المثقف في تعزيز قيم العيش المشترك الحوار بين الثقافات.
وشدد المشاركون في هذه الندوة التي أدار أشغالها أستاذ الوساطة بين الثقافات في جامعة شيربروك، جمال الدين التدلاوي، على محورية دور المثقف في عالم يتسم باحتدام النقاش على نحو متزايد، بين الحداثيين والمحافظين،مشيرين إلى أن المثقف يتحمل العديد من المسؤوليات داخل محيطه وفي مجتمعه.
وفي هذا السياق، أكدوا على أهمية الدور الذي يضطلع به المثقف من الناحية العلمية في ما يتعلق بإنتاج ونقل المعرفة، مما يجعله لاعبا أساسيا في الابتكار الاجتماعي، مبرزين أن للمثقف أيضا مسؤولية سياسية تضعه دائما في صلب النقاش العمومي.
كما توقفوا عند مسؤوليته البيداغوجية المتمثلة في تنوير الرأي العام والوعي الجماعي «دون السعي الى تدجينه»، واقتراح قراءات متعددة للواقع مايجعله فاعلا حقيقيا في التغيير ومسائلا للوضع القائم لا متماهيا معه.
من جهة أخرى، سجل المتدخلون في هذه الندوة أن مكانة المثقف في المجتمع تراجعت في الوقت الراهن بسبب التأثير المتنامي لشبكات التواصل الاجتماعي، مشيرين الى أننا نعيش اليوم في عالم حلت في المواجهة المتعددة الاشكال محل الحوار والتلاقح الثقافي.
وقد شارك في هذه الندوة، إدريس جيدان الفيلسوف والكاتب المغربي، الرئيس الفخري لمعرض الكتاب والادب المغربي، ورشيدة أودوز ،كاتبة مقيمة في كندا، وموحى الناجي، أستاذ باحث بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس ورئيس مركز جنوب /شمال للحوار بين الثقافات، و مجاهد حسين الكاتب العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، وكمال بن كيران، كاتب مقيم في كندا، و يولاند كوهين، كاتبة وأستاذة التاريخ في جامعة مونريال.
وتجدر الاشارة الى أن فعاليات معرض الكتاب والأدب المغربي الذي ينظمه المركز الثقافي المغربي «دار المغرب» بمونريال، تتواصل الى 28 أبريل الجاري.
ويعد هذا المعرض الذي يقام تحت شعار «التعددية الثقافية في خدمة العيش المشترك» فرصة للتعريف بالاصدارات الادبية المغربية في كندا وإطلاع الجمهور الواسع على أعمال المبدعين المغاربة المقيمين بهذا البلد.
ويتضمن البرنامج الثقافي لهذا المعرض سلسلة من الأنشطة التي تتوزع بين الندوات التي سينشطها مثقفون مغاربة وكنديون، والعروض الموسيقية والقراءات الشعرية، بالإضافة إلى توقيع الاصدرات الادبية الحديثة.