نبيل النوري، رئيس النقابة الوطنية للتجار والمهنيين : في ظل هذه الظروف ما زال التاجر يتعامل مع المواطن ب»الكريدي»

قال نبيل النوري: « بالنسبة لهذا الوباء فهو عالمي، ونحن كنقابة وطنية للتجار والمهنيين أخذنا هذا الأمر بكل جدية، وعبر تجارنا عن وطنيتهم العالية، حيث يغامرون بحياتهم من أجل تقريب المواطن من حاجياته .
فالتجار اليوم يشتغلون بتوقيت يبتدئ من الساعة العاشرة صباحا إلى السادسة مساء بهدف تزويد المواطن بمجموعة من المواد الأساسية، وبشكل قريب، وذلك ليعيش بطمأنينة في حيه، لأنه سيجد صعوبة كبيرة في التنقل مسافة بعيدة إلى المراكز الكبرى، وهذا ما يجعل التاجر يتفانى في مساعدته لقضاء حاجياته وتلبية جميع رغباته. كما أن من المميزات الأخرى لتجار القرب أنهم يساعدون السلطة على تجنب تلك التجمعات التي تلاحظ داخل المراكز الكبرى، وهو عمل جبار يقوم به التجار لصالح المواطنين داخل الأحياء…».
وأردف رئيس النقابة الوطنية للتجار والمهنيين في تصريح «للاتحاد الاشتراكي « قائلا : «بعض المواد لم تكن متوفرة في السوق، وبحكم كوني رئيس النقابة الوطنية للتجار والمهنيين فقد اتصلت بالمسؤولين في وزارة التجارة، وتمت مساعدتنا ووضعنا في الصورة، وكان من الملاحظ في بداية انتشار الوباء تهافت المواطنين على السلع وشراءهم مواد غذائية بكثرة، وهو ما تسبب بشكل رئيسي في نقص تلك السلع بالسوق، لكن بعد ذلك تم توفيرها بالشكل الكافي عند التجار» .
وأضاف النوري: « هناك إشكال كبير يعاني منه التجار اليوم، هو التشهير بهم في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما سبب قلقا بالنسبة للتجار الصغار ونوعا من الضغط وعدم الاطمئنان، وهذا التشهير يعتبر أنهم السبب الرئيسي في الزيادة في الأثمنة، لهذا فقد أبلغت النقابة الوطنية للتجار والمهنيين جميع التجار عن قرب وضع لائحة الأثمان في المحل حتى لا يكون هناك أي لبس لدى المواطن.
بالنسبة لبائعي الجملة الذين يتعامل معهم تجار القرب فهناك مجموعة من المواد التي لا ترفق بفاتورة تسلم لهم ، وهذه هي المعاناة التي يعاني منها تاجر القرب، لأن تجار الجملة لا يسلموهم وثيقة شراء السلعة « فاكتورة « وهذا ما يؤثر سلبا على التاجر ويعطي الإحساس بأنه يرفع من الأثمنة، لكنه بالعكس لا يضاعف الأثمنة، وهنا أحث السلطة على ضرورة إلزام بائعي الجملة بتسليم فاتورة لبائعي تجار القرب أو وثيقة مختومة، كما نناشد جميع التجار اليوم بالمزيد من النضال بروح وطنيتهم العالية لتقديم أحسن نموذج عن المواطن الوطني الكبير «.
وعن تعاون النقابة مع السلطات لحل مشاكل تجار القرب قال النوري:» هناك تعاون كبير بين النقابة الوطنية للتجار والمهنيين والسلطات، وهناك تجاوب أيضا، على مستوى الوزارة الوصية للتجارة والصناعة، حيث هناك اتصال مع المدير العام للتجارة وهناك تجاوب كبير بيننا بخصوص بعض الإشكالات والمشاكل التي يعيشها بعض تجار القرب وسنجد لها حلولا في أقرب الآجال، كما أن هناك بعض التساؤلات بالنسبة للمشكل الضريبي، لذا اتصلت بالمدير العام الذي زودني بمجموعة من الحلول للتجار. كما أن لي اتصالات دائمة مع كتاب الأقاليم للتجار والمهنيين حيث أحدثنا لجنة لليقظة والتتبع بشكل يومي تتابع على مدار الساعة ما يجري…».
واسترسل النوري متحدثا عن المشاكل الأخرى التي يواجهها تجار القرب: « هناك مشكل «بوطا غاز» الذي كان للتجار فيه إشكال، لكن تم حله، حيث كانت هناك مجموعة من الشركات التي لا تمنح فاتورة لتجار القرب، ولكننا وبمجهود النقابة الوطنية للتجار والمهنيين تمكننا من أن يتوصل الجميع بهذه الفاتورات» .
وأضاف: « ندعو الله سبحانه وتعالى أن يزيل عنا هذا الوباء وأن تعود الحياة إلى مجراها العادي ويعيش المواطن المغربي بسلم وسلام، لكن التجار اليوم يتخوفون من مجموعة من الأمراض، وهم معرضون لهذا الوباء الفتاك، ويخاطرون بأنفسهم. وإلى حدود الآن ما زال التجار يتعاملون بالدفتر « الكارني «، وهو أمر أساسي، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على الروح النضالية الوطنية العالية لهذه الفئة، فمن المعلوم أنه في ظل هذه الظروف توقفت أجرة مجموعة من المواطنين الذين غادروا عملهم، مضطرين، بالشركات تجنبا للعدوى، لكن تاجر القرب ما زال يمنحهم « الأموال
والسلع «، وما زال هذا التعامل وهذه المساعدة هما السائدان ما بين تاجر القرب والمواطن».
واختتم النوري حديثه بدعوة السلطات العمومية إلى « التحلي بروح التعامل الإيجابي مع تجار القرب، لأن الدور الذي يقومون به مكمل ومساعد للسلطات».


الكاتب : مصطفى الإدريسي

  

بتاريخ : 31/03/2020