نهاية العالم تقترب.. وهذا خبر جيد

«الوضعية أفظع مما يمكنكم تخيله»، ذلك ما كتبه دافيد والاس – ويلس، كمقدمة لكتاب «الأرض غير المأهولة. العيش مع 4 درجات أكثر»، الذي هو آخر كتبه الصادرة حول تداعيات التغير المناخي على حياتنا اليومية (صدرت ترجمته الفرنسية عن الإنجليزية ضمن منشورات روبير لافون). ففي مدن تختنق سيذوب إسفلت الطرق وسيتأثر حديد السكك الحديدية، بينما ستدخل 5 درجات أعلى الكرة الأرضية في جفاف دائم. علما بأنه في آخر تقرير صدر سنة 2014 عن مجموعة الخبراء الحكوميين حول تطور المناخ، تم التنبؤ بارتفاع درجات الحرارة بنسبة 4.8 درجات في أفق 2100، مقارنة مع الفترة ما بين 1968/2005. وإذا ما ارتفعت المحيطات بستة أمتار (وهو توقع متفائل) فإن حوالي 375 مليون شخص سيجدون منازلهم قد غمرتها المياه.
إن الكثير من هذه الصور الكارثية ليست تنبؤا في المستقبل، بل هي واقع قائم الآن. مثلا أثناء الحريق الضخم الذي شب بولاية كاليفورنيا الأمريكية سنة 2018، وجد الفارون أنفسهم أمام سياراتهم تنفجر بفعل ارتفاع الحرارة فيما أقدامهم تغوص في الإسفلت الحامي المتمدد.

المقاومة

لن يفاجئ مضمون ذلك الكتاب الكثيرين. فقد ولجنا فعليا مرحلة نقص في المياه، وحرائق مدمرة، وارتفاع مسجل في مياه المحيطات والبحار وكذا ظواهر مناخية متطرفة. وقراءة ذلك الكتاب تجعلنا نطرح أسئلة قلقة حول مستقبلنا من قبيل «متى ستغمر المياه المدينة حيث أقطن؟ وإلى أين الهجرة للاستقرار؟ وأين سيعين أبنائي في المستقبل؟ وهل علي أصلا إنجابهم؟».
رغم ذلك، فإن والاس- ويلس، لا يجنح صوب التشاؤم والعدمية. ففي حوار له مع الإذاعة العمومية الأمريكية في فبراير 2019، أكد أن «كل ارتفاع ولو بسيط لدرجات الحرارة ستكون له انعكاسات ملموسة»، وأنه ليس بمقدورنا إيقاف ارتفاع سخونة الأرض، بل علينا التحكم في نتائجه، حتى لا تكون كارثية بل فقط «صعبة». لقد طلبت منذ سنوات، من الكاتب والمناضل البيئي المتخصص بيل ماكيبين، كيف يستطيع المقاومة ضد التشاؤم والاكتئاب أمام واقع مماثل يدرسه. فأجابني أن السر كامن في «المقاومة» وأن الوضعية لا تكون محبطة سوى حين نعتقد أنه ليس بمقدورنا فعل أي شيء. مضيفا: «إنها المعركة الأكبر في تاريخ البشرية، وأن نتائجها ستكون ذات أثر على الزمن الجيولوجي للأرض. وعلينا أن نلجها من الآن».
أطلقت الجمعية الأمريكية لعلم النفس، في سنتي 2008 و 2009، مجموعة دراسات لاختبار الرابط بين التغير المناخي والحالة النفسية للناس. ولقد أفرزت تلك الدراسات، من حينها، أنه على قدر ما ندرك مخاطر المشكلة، على قدر ما لا يرى الناس استعجالا في مواجهتها. لقد وقف الباحثون عند جملة معيقات ذهنية تقف وراء ذلك الموقف السالب. فأغلبية المستجوبين لم يكونوا مقتنعين بحقيقة سخونة الأرض، من حيث إنهم لو يكونوا يصدقون العلماء أو لم يتقبلوا أن السبب في ذلك هو العنصر البشري. فقد كان لديهم ميل إلى التقليل من المخاطر والاعتقاد أن لدينا ما يكفي الفسحة الزمنية للقيام بمبادرات للتغيير قبل أن نواجه الكارثة. عشر سنوات بعد ذلك أصبحت تلك المواقف متجاوزة. وثمة لا يزال عائقان، أبرزتهما تلك الدراسة، تقف حائلا دون التحرك. أولها يتعلق بعاداتنا، والثاني بإحساسنا بالعجز. حيث أكدت تلك الدراسة: «أن العادات السائدة تقف سدا منيعا ضد التغيير، وأن الناس تستشعر أن فعلها لن يكون مجديا لإحداثه، فينزعون نحو الجمود».

التخلص من العجز

ثمة ملاحظة يستعيرها والاس – ويلس في كتابه تفيد: «أنه كما لو أن الوضعية الذهنية للعجز تناسبنا». بينما الشك حول التغير المناخي قد تراجع، فإنه قد عوض بالذعر والقلق والعجز (وهي أيضا مكبلة). وكما يوضح ذلك جون فرازير، عالم النفس المتخصص في أعراض «الرهاب» عند المدافعين عن البيئة، فإننا «قد ولجنا، أحببنا ذلك أم كرهناه، في الغابة النفسية». و «أنه علينا أن نتجاوز جغرافيات الوعي بالكارثة الذي يرهب الناس». فردود الفعل تجاه التغيرات المناخية تنتقل من الرفض أو عدم المبالاة إلى حالة من الإنذار العالي. لقد ارتفع منسوب قلقنا. فقد حددت دراسة صادرة سنة 2009، عن جامعات ييل وجورج ماسون، ستة أنواع من ردود الفعل عند الأفراد الأمريكيين هي :القلق، الإثارة، الحيطة، اللامبالاة، الشك و الرفض. فمنذ 10 سنوات كان 18 % من الأمريكيين مصنفين ضمن خانة «القلق» وارتفعت سنة 2018 إلى 29 %.
لا يسعى فرازير إلى بث الرعب في الناس، بل إن غايته هي أن يتحركوا بشكل منظم. فهو منتصر للتفاؤل من أجل إيجاد الحلول. مدركا: «أن أمريكا لم تحتج سوى لسنوات قليلة لشق السكك الحديدية، وأيضا سنوات قليلة لإرسال رجل إلى القمر». بالتالي فإن الأفكار البناءة متوفرة، مثلا المصانع بدون غاز كاربون مكلفة جدا، لكنها موجودة، والبعض يقول بإعادة إطلاق الطاقة النووية، فيما البعض الآخر (مثل الاقتصادي الأمريكي جيريمي ريفكين) يدافع عن «فسحة خضراء جديدة» ويتنبؤ بنضوب الطاقات الأحفورية والإستثمار فيها وكذا تطوير وسائل النقل العمومية المتنامي.
ظهرت حلول تقنية، بمنطقة السيليكون فالي (بلوس أنجليس)، أكثر منها سياسية. مثل فكرة خلق بحيرات بالمناطق الصحراوية، بغاية خلق طحالب تعمل مثل آبار كاربونية، أو الالتجاء إلى تقنيات كيمياء – كهربائية تسمح للصخور بامتصاص الكاربون من الجو. وبالنسبة لفرازير فإن أفضل وسيلة تواصل بخصوص المشاكل البيئية هي وضع الحلول الإيجابية القائمة في الصدارة. ويلخص ذلك قائلا: «علينا أن نكون حاملي أمل، وأول السبيل نحو أجوبة بناءة هو الاقتناع بأنها حيوية». « هل حيوي أن نرتهب؟. لا، لأن ذلك يفضي بنا إلى العجز والجمود».
ليست من هذا الرأي، عالم النفس الإكلينيكي، مارغريت كلاين سلامون، مؤسسة مجموعة المبادرة من أجل المناخ، التي تعتبر أن الخوف ليس عاملا مسببا للعجز، بل جوابا ضروريا لتنبيه الناس، وحثهم على إدراك المخاطر والانتقال إلى الفعل. أو كما تقول: «فإنه أمام هذه الوضعية علينا الإحساس بخوف مضاعف. لأنه حيوي الارتعاب من شيء يهددنا بالفناء وهو رد فعل سليم». فمن وجهة نظرها، مهم قياس مدى الاستعجال سواء من أجل استنهاض مواقف مسؤولة أو من أجل الاستفادة من «التعايش مع التغيرات المناخية».

مصالح متشعبة

بالنسبة لسالامون، فإنه ليس مفاجئا أن لا تتمثل العامة واقع التغيرات المناخية وأن يبادروا إلى استنهاض آليات لإزالة الخطر أو التقليل منه. فخلال العشرين سنة القادمة، ستكون موجات الحرارة هي الغالبة. ففي سنة 2045، سيختفي حوالي 300 ألف مسكن أمريكي في البحر، وفي أفق 2100، سيتم فقدان مليار من العقارات فقط بالولايات المتحدة الأمريكية. ومع تواصل ارتفاع الحرارة ستفرز النباتات السكريات أكثر من المواد الغذائية، وفي أفق سنة 2050، لن تكون الخضراوات مختلفة كثيرا عن الأكلات السريعة. علما بأن الكثير من أسباب التبدل المناخي، كامنة في أعمالنا اليومية وفي الرفاه المادي الذي نعيش فيه مثل استهلاك اللحوم والسفر بالطائرة واستعمال المكيفات. ومما تخلص إليه سالامون أن «من خاصيات وضعيتنا البشرية هي تقاطع مصالحنا المتشعبة، بالشكل الذي يولد آلية دفاعية». وهي تنظم دوريا مقابلات تلفونية يعبر من خلالها الناس عن أحاسيسهم من التبدلات المناخية. وهي مكالمات تجعل العديد من الأحاسيس تخرج إلى العلن مثل الإحساس بالذنب، المهانة، إحساس الفقدان، الذعر، العجز،، بل حتى «توأمة تدميرية» عند البعض ممن ظل ينبه بدون فائدة وانتهى اليوم إلى غضب جارف.
تنصح سالامون بإلحاح على امتلاك مقاربة للتفكيك المناخي من حيث هو ظاهرة وجدانية وفردية وليس فقط علمية. فعلى الجميع القيام بطقس مأتمه حول المستقبل. المستقبل الذي لن يكون مثلما تخيلناه. فالعالم سيكون أكثر جفافا وأكثر ازدحاما وأكثر خطورة وأكثر تجهما.
شارك ولاس – ويلس في أكتوبر 2007، في الندوة السنوية للجمعية الصحفية للبيئة المخصصة ل «الخطاب الكارثي، الأخلاق وفعالية صحافة الكوارث». ولقد تحددت النقاشات حول الحدود بين فعالية إحداث الخوف عند القراء وبين نشر الأمل بينهم. ولأنه من مناصري فكرة التخويف فإنه ذكر بأن الكاتب تا – نيشي كواتز قد أسر له ذات يوم قائلا: «علينا أن لا نترك حاجتنا إلى الأمل في أن نعطل عمل من ينقلون إلينا الحقيقة». فالخوف مفيد بالنسبة له، لأن مبدأ الخوف من التدمير الثنائي هو الذي شجع القادة بالعالم على وضع نقطة النهاية للحرب الباردة. والخوف من السرطان هو الذي قلص من نسبة التدخين. مضيفا: «سيكون من الإسفاف الاعتقاد أن كل ما يخيف يؤدي بالضرورة إلى العجز عند الناس. فذلك نوع من الاستسهال للأمر».
فيما تذهب عالمة النفس المتخصصة في مسارات التواصل، رينيه ليرزتمان، أنه حيوي الخروج من الانشطار والثنائية بين الخوف والأمل، أو بين الواقع والإيجابية. المشكل بالنسبة لها، في المقالات التي تنزع نحو منطق الكارثية، ليس فقط أنها تبث الرعب والخوف، بل في أنها تتماهى مع خطاب سينمائي يجعل القارئ متخندقا في «حياد سلبي» سياسيا، ومكتفيا بدور «المتفرج المنبهر والمرعوب في آن»، مما يجعله غير مؤثر في مسار التاريخ. فهي تؤكد في كتابها «البيئة السوداء» أن ذلك الحياد راجع إلى غياب إشراك في تمثل مخاطر ونتائج التلوث البيئي. فعبارات من قبيل «هل الأمر خطير فعلا» التي قد نبتدئ بها المحاورة، هي التي ستدفعنا إلى تحرير الطاقات من أجل الانخراط في البحث عن الحلول. ذلك أن «آلية التقبل» من كلاسيكيات علم النفس، لأنه قبل الاقتناع بمواجهة المشكل، لا بد من تقبل خطورته. فهذا الأمر يذكرنا بطبيب مقتنع ببراعته، يخبر مريضا بوضعيته الخطيرة. الأمر أكثر تعقيدا مما نتصور بالنسبة ليرزتمان. ذلك أن مسؤوليتنا في تدهور البيئة يفرض علينا، أن نعترف بدورنا في ترسيخ عادات قبيحة يوميا. لأنه التحدي كامن ليس فقط في الوعي بالمخاطر التي تتهددنا في المستقبل، بل في إدراك (بيقين) أننا السبب في ذلك. حيث تلخص قائلة: «علينا تقبل أن نظام حياتنا غير مستساغ أو مقبول، وأن علينا أن نظهر لذواتنا أننا اليوم قبل الغد على مستوى تحمل المسؤولية للإصلاح».
إن المقاربة الأسلم بالنسبة لهذه الباحثة كامنة في الاقتناع أن «ما يصمد هو انخراط الناس في أمر إيجابي مسنودين بوعي يدرك أبعاد المخاطر المتعلقة بموضوع انخراطهم». وهذا تحليل يتقاطع مع توصيات بيل ماكيبن، التي تؤكد أن الترياق الوحيد لمواجهة القلق المناخي هو الإلتزام بمواجهته. وهو نفس ما تذهب إليه الباحثة سوزان كلايتون (أستاذة علم النفس الاجتماعي وعلم البيئة والعضو ضمن مجموعة الدراسات بالجمعية الأمريكية لعلم النفس التي تأسست منذ 10 سنوات). فهي تؤكد أن الشئ الإيجابي بالنسبة للمناخ، استنادا على تعميم روح المشاركة الجماعية، هو نفسه الإيجابي للذهنية العامة للناس. «الأمر أشبه بالنضال من أجل الحقوق المدنية، من قبيل النضال من أجل حقوق السود الأمريكيين في الخمسينات والستينات» تؤكد كلايتون، مضيفة: «إن روح الجماعة تمنح دوما الثقة والطاقة الإيجابية».
في مقالة جد مؤثرة، نشرت على موقع «ميديوم» كتبت ماري أناييس هيلغار (العاملة ضمن جمعية الدفاع عن المصادر الطبيعية) أن على مناضلي البيئة أن يتعلموا الكثير من تاريخ النضال من أجل الحقوق المدنية. فالتبدل المناخي يشكل فعلا، أول تهديد وجودي لمجموع البشرية، لكن أمريكا شكلت تهديدا وجوديا للسود خلال عقود طويلة. فبخصوص قوانين «جيم كراو» (وهي قوانين الفصل العنصري المطبقة بولايات الجنوب الأمريكية ما بين 1876 و 1964)، كتبت هيلغار: «أريد أن تدركوا إلى أي حد كانت تلك القوانين غير ممكنة التجاوز، وأنه لم يكن ثمة أمل في نهاية النفق. ولقد كان أولئك السود الأمريكيون قلقين مرتعبين وخائفين من مستقبل كل مولود يولد ضمنهم». حقا، ستكون الفيضانات والحرائق القادمة غير مسبوقة.
إن في ملاحظات كل من والاس – ويلس و سالامون، عرض لذاكرة العائدين من أجدادهم من جحيم الهولوكوست. بالنسبة لهذا التوجه، فإن المشككين في التغير المناخي، المنتصرين للصمت، الذين يضعون رؤوسهم في الرمل، ليسوا فقط غير مسؤولين بل غير ناضجين. ومما تؤكد عليه هيلغار: «إنكم لا تدخلون معركة فقط من أجل ربحها، بل لأن الواجب يفرض عليكم دخولها». وفي منتصف كتابه «الأرض غير المأهولة»، يتوقف والاس – ويلس للحظة ليقدم شكره قراءه الشجعان الذين تتبعوه من خلال فهرس يتضمن ما يكفي من دلائل الخطر والرعب التي ستغير من قناعات النائمين في عسل الاطمئنان من مخاطر التغير المناخي. لهذا السبب فإن قراءتي لهذا الكتاب كانت تجربة مادية جعلت نبضات قلبي تتسارع وأنا أقرأ تفاصيل الكوارث القادمة. ولقد صعد الدمع إلى مقلتي حين تمثلت الواقع المناخي المنتظر خلال العقود القادمة من وجودي، أو وجود أبنائي المفترضين. فمع تواصل القراءة وجدتني أنخرط في سؤال المناخ، بالشكل الذي جعلني أتحرر من اللامبالاة التي تجعلنا نقرأ الشئ من مسافة احتياط خاصة. وكم كان ذلك منعشا، من حيث إنه إحساس محرر.

متناقضات

نعم، لقد منحتنا الطاقات الأحفورية والرأسمال الصناعي، خلال القرن الماضي، نظام حياة مريح. ولقد مكنت الملايير من البشر من الانخراط ضمن الطبقات المتوسطة. لكن، هذا نظام يجب أن يعاد النظر فيه بالكامل. بالنسبة لوالاس – ويلس، فالبشر ميالون إلى محاكمة النظم الإنسانية غير القابلة للتغيير من النظم الطبيعية. هكذا فإن «فكرة إصلاح الرأسمالية حتى تقلل من استخراج الوقود الأحفوري، تظهر شبه مستحيلة من إلغاء الكبريت من الجو للتقليل من حرارة الأرض بدرجة أو درجتين، وأن منح السماء لونا أحمر» (في إحالة على فكرة بول كروتزن الحاصل على جائزة نوبل للكيمياء، القائلة بإمكانية إطلاق طن أو طنين من الهباء الجوي الكبريتي في الغلاف الجوي حتى تعيد أشعة الشمس السلبية إلى الفضاء ويؤدي الأمر إلى انخفاض جديد في درجات حرارة الكوكب. ومن هنا أيضا فكرة إنشاء مصانع تمتص الغاز الكربوني من الجو بدلا من دعم التنقيب عن الطاقات الأحفورية.
تلك هي المتناقضات التي علينا دمجها، فوجود كوكبنا مرتبط بالطاقات الأحفورية، وفي الآن ذاته فهي طاقة ضرورية لحياتنا وتقدمنا. لن يكون أمر تقليص الكربون من اقتصادياتنا يسيرا، لكنه ملح وضروي. سيكون الأمر صعبا، لكنه ليس أكثر صعوبة من الخراب الذي يتهددنا إذا لم نقم بأي مبادرة. وتلك في نظري هي نقطة قوة كتاب والاس – ويلس. فالأمر ليس تخليا عن أرض قابلة للحياة، بل عن قرن سادت فيه السيارة واجتثاث الغابات وعقود من الاستهلاك الكبير للحوم والسفر والنماء الاقتصادي كآلية مركزية لنظامنا العالمي. فإصلاح الاقتصاديات القائمة على الطاقات الأحفورية يشكل خطرا على السوق لكنه لا يساوي شيئا أمام الخطر الأكبر الذي يتهدد الحياة كلها فوق الأرض. نحن هنا أمام تحديات مركبة تتطلب تحركا جماعيا وتحديات علمية وتكنولوجية واصطفافا سياسيا. أمام اختيار عدم التحرك فإن ذلك هو الجنون بعينه.
(*) عن مجلة «كوريي أنترناسيونال»
عدد 1516 (21- 27 نونبر 2019)


الكاتب : راشيل رايدر (*) ترجمة: أنس عثمان

  

بتاريخ : 30/11/2019

أخبار مرتبطة

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

جيد أن تبحث عن ملاذات في أقاصي نيوزيلندا، لكن، أن تحاول تشييد حضارة جديدة على جزر عائمة، فذاك أفضل! إنه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *