واقع العلاقات التربوية

ان العلاقة التربوية بين المدرس والتلميذ من جهة، وبين المدرس والاسرة من جهة أخرى، تتأثر مباشرة بالظروف السوسيو اقتصادية التي يعيشها التلميذ بين أحضان والديه.
فوجود العديد من فضاءات الترفيه والملاهي في حياة التلميذ ،يساهم في انعدام الدوافع عنده ،من بينها كثرة الجلوس أمام شاشة التلفزة لتتبع المباريات وعلى الأنترنيت واستخدام الهواتف النقالة في سن مبكرة جدا، في ظل غياب الأبوين اللذين يركضان يوميا وراء لقمة العيش أو تنشئة التلميذ تكون من خادمة.
إن واقعنا التربوي ماهو الا انعكاس للواقع الذي نعيشه بمخرجات التعليم ،يجب أن تكون متفقة مع جهود الساهرين على تدبير قطاع التربية والتعليم.لكن ما نلاحظه هو أن مخرجات التعليم لا تتفق مع الوسائل التعليمية المتاحة والموارد البشريةالمتوفرة والذي يعود بالأساس الى وجود  الفجوة بين مخرجات التعليم وسوق الشغل مما يخلق لدى التلميذ عدم الرغبة في التعلم والمعرفة.
والحل هو خلق بيئة مدرسية تساعد على جذب التلميذ من خلال تنظيم أنشطة مفيدة وزيارات ميدانية ورحلات مدرسية لملامسة واقع ما يدرس داخل الفصول الدراسية واعادة النظر في مخرجات التعليم بسوق العمل .
ان العلاقة بين التلميذ والمدرس، أو بين ولي أمره والمدرسة تتوتر في حال كانت كل الاتصالات مع ولي الامر سلبية .
ان تواصل الادارة التربوية مع الاسر يجب أن يكون وفق جدول زمني يجتمع فيه أولياء الامور بالادارة التربوية لمناقشة أهم المشكلات التربوية ،سواء من حيث التحصيل الدراسي أو من حيث السلوكيات ومحاولة ايجاد الحلول المناسبة لتجاوزها.
إن مسألة توتر العلاقة بين أولياء الامور والمدرسة والتلميذ تعود الى جملة من العوامل الخارجية التي تؤثر لامحالة على التلميذ والمدرس .ولايمكن تجاوزها لأن المدرس بشر يؤثر ويتأثربالظروف المحيطة به.والحل الأنسب هو ببناء مقاربة تتأسس على الحوار الهادىء والمناقشة بين كل الاطراف.كما أن عدم وجود الاخصائيين النفسيين في مدارسنا له تأثير بشكل او بآخر على العلاقات بين التلميذ والمدرسة والاسرة ويزيد من حدة تفاقم المشكلات التربوية ..
فمعظم تلامذتنا يعانون ضغطا كبيرا في مناهج تتسم بالحشو الكثير في غياب الانشطة التربوية الترفيهية والرحلات …وهو ما يؤثر على سلوكيات التلاميذ ويدفعهم الى سلوكيات تخالف طبيعتهم.
ان ضعف العلاقة بين التلميذ والمدرس، والذي أدى الى ضعف المخرجات التعليمية  يعود الى اسباب عديدة اهمها : عدم ملاءمة المناهج التعليمية كما هو الشأن في مادة الاجتماعيات بالشعبتين العلمية والتقنية والبكالوريا المهنية ،اضافة الى اقبال عديد من المدرسين على مهنة التدريس دون تكوين حقيقي ودون خبرة في التعامل مع المستويات المختلفة للتلاميذ ،والمشكلات الأسرية من طلاق وفراق ومشاجرات في البيت بين الوالدين وتعدد الزوجات،مما يؤدي بولي الامر الى اهمال أبنائه.
وخلاصة القول،فمسألة العلاقات التربوية في نظامنا التعليمي أمر يحتاج الى دراسة ميدانية واستخدام مناهج علمية  دقيقة للوقوف على اهم أسباب الخلل في واقع العلاقات التي تؤثر في مخرجات التعليم
باحث تربوي


الكاتب : ذ/خليل البخاري

  

بتاريخ : 14/02/2019