وداعا سعاد الذيبي… وداعا صانعة الفرح

لا أحد كان يصدق أن تصاب طاقة الفرح في القسم التقني من جريدتنا يوما بالعطب، كانت سعاد الذيبي طاقة فرح بالفعل ، ما إن تحل بمكان حتى تشعه ضحكا ، فيقول أحدنا في الطابق الثالث “هاهي جات ” لأن صوت الضحكات يتعالى .

سعاد كانت مرحة لدرجة الفرح ، كثيرة الحركة والنشاط ، الرياضة تكاد تكون مقدسة عندها حتى إننا كنا نغير بعض المواعيد لان سعاد عندها حصة الرياضة ، فكيف دب هذا المرض الخبيث لجسم نشيط ،كيف استبد هذا المرض النائم في غفلة بجسم ينبض بالحياة .. كانت سعاد حريصة على صحة والدتها وفرح والدتها ، لم تكن تدري أ ن الزمن سيثقل قلب الام المسكينة بفاجعة موتها .
عندما تسلل الخبر عن تملك المرض من جسم سعاد ،علمنا ساعتها أن سعاد “لم تعد للمكتبة “كما علمتنا قراءة الابتدائي ذات عام ..
لكنها اصرت على الحفاظ بابتسامتها المعهودة وإصرارها الجميل على الضحك ، وكأنها ترفض نظرات الحزن فيمن عهدوا منها الفرح .. بقيت تشع وفية للضحك حتى ايامها الاخيرة. حتى وهي تتألم ،حتى وهي تبكي لوحدها.
لم استطع عيادة سعاد في ايامها الاخيرة ، لم أقو على رؤية وهج ينطفئ ، كانت الاخبار تتوالى على شكل نعي ، وكنت احب ان احتفظ بصورة “سعاد في الجريدة ” بابتسامة شاسعة بملء الحياة ..
محزن أن نصبح اليوم في مقر الجريدة ،ناحبين نبكي زملاءنا تباعا ، اصبحوا يتساقطون في عنفوان شبابهم ، يغيبون في عز فرحهم..لم يلتئم بعد جرح عبد الحميد بنداوود العاشق للحياة ، حتى تتبعه اليوم سعاد الديبي صانعة الفرح .
سلاما عليك ايتها الزميلة والصديقة .. سنفتقدك كلما تسلل الحزن للنفوس ، وكلما استبد اليأس الاوصال ، سنفتقد مرحك الذي كان يفجر ضحكاتنا وينفس كرب النفوس. سنفتقد في لماتنا النسائية الخاصة التي كان يحيلها مرحك الى ضحك ممزوج بالدموع . بهذه الدموع نودعك اليوم .. وسنحتفظ لك في ذاكرتنا فقط بالضحك و بالفرح الذي سنقرن به اسمك ..وداعا سعاد صديقتنا صانعة الفرح.


الكاتب : فاطمة الطويل

  

بتاريخ : 10/09/2019