وسط تخوف من ملء أسرّة المستشفيات بالحالات البسيطة : «أنفلونزا الخنازير» يحصد أرواح ضحايا جدد ووضعية الفيروس تتجه نحو الاستقرار

 

ارتفعت حصيلة ضحايا فيروس AH1N1 المعروف بـ «أنفلونزا الخنازير» إلى 16 ضحية، بتسجيل 5 وفيات جديدة ما بين الأحد الأخير الذي أعلنت فيه وزارة الصحة عن وفاة 11 شخصا بسبب المرض وصباح أمس الثلاثاء. وأكد خبراء لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أنه على الرغم من الرقم الذي تم تسجيله بخصوص ضحايا الداء إلا أن وضعية المرض وانتشاره تتجه نحو الاستقرار، وبات متحكما فيها، بعد أن جرى تزويد المستشفيات والمصحات الخاصة بالدواء الذي اقتنته وزارة الصحة، الذي هو الآخر يشكل موضوع نقاش بسبب سعره وثمن الصفقة، والذي يتم اليوم منحه للحالات التي يتم تسجيل إصابتها في الوقت المناسب، الأمر الذي يمكّن من علاج المرضى بنسبة كبيرة، خلافا للفترة السابقة التي كان فيها الدواء مفقودا، مما تعذر معه إنقاذ عدد من المصابين، خاصة أولئك الذين يصنفون ضمن خانة الفئات الهشة المعرضة لتبعات الفيروس الوخيمة.
فيروس الأنفلونزا AH1N1، ورغم محاولات تطويقه من خلال حملات التحسيس والتوعية، ودعوة الفئات الهشة لتلقيح أنفسها، الأمر الذي استجاب له الكثير من المواطنين، إلا أنه يواصل إصابة عدد من الأشخاص، إذ سجلت حالات بمستشفى مولاي عبد الله بالمحمدية وبالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، وتم الاحتفاظ بحالة واحدة أول أمس الاثنين بمستشفى مولاي يوسف بالدارالبيضاء، إضافة إلى حالة واحدة بمستشفى بوافي، وهي نفس الوضعية التي عاشتها عدد من المستشفيات على صعيد المملكة، التي تحرص على إيلاء الاهتمام لكل الحالات، سواء المؤكدة أو حتى المشكوك فيها، الأمر الذي خلق تخوفا لدى المتتبعين للشأن الصحي، خشية أن يتم ملء أسرة مصالح العناية المركزة وقاعات العزل بحالات «عادية»، في الوقت الذي قد يتعذر فيه إيجاد أسرّة لحالات أكيدة إذا ما حلّت بالمستشفيات المذكورة.
وفي سياق ذي صلة، دعت عدد من المؤسسات التعليمية الآباء والأمهات إلى توفير واقيات/أقنعة لأبنائهم كخطوة وقائية لتفادي الإصابة بالعدوى، ولوحظ عدد كبير من التلاميذ والتلميذات صباح أمس الثلاثاء وهم يتوجهون إلى المدارس ويضعون الأقنعة على وجوههم، إلا أن الأمر الذي يُطرح في هذا الصدد هو غياب حملات تحسيسية من طرف الأطباء المتخصصين لفائدة المعنيين، حول كيفية التعامل مع هذا الوضع، وعدد الساعات التي يجب الاحتفاظ فيها بالقناع، والحرص على استبداله تفاديا لأشياء أخرى، وكذا طبيعة ونوعية الواقيات الصحية والمناسبة، وهو الأمر الذي يجهله الكثير من الأطفال والتلاميذ، وكذلك الآباء وحتى الأطر الإدارية والتربوية للمؤسسات التعليمية.
من جهة أخرى، رفع التعامل مع المرض والمرضى المحتملين من نسبة إجراء التحاليل المخبرية للتأكد من وجود الفيروس من عدمه، وهو ما بات يهدّد مخزون المفاعلات المخبرية المستعملة في هذا النوع من التحاليل بالنسبة لبعض المرافق التي تقوم بهذه الخطوة، وهو ما جعل مصادر «الاتحاد الاشتراكي» تنبّه إلى هذا الأمر تفاديا لأي تأخير في إجراء التحليل بالنسبة لحالة من الحالات، حتى يتسنى تجنب تطور المرض ومضاعفاته في حال وجوده عند بعض الحالات وتمكينها من العلاج في الوقت المناسب.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 06/02/2019