وقائع ساخنة في شهر رمضان : اليوم الثامن والعشرون 20

 

في 28 من رمضان 92هـ/ 18 من يوليوز 711م التقى الفريقان جيش لذريق وجيش طارق بن زياد جنوبي بحيرة خندة المتصلة بنهر بارباتي الذي يصب في المحيط الأطلسي بالقرب من مدينة «شذونة»، وكان لقاء عاصفًا وظل مشتعلا ثمانية أيام، أبلى المسلمون خلال هذه الحرب بلاء حسنًا، وثبتوا في أرض المعركة كالجبال الراسيات، ولم ترهبهم القوى النصرانية، ولا حشودهم الضخمة، واستعاضوا عن قلة عددهم ـ إذا ما قورنوا بضخامة جيش عدوهم ـ بحسن الإعداد والتنظيم، وبراعة الخطط والتنفيذ، وبشجاعة الأفئدة والقلوب، وبقوة الإيمان واليقين، والرغبة في الموت والشهادة.
نجح المسلمون في الصمود والثبات ثمانية أيام عصيبة، حتى مالت كفة النصر لصالحهم، وفر لذريق آخر ملوك القوط عقب الموقعة، ولم يُعثر له على أثر. بعد هذا النصر سار طارق فاتحا بقية البلاد، ولم يلق مقاومة عنيفة في مسيرته نحو الشمال، وفي الطريق إلى طليطلة بعث طارق بحملات صغيرة لفتح المدن، فأرسل مغيثًا الرومي إلى قرطبة في سبعمائة فارس، فاقتحم أسوارها الحصينة واستولى عليها دون مشقة، وأرسل حملات أخرى إلى غرناطة والبيرة ومالقة، فتمكنت من فتحها. تابع طارق زحفه شمالا فاخترق قشتالة ثم ليون، وواصل سيره حتى أشرف على ثغر خيخون الواقع على خليج بسكونية، ولما عاد إلى طليطلة تلقى أوامر من موسى بن نصير بوقف الفتح حتى يأتي إليه بقوات كبيرة ليكمل معه الفتح.
تمكن الجيش الألماني في مثل هذا اليوم من رمضان 1332 ه / 1914 م بقيادة فون كلوك من اختراق الحدود البلجيكية أثناء اشتعال الحرب العالمية الأولى، حيث كلل هجومه بالنجاح في الدخول إلى العاصمة بروكسيل بعد هزيمة الجيش البلجيكي . بدأ تاريخ بلجيكا منذ إعلان استقلالها عام 1830 م، قبل ذلك كانت الدولة جزءاً من الأراضي المنخفضة . ضمنت دول أوربا الكبرى استقلال ووحدة الأراضي البلجيكية عام1839 م . شهدت البلاد منذ الاستقلال وحتى اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 م نهضة اقتصادية. احتلها الألمان في الحرب العالمية وبقيت تحت سيطرتهم حتى عام1918 م . آلت ملكية أراضي ذات أغلبية ألمانية إلى بلجيكا بعد انتهاء الحرب وخسارة ألمانيا فيها. كمعظم دول أوروبا في هذه الحقبة، سجل اليمينيون عام 1936 م انتصارات بالانتخابات البرلمانية. احتل الألمان البلاد عام 1940 م في بداية الحرب العالمية الثانية وبقيت تحت سيطرتهم لحين تحريرها عام 1944 م من قبل البريطانيين. اعتبر الملك ليوبولد الثالث (.Leopold III) ، الذي حكم بين عامي 1934 م – 1944 م ، متعاوناً مع النازيين إبان الحرب. أُجبر عام 1944 م على التنحي لصالح أخيه كارل (Karl). الشعب البلجيكي صوت على إعادة تنصيبه ملكاً عام 1950 م ولكنه تنازل عام 1951 م هذه المرة لصالح ابنهبادوان الاول (.Baudoin I) .
شهد يوم 28 رمضان 1402 ه / 1982 م مواصلة القوات الإسرائيلية لخرق وقف اطلاق النار واستمرار حصارها المضروب حول بيروت الغربية. وقذفت القوات الإسرائيلية بالمدفعية والصواريخ الأحياء السكنية في الوقت الذي فتحت فيه طريق كالاري شمعان مما منع العبور رغم إعلان فتح طريق للمدنيين، واعتبرت المواقف السياسية منع اسرائيل عبور الناس لطريق كالاري شمعان محاولة لتعطيل إشراك رئيس الحكومة شفيق الوزان في مباحثاته وخاصة مع المبعوث الأمريكي فيليب، وقد رفضت إسرائيل كلما قدم إليها من مقترحات فلسطينية ولبنانية، وترافق هذا الرفض مع تهديد وزير الحرب آرييل شارون باستخدام سلاح الطيران ضد بيروت مرة أخرى، أما المقاومة الفلسطينية بعد تقديمها عدة مزايا فقد طالبت بأن يكون خروجها من بيروت ضمانا للكرامة والأمن لعناصرها .


الكاتب : إعداد: أحمد مسيلي

  

بتاريخ : 20/06/2018

أخبار مرتبطة

يقدم كتاب “ حرب المئة عام على فلسطين “ لرشيد الخالدي، فَهما ممكنا لتاريخ فلسطين الحديث، بشَـن حـرب استعمارية ضد

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *