وقائع ساخنة في شهر رمضان : اليوم السابع والعشرون 29

 

في مثل هذا اليوم من رمضان 92 ه وقعت معركة «وادي برباط» بين الجيش القوطي والجيش الإسلامي، وروى ابن خلدون في كتابه العبر «أن طارقًا أجاز البحر سنة 92 من الهجرة بإذن أميره موسى بن نصير في نحو ثلاثمائة من العرب، واحتشد معهم من البربر زهاء عشرة آلاف، فصيرهم عسكرَيْن: أحدهما على نفسه، ونزل به جبل الفتح، فسمي جبل طارق به، والآخر طريف بن مالك النخعي، ونزل بمكان مدينة طريف فسمي به، وأداروا الأسوار على أنفسهم للتحصن”. ويذكر صاحب “تحفة الأنفس” علي بن عبد الرحمن الهذلي “أن قتالاً جرى عند أو قرب جبل طارق، قبل معركة البرباط الرئيسة: “فاقتتلوا ثلاثة أيام، وكان على الروم “تُدْمير” استخلفه لذريق ملك الروم، وكان قد كتب إلى ذريق ليعلمه بأن قومًا «لا يُدرى أمن أهل الأرض، أم من أهل السماء قد وطئوا إلى بلادنا وقد لقيتهم فلتنهض إليّ بنفسك».
كان الجيش القوطي يفوق الجيش الإسلامي مرات عديدة في القدر والعُدد والتنظيم والتدريب، وهو يحارب في بلد يعرفه وقريب من مصدر إمداده. لكن الجيش الإسلامي كان متفوقًا بالروح المعنوية، فكان هذا الجيش متماسكًا، قوي البناء شديد الاندفاع، مستعدًا للاستشهاد، وقد روى ابن حذاري في «البيان المغرب»: (كانت المعركة تزداد عنفًا في المجالدة، وقدم المسلمون كثرة من الشهداء، وكانت قلة منهم يركبون الخيل، بينما توفرلجيش القوط منها العدد الكبير، فخرج عليهم طارق بجميع أصحابه رجالة، ليس فيهم راكب إلا القليل، فاقتتلوا قتالاً شديدًا حتى ظنوا أنه الفناء” ويقول ابن الشباط: «فاقتتل المسلمون والمشركون ثمانية أيام قتالاً شديدًا، وصبر الفريقان صبرًا عظيمًا، ثم أنزل الله ـ عز وجل ـ نصره على المسلمين».
يوم 27 رمضان 1383 ه / 1964 م بدأ البابا يوحنا بول السادس أول رحلة إلى الأراضي الفلسطينية، وخلال زيارته أدان البابا الانتهاكات التي تقوم بها اسرائيل ضد أماكن إسلامية ومسيحية في الأراضي المحتلة مطالبا بهذا الشأن بوجوب إعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، واشتهر البابا بول السادس بإصلاحاته الكبيرة في صرح البابوية، وقد أقر البابا في الحادي عشر من فبراير من عام 1965 م إمكانية انضمام البطارقة الشرقية إلى مجمع الكرادلة كما أقر البابا أنهم يملكون حق التصويت لاختيار البابا والاشتراك في الاجتماع المغلق لاختياره ، وفي 5 من نونبر 1973 م رفع البابا بول السادس عدد الكرادلة الذين يحق لهم انتخاب البابا إلى 120 .
البابا هو أسقف روما ورئيس الكنيسة الكاثوليكية بعدما كان اللقب يطلق في بادئ الأمر على جميع الأساقفة تم اقتصر تدريجيا على أسقف روما فقط ، ويتمتع البابا بصلاحيات أسقف روما وايطاليا وبطريارك الغرب ورئيس الكنيسة الكاثوليكية العالمية، واعتبارا من نهاية القرن السادس مارس البابا سيادته على الأراضي التي أصبحت في ما بعد دولة البابوية، ويتم انتخاب البابا بأغلبية الثلثين من أصوات أعضاء مجمع الكرادلة، وله صلاحيات وسلطات كاملة وشاملة على الكنيسة الكاثوليكية، واعتبر البابا بيو الرابع أطول من تولى منصب البابوية حيث بلغ 32 عاما انطلاقا من عام 1846 م إلى 1878 م .
أغار الطيران الحربي الإسرائيلي يوم 27 رمضان 1404 ه / 1984 م على مدينة بعلبك شرقي لبنان وسقوط أكثر من مئة قتيل. نفذت المقاومة اللبنانية سلسلة عمليات ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي ذهب لمواجهة موجة جديدة من العبوات العسكرية، وتنتهك المقاتلات الإسرائيلية المجال الجوي اللبناني وغالبا ما تندد الأمم المتحدة بهذه الانتهاكات الجوية للخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة كخط للانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني وكثيرا ما تسجل القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان الخروقات الإسرائيلية ضد القرى والمدن اللبنانية، وقد لفتت القوات الدولية الانتباه بعد الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب اللبناني إلى أن “اليونيفيل” ليست على علم بأي شيء من قبيل تصريف معادلة منع الطلعات الإسرائيلية مقابل وقف المقاومة لإطلاق نيران مضاداتها في الوقت الذي تستمر فيه حالة الاستنفار في صفوف الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية مع جنوب لبنان بشكل عام وعلى حدود مزارع شبعا بشكل خاص .


الكاتب : إعداد: أحمد مسيلي

  

بتاريخ : 19/06/2018

أخبار مرتبطة

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

: داخل مجتمع اللاتلامس، لم تعد نظرة العشق الأولى موضوع تبادل في الشارع، أو داخل حانة، أو في عربة من

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *