يعود الفارس، ولا أحد ينتظر في الساحات

يعود الشعر اليوم ليتفقد العشب والسماء والغيومَ
ليعيد الفراشات التائهة إلى مشيمة الشرنقة
ليقود عصافير الحيرة إلى سيرة الغناء
لكن العالم يا صديقي الشاعر منشغل اليوم بتدبير البقاء وبحفظ السلالة وسط تراتيل القيامة؛
منشغل بكتابة قصيدة لا ترتدي ألوانا قزحية ولا قبعات من ريش الفرح.
يعود الفارس، ولا أحد ينتظر في الساحات
فقط،
تلويحات حبيبات فتحن نوافذ في الشاشات الصغيرة
ليحتفلن بوعد في بطن قصيدة.
ما أصعب أن يختنق صوت الشعر اليوم، في يومه العالمي ، دون أن تنصت إليه وتردد صداه رفة العصافير ولا حفيف الشجر ولا خرير الماء في نهر الحياة.
اليوم في زمن الكورونا، لن تخرج غزالة الشعر لترعى في مروج العين، أو تستقي من ينابيع الضوء رُواءها.
وحدهم الشعراء من يصرون على تأجيل الخسارات
من يحرسون الهشاشة من معاول العالم الكثيرة اليوم
يشعلون سراجات الضوء
يستدفئون بنار اللغة
يحفرون أنفاقا وسراديب من ورق خوفا من قصف مباغت
يؤمّنون الطريق في انتظار
أن نخرج جميعا من الغابة
ولأنه اليد التي تعانق ظلها فيعلو التصفيق
يظل الشعر دوما دمعنا السري الذي نداوي به ندوب الروح وجراح الصور
الصلصال الذي يعيدنا إلى سيرتنا الأولى
النوتة الوحيدة التي تجعلنا نرقص
حفاة الروح
على البلور المكسور
ونضحك رغم الدماء التي تقطر على صفحة الريح
حينما تنطفئ الشموع،
ويتعب الراقصون
قد يضيع اللحن لكن، أبدا
لا يُنسى النشيد
ويظل الشعر كما الورد؛
كما الحلم؛
قد يذبل لكنه
لا يموت.


الكاتب : حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 20/03/2020

أخبار مرتبطة

روني شار يقول بأن على الشاعر أن يستيقظ قبل أن يستيقظ العالم لأن الشاعر حافظ وجوه الكائن اللانهائية.شعراء أساسيون مثل

رَفَحْ جرحٌ أخضرُ في مِعْصم غزَّةَ، وَنَصْلٌ في خاصرة الريحِ. ماذا يجري؟ دمُ عُرسٍ يسيلُ أمْ عروسُ نِيلٍ تَمْضي، وكأنَّ

– 1 – هل الرمز الشعري الأسطوري ضروري أو غير ضروري للشعر المغربي؟ إن الرمز الأسطوري، اليوناني، خاصة، غير ضروري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *