يوميات كورونية

1

قيل له «راك في البال»، تفحص الأرض المصابة بداء اغتيال الأحلام، ضحك من أكاذيبها، ضرب كفا بكف وقال: سأحيى لأنتقم من غباء القاتل !

2

لعشيرة الوفاء للحب والجمال:
صباح الأمل .. ما زلنا نقترف حلم الحياة !!!

3

لست سيد الكون كي أقتنع بتجاعيد القناع، وهمٌ ذلك الوقت الميت، وخارج برج الأخطاء، تسأل عني قيثارة الحنين، وتهديني وعدا بقتل الانزياح، وفي حياة أخرى، إذا كان في العمر بقية، تتغير الكثير من القناعات، أتحرر من فخاخك السامة، أهجر غباء الأحاسيس المدجنّة وأعيش للفرح !

4

الحياة ليست عادلة، وكل العتب المصحوب بالندم لسجين كذبة أخطأت معرفة سر الجمال الحقيقي، وفي جبل الخواء اصطادته شباك الأشباح.
5

تحرشت الحروف ببياضي، مارست غوايتها الغامضة، لمست الأطراف الممددة فوق سواد قاتم، اعترفت للفراغ برعشة الاشتهاء دون مداد، وتكومت على جرحها في صمت، شاشة الحلم البيضاء معطلة، مصدر العطب مجهول معلوم، الممرات فارغة من الأقدام المضطربة، ولا أحد سواي يلح على توثيق تفاصيل العدم.

6

كيف لي أن أصطاد البداية
شيء ما ينقص الحبيبة
في البال المثقوب ظلمة كهف
ترعى انتظاري .. ولا تسعفني الكتابة

7
جبروتك في الإيقاع بي في هاوية الحرمان وعرافة السراب تلوح ببياض الكفن، تجرني ساخرة لقبر الفناء، أنا المستسلم لعشق الحياة .. أدْفَأَ وقتي المقهور صدقُ أوفياء أدمنوا محبتي، خافوا عليَّ من نسمة وباء رعناء، وبالمقابل.. تأكدت من زيف الأقنعة والوهم المبين!
8
يا صاح ..
أدْخلَنا رعب الفيروس لأوكار
كدنا ننسى جرحها،
تعرّفنا عليها،
ولن يُخرِجونا منها سوى بالقوة!
9

بتاريخ البشرية أوبئة كثيرة، ومع كل وباء مستجد، تتزايد أعداد الموتى، تزدهر السمسرة بالدين، وهذه المرة، مات الحوت لفقهاء الظلام، ظل الفقيه النفساوي مشغولا بكتابة الأدعية في إطار لعبة صبيانية يحكمها شعار «كل يوم دعاء» وفيما بعد يقول لقطيعه دَرْنا ودرنا !
10
ما زلت حيا
أقتفي آثار أغنية اشتاقت حلما
بهوية خبأتها عن شيطانة بلهاء
تتسكع في مقبرة الصرخة الأولى
مع وقت راوغ اندثاري
قرب خرافة هزمت شقاء النوايا
وأهدت نبض القلب المتعب
سيفا مزق أشرعة الخيانة

ما زلت حيا
لأفضح لعنتك المزمنة
وأخلص الأفق من زلزال
تحكمه جنية لعوب
تستجدي غيمة
فتحت ذراعيها لأكاذيب
عشقت بَحَّارها قهرا
ونسيت ضباب الإدانة

11

يا حبيبي .. الإيمان بالفرح هو ما يبقيك حيا، دليل الوجود نبضٌ يراوغ زنازين الأسى والعجز عن استشراف ما بعد جبل الأموات، فلا تكن عاشق الهزيمة والنكد !
حتى وأنت تعبر الشارع متوجسا من تربص فيروس معتوه، تأخذك الذاكرة إلى ما كان راسخا في درب اليقين، هكذا وفي رمشة عين، امتلأت الجمجمة بضباب الوحش الرابض في الخواء، ماتت حاسة التجاهل واللامبالاة، صار عناق الأحبة مدعاة للشك والتبرم، ولم تعد لمسات العاشق سبيلا لإشعال التيار الكهربائي المشتهى، لا شيء سوى التفكير في تجنب الاختناق القاتل.
وضد الموت القاسي .. أخون المجهول، أشرعن الانتظار الممكن، أحلم بما بعد الكارثة، أراني زهرا عنيدا يشق إسفلت الطريق المنبوذة، أكسر صخر الخرافة الجارح، وأحب الحياة أكثر.


الكاتب :   حسن برما

  

بتاريخ : 08/04/2020