من أصل أزيد من 602 مؤسسة دار الشباب على الصعيد الوطني، وفق إحصائيات وزارة الشباب والرياضة، تتوفر مدينة فاس على 18 «دار شباب» منتشرة بتراب مختلف مقاطعات المدينة، في وقت يوجد بجهة فاس- مكناس ما يناهز المائة مؤسسة شبابية تغطي كافة أقاليم الجهة بما فيها الإحداثات الجديدة.
وحسب المعطيات الإحصائية ذاتها ، تعتبر دار الشباب (البطحاء) التي أحدثت سنة 1952، الأقدم التي أنشئت بالمدينة العتيقة، حيث نظمت بها أنشطة وعروض فنية وثقافية متنوعة، فضلا عن احتضانها فرقا مسرحية معروفة، وتألق بها نخبة كبيرة من الفنانين المغاربة. و أنشئت سنة 1969 دار الشباب (السياج) في قلب المدينة العتيقة ، تلاها ميلاد دار الشباب (بندباب) بمقاطعة المرينيين، لتتعمم هذه المؤسسات على مختلف مقاطعات المدينة، ثم لتحدث دور مماثلة بكل من جماعة سيدي احرازم وأولاد الطيب وعين البيضا، وهي جماعات ترابية تابعة لعمالة فاس.
و»استفاد من أنشطة دور الشباب بمدينة فاس عن موسم 2017/ 2018 ما يناهز 50 ألف شخص (32 ألفا و888 ذكورا و16 ألفا و650 إناثا)، وتشكل الأنشطة الإشعاعية الكبرى 80 في المائة من أنشطة هذه الدور، فيما 20 في المائة المتبقية هي أنشطة دائمة للجمعيات والأندية». وتوفر دار الشباب، التي هي مؤسسة عمومية تربوية ثقافية واجتماعية تابعة لوزارة الشباب والرياضة، خدمات مختلفة للشباب من شأنها المساهمة في تحسين تحصيلهم المعرفي والمهني، كما أنها تشكل فضاء خصبا لممارسة أنشطة متنوعة منها المسرح والموسيقى والسينما. وتمكن من فرص اللقاء والعيش والتأقلم داخل المجموعة، بالإضافة إلى الانفتاح على الآخر وتعلم قيم التسامح، كونها مدرسة للتفاعل الاجتماعي والتعود على تحمل المسؤولية والممارسة الديمقراطية»