20 في المئة من وفيات الأطفال المغاربة تكون بسبب مضاعفات الولادة المبكرة

 

خلّد العالم يوم السبت 17 نونبر 2018، اليوم العالمي للمواليد الخدج، الذي يشكّل فرصة لتسليط الضوء على معضلة ولادة الأطفال قبل الأوان، والتبعات التي يكونون عرضة لها بسبب هذا القدوم المبكّر، الذي قد يؤدي إلى وفاة البعض، ويتسبّب للبعض الآخر في تبعات صحية وخيمة، إذا افتقدت الشروط الضرورية لحمايتهم، والمتمثلة في الولادة في فضاء صحي آمن، وتأمين حاضنات ومتابعة طبية لهم.
وكانت دراسة سابقة قد أكدت أن أزمات التنفس هي من بين أسباب وفيات الأطفال المغاربة عند الولادة بنسبة 29.5 في المئة، يليها وقوع تعفنات بنسبة 25 في المئة، وشكّلت الولادة قبل الأوان سببا في وفاة الرضع بنسبة 19.65 في المئة، و 9.77 في المئة بالنسبة للاختناقات أثناء الولادة، علما بأن نسبة 1 في المئة من المواليد الجدد تتطلب حالتهم إنعاشا بشكل مستعجل، هذا في الوقت الذي تعاني فيه المستشفيات بما في ذلك بالمدن الكبرى من قلّة أعداد الحاضنات أو انعدامها.
ويؤكد الاختصاصيون المغاربة أن 3 أرباع الوفيات التي تسجل في صفوف المواليد الجدد، تكون في فترة 3 أشهر الأولى التي تلي عملية الوضع. وقد أبرز المسح الوطني أن 75 في المئة من الأطفال يفارقون الحياة في الشهر الأول، أي من بين 4 وفيات تسجّل 3 منها تكون في المراحل الأولى للوضع، وبالتالي فالإشكال هو كبير جدا، ويخص المواليد الخدّج وحتى المواليد في وقت طبيعي لكن بمضاعفات صحية متعددة. مصدر طبي، أكد في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن الحاضنات المتوفرة اليوم هي وبكل أسف لا يمكن أن تغطي الطلبات، وهناك خصاص في هذا الباب في القطاع الصحي بشكل عام، وعلى الصعيد الوطني، بل وحتى بمدن كبرى كما هو الحال بالنسبة للدارالبيضاء المدينة المليونية، وليس فقط في المدن الصغرى والمناطق البعيدة، مشيرا إلى أن عدد الحاضنات بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء لا يتجاوز 16 حاضنة، في حين لا تتوفر أغلب المستشفيات الإقليمية على هذا النوع من الحاضنات، علما بأن مجال التدخل ليس مفتوحا للجميع، بالنظر إلى أن وضعية الخدج هي تتوزع على ثلاثة مستويات ، كل مستوى بإشكاليات صحية وتدخلات معيّنة، ليس الجميع مؤهلا للتعامل معها كلها، كما أن بعض مصحات القطاع الخاص هي بدورها لا تتوفر على مصالح لإنعاش المواليد الخدج، وينضاف إلى هذا الإشكال عدد أطباء الإنعاش المتخصصين في المجال الذي يتراوح ما بين 12 و 15 طبيبا فقط، مطلوب منهم التدخل في عدد من المواقع لإنقاذ هؤلاء المواليد.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 20/11/2018