340 ألف مريض ب»السلياك» في المغرب ومضاعفاته قد تتسبب في سرطانات الجهاز الهضمي والكبد

يبلغ عدد المغاربة المصابين بمرض «السلياك» حوالي 340 ألف مواطن، من الجنسين ومن مختلف الأعمار، بعضهم على وعي تام بمرضه، والبعض الآخر لم يهتد بعد إلى حقيقة الداء الذي طاله ونوعيته، والذي يعرف بكون صاحبه لايتقبل مادة الغلوتين في الغذاء، هذا البروتين المتواجد في كثير من الحبوب كما هو الشأن بالنسبة للقمح والشعير، الذي يتسبب في تدمير زغب الأمعاء الدقيقة، وينتج عنه سوء امتصاص المواد الغذائية ذات التبعات المتعددة الخطورة.

الدكتورة خديجة موسيار، الاختصاصية في الطب الباطني، أكدت في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن هذا المرض لايصيب فئة عمرية بعينها وإنما الكلّ عرضة للإصابة به في أي مرحلة من مراحل العمر، بفعل تناول الغلوتين الذي لايتواجد في الخبز والعجائن فقط، بل حتى في عدد من المنتجات الغذائية المصنّعة، لكونه يُعتمد لتحسين شكلها والحفاظ على استقرارها، مبرزة أن علامات المرض تكون عادة واضحة جدا عند الرضع والأطفال الصغار، خلال بضعة أشهر بعد إدخال الغلوتين في النظام الغذائي، وتتمثل في الإسهال المزمن، التعب، فقدان الشهية، انتفاخ البطن، والنحافة مع بطء وتيرة النمو، مشددة على أنه كلما تم التقدم في العمر أصبحت الأعراض أكثر صعوبة في ربطها بالمرض، إذ يعيش الأطفال الأكبر سنا والمراهقون حالة من فقر الدم المزمن، وقصر القامة، إضافة إلى تدهور في «ميناء» الأسنان، وآلام العظام، فضلا عن تأخر سن البلوغ، وانحباس في الطمث أو عدم حدوثه.
مرض «السلياك» الذي يتم تخليد يومه العالمي في شهر ماي من كل سنة، سيشكّل محور لقاء علمي ببعد تواصلي وتحسيسي، ستنظمه الجمعية المغربية لمرض «السيلياك» وحساسية الغلوتين «AMIAG» يومه السبت بالدار البيضاء، احتفاء باليوم الوطني الخامس الذي يخصص لهذا الداء بمشاركة أطباء ومتخصصين في الطب الباطني والتغذية والجهاز الهضمي، ولتسليط الضوء على أعراضه والتنبيه إليها، كما هو الحال بالنسبة للإسهال المزمن مع آلام البطن، إضافة إلى تلك التي توجد خارج الجهاز الهضمي، كتقرحات الفم والاكتئاب أومشاكل التركيز وضعف الذاكرة، إضافة إلى مضاعفاته التي تتخذ صورا متعددة، من قبيل هشاشة العظام والكسور، مشاكل الخصوبة والإجهاض المتكرر، وأخرى على صعيد القلب والأوعية الدموية جراء تكوين جلطات الدم، فضلا عن مضاعفات عصبية كالصرع، اضطرابات التوازن، إتلاف الأعصاب الطرفية، ومشاكل في الكبد، علما أن مرض «السيلياك» يعرض كذلك لزيادة مخاطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، ويتسبب في تكوين سرطانات على مستوى الجهاز الهضمي العلوي والكبد.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 21/04/2018