أكد مصطفى العباسي الكاتب المحلي لفرع النقابة الوطنية للصحافة و عضو مجلسها  الوطني أن أكبر تحدي تواجهه المواقع الإلكترونية و باقي وسائل الرقمية الأخرى كمواقع التواصل الإجتماعي هو أنها منحت  للعموم فرصة العمل الصحفي من مواقعهم، إلا أنها لم تعمل على صياغة  خطة و استراتيجية للحد من الإشاعات و المغالظات التي تنمو  و تنتشر  بشكل كبير.
و أضاف العباسي، الذي يتحدث في نشاط نظمته الشبيبة الإتحادية بتطوان ضمن برامجها « ساعة من النقاش « في نسخته الثانية مساء يوم الخميس 11 يوليوز الجاري بمقر الحزب حول « تأثير الإعلام في توجيه الرأي العام «،  أن دور وسائل  الاعلام بصفة عامة في التاثير على الراي العام، انطلاقا من نظرة تاريخية، تعود لوجود قطبين في الاعلام المغربي، قطب رسمي يتشكل من الاذاعة و التلفزة، و قطب اخر، يشكل المعارضة في الغالب، و يتعلق الامر بالصحافة المكتوبة، و التي كانت تنبني على الصحافة الحزبية.
مرحلة التاثير القوي لوسائل الاعلام التقليدية، لم ينته، وإن أصبح منافسا بشكل كبير، بظهور الصحافة الإلكترونية و مواقع التواصل الاجتماعي، التي تراوحت استعمالاتها بين ما هو إيجابي و ما هو سلبي.
و أكد المتدخل ذاته من خلال هذا اللقاء الذي أداره بكر الزبيري و فادي وكيلي عسراوي الكاتب الإقليمي للشبيبة الإتحادية بتطوان ، أن منصات التواصل الاجتماعي لا يمكنها أن تعوض الاعلام المنظم، ولا يمكن أن تصبح وسيلة بديلة عن وسائل ووسائط نقل الاخبار التي يقوم بها الصحفي، وعلى منصات منظمة، سواء كانت إلكترونية، ورقية أو سمعية بصرية.
وفي شرحه لبعض مظاهر التأثير السلبي لتلك المنصات على الرأي العام، تم تقديم نماذج لبعض الاخبار والوقائع، الخاطئة والزائفة، التي تم الترويج لها من طرف بعض المواقع والفضاءات الإلكترونية دون التحقق من مصدرها، نتيجة غياب التكوين والمسؤولية وكذا انتحال الصفة.
وتم التركيز على أهمية، الصحافة الورقية في استمرار الأجناس الصحفية الراقية، من قبيل التحقيق، الروبورطاج، الحوارات  وغيرها.. ناهيك عن التأثير القوي لدى الإدارة ومراكز القرار بفعل المصداقية التي تتميز بها تلك المنابر، في نقل الخبر وتحقيق السبق الصحفي في غالبية الأحيان مما يجعل تأثيراتها واضحة في تشكيل رأي عام .
و اعتبر المتحدث نفسه أن ظهور الأنترنيت كان بمثابة ثورة حقيقية في مجال وسائل الإتصال، بحيث أتاحت للجميع سهولة الوصول للمعلومة من خلال المواقع الإلكترونية، إلا أن غياب التخطيط – يقول العباسي – و عدم وضوح الرؤية المتعلقة بمستقبل هذا النوع من الإعلام، فضلا عن ندرة وجود الصحفي الإلكتروني المؤهل للتعامل مع التقنيات الرقمية و التي تحتاج لمهارات خاصة، تزيد من صعوبات عقلنة و هيكلة هذا القطاع .
و في هذا الصدد ركز ذات المتحدث على مسألة  تكوين الصحفي» الإلكتروني» و توفير له ضمانات اجتماعية و الإكتفاء المادي .
و سجل مصطفى العباسي أن بعض المواقع الإلكترونية الإخبارية غير المرتبطة بالصحف تنهج عملية النسخ من الصحف الوطنية، و بالتالي لا تأثير لها في توجيه الرأي العام مادام أن الأخبار التي تنشر يكون قد مر عليها مدة زمنية معينة .