مصر تتحدى المنطق وتقدم بطولة استثنائية

تحدت كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم هذا العام المنطق، وتحولت بشكل مفاجئ إلى بطولة ناجحة، على أرضية الملعب على الأقل، رغم أنها أقيمت في ظل الحرارة القاسية للصيف المصري، ووسط فوضى في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وبعد زيادة فرقها بشكل غير عملي إلى 24 فريقا.
وعلى صعيد الإثارة في الملعب ومستوى كرة القدم، كانت البطولة خطوة للأمام مقارنة بالنسخ السابقة، وبلغ فريقان يقودهما مدربان محليان في سن الشباب النهائي، وفازت الجزائر 1 – 0 على السنغال.
ورغم أن المباراة النهائية نفسها أثارت خيبة أمل، فإن أدوار خروج المهزوم كانت مليئة بالإثارة.
وأطاحت جنوب إفريقيا بالدولة المضيفة مصر، ثم خسرت بهدف في الدقيقة الأخيرة في دور الثمانية ضد نيجيريا، التي سقطت هي الأخرى بعد هدف من رياض محرز من ضربة حرة في نهاية الوقت المحتسب بدل الضائع، من مباراتها في الدور نصف النهائي أمام الجزائر.
وأضاعت السنغال وتونس ضربات جزاء في مباراتهما بالدور نسف النهائي، قبل أن تحرز تونس هدفا عكسيا غريبا، ثم ألغيت لها ضربة جزاء أخرى بقرار من حكم الفيديو المساعد.
وكانت هناك دموع أيضا، إذ بكى بغداد بونجاح مهاجم الجزائر، صاحب الهدف الوحيد في النهائي، في حزن على مقاعد البدلاء، بعدما أهدر ركلة جزاء في الشوط الثاني قبل أن يتم استبداله في مواجهة دور الثمانية ضد كوت ديفوار.
وشهدت البطولة لمحات رومانسية أيضا، إذ بلغت مدغشقر، وهي دولة قال لاعب الوسط أنيسيه أندرياننتيناينا إنها مشهورة فقط بسبب الفيلم الذي يحمل اسمها، دور الثمانية في مشاركتها الأولى بالنهائيات، بينما تأهلت أيضا بنين غير المرشحة إلى دور الثمانية رغم عدم فوزها بأي مباراة في الوقت الأصلي.
وبدا أن تغيير موعد البطولة من يناير، بعد سنوات من شكاوى من الأندية الأوروبية، إلى نهاية يونيو، كان في صالح المسابقة، رغم أنه حدث بالمصادفة ولم يكن مخططا له.
وكان من المقرر أن تبدأ البطولة في وقت مبكر عن ذلك، لكن تأجلت إلى نهاية يونيو لمنح اللاعبين فرصة للراحة بعد شهر رمضان وعيد الفطر.
وكان هذا معناه وصول اللاعبين إلى البطولة وهم منتعشون على نحو معقول، عقب حصولهم على وقت للتعافي من الموسم الأوروبي، كما سمح للمباراة النهائية بالحصول على الاهتمام الكافي بسبب عدم وجود أي منافسات رسمية في كرة القدم حول العالم وقت إقامتها.
والجانب السلبي هو أن اللاعبين، الذين يلعبون لأندية أوروبية، سيكون أمامهم الكثير من العمل عند عودتهم لأنديتهم التي بدأت بالفعل فترة الإعداد للموسم الجديد منذ عدة أسابيع.
وتسعى المزيد من الدول الآن لجمع شتاتها من أجل العثور على لاعبين محتملين، مثل مدغشقر التي جندت لاعبين من الدرجات الأدنى في الدوري الفرنسي.
وأظهرت بعض الفرق نوعا من الاستقرار لا يرتبط في المعتاد بكرة القدم الإفريقية، إذ احتفظت نيجيريا والسنغال بخدمات مدربيها جيرنوت رور وأليو سيسي على الترتيب رغم خروج الدولتين من دور المجموعات في كأس العالم العام الماضي.
وبشكل عام اعتبرت المنشآت، بما في ذلك الملاعب، من الطراز الأول خاصة أرضية الملاعب، وهو شيء غير معتاد في أفريقيا.


بتاريخ : 22/07/2019