السفارة الأمريكية بالرباط تحتفل بالذكرى 50 للهبوط على سطح القمر وتنظم «لقاءات حول الفضاء والابتكار»

انطلقت أول أمس بالرباط لقاءات حول الفضاء والابتكار، تنظمها سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، بمناسبة الذكرى الخمسين للهبوط على سطح القمر.
وتندرج هذه اللقاءات، التي تنظم بشراكة مع جمعية الفلكيون المغاربة، من 21 إلى 24 يوليوز بمدن الرباط والدار البيضاء وأكادير، بمشاركة « أيانا هوارد»، المهندسة السابقة في وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، في إطار مبادرة «مون شوت موروكو»، التي أطلقتها السفارة الأمريكية احتفالا بمرور 50 عاما على الهبوط التاريخي لأبولو 11 التابع لوكالة «ناسا» على سطح القمر.
وتتضمن هذه المبادرة سلسلة من الأنشطة العلمية الممتدة على سنة 2019، وترمي إلى تعريف الشباب المغربي بالتقدم الحاصل في مجالات العلوم والتكنولوجيا وريادة الأعمال، وتحسين مهاراتهم القيادية ومنحهم الثقة والقدرة على تولي مشاريع جديدة مبتكرة.
وفي كلمة بالمناسبة، قالت ستيفاني مايلي، القائمة بالأعمال بالسفارة الأمريكية، إن هذه اللقاءات التي تندرج في إطار مبادرة «مون شوت موروكو» تساعد العديد من الشباب المغاربة الموهوبين على اكتشاف إمكانياتهم في مجالات العلوم والتكنولوجيا وريادة الأعمال.
وصفت ستيفاني مايلي لحظة الهبوط على القمر بكونها «لحظة رائعة للجميع»، لأن أوًّل إنسان وطأ القمر بقدمه لم يقل: «إنها خطوة صغيرة لي وخطوة عظيمة للولايات المتحدة»، بل قال: «إنها خطوة صغيرة لي، وخطوة عظيمة للإنسانية». مؤكدة أن أن «الهبوط على سطح القمر» لم يكن نصرا أمريكيا، بل كان نصرا للإنسان في العالم بأسره، وكان نصرا للتّقنيّة والعلم، والإعداد، والعمل الجماعي لمجموعات من العلماء والمهندسين من أجل تحقيق قضية من أكثر القضايا تحديا. كما تحدّثت عن مساهمات العديدين في الهبوط على سطح القمر، لأن صانعي الملابس الفضائية ومنظّفيها وميكانيكيي المركبات وغيرهم ساهموا بدورهم في نجاح العملية.
وأضافت أن هذا المبادرة التي أطلقتها السفارة تروم كذلك تحسين مهارات القيادة لدى الشباب، وتواكب الشباب المغاربة في تحديد أهدافهم وتحقيقها.
أما أيانا هاورد، مهندسة سابقا بوكالة «ناسا» الفضائية، فقالت إن اكتشاف الفضاء يساعدنا في اكتشاف ما يوجد في الأرض أيضا، مقدّمة مثالا بالروبوتات المتحركة التي تكتشف «أنتركتيكا» المتجمّدة، والتي استطاعت في عامي 2013 و2014 التقاط صور كائنات حية تحت المياه التي يغطيها الجليد، بعد استثمار معلومات جُمّعَت حول المرّيخ واستُثمِرت في فهم ما يوجد بالكوكب لمساعدته في مسألة التغيّرات المناخية على سبيل المثال لا الحصر.
وتحدّثت المهندسة السابقة بالإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء «ناسا» عن «الرحلة الشاقة التي تحتاج الكثير من التدريب والممارسة» من أجل تحقيق اكتشافات علمية تُجرّب دون ضمانات تبلغ نسبة مائة بالمائة، مستعيدة ذكريات تجاربها مع علماء «ناسا» وهي طالبة، لتؤكّد أن الهندسة ليست رياضيات وعلوما فقط، بل هي إبداع أيضا للقيام بشيء لم يتمّ من قبل، بل إن للمهندسين غالبا «حياة خفية تساعدهم وليست رياضيات وعلوما، مثل الموسيقى»…
ويتضمن برنامج هذه التظاهرة، ورشات حول مواضيع مختلفة من قبيل «النظام الشمسي» و»استخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي في علم الفلك» ،وعرضا حول «موقعنا في الكون» مع نجيب مختاري، مبتكر فيديوهات علمية على اليوتيوب، بالإضافة إلى عرض حول «الروبوتات واستكشاف الفضاء والأرض» للدكتورة آيانا هوارد.
يشار إلى أن الدكتورة أيانا هوارد تعد من أبرز العالمات في الروبوتات الأمريكية من سنة 1993 إلى سنة 2005، وعملت في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء ناسا في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، حيث قادت أبحاثا مختلفة حول الروبوتات، ونتج عن أبحاثها أكثر من 180 منشورا في المجلات العلمية الرائدة.
يذكر أن رحلة المركبة أبولو 11 انطلقت في 16 يوليوز 1969. وفي 20 يوليوز كان نيل أرمسترونغ أول من وطأت قدمه سطح القمر، تلاه باز ألدرين ، بينما ظل مايك كولينز في مداره القمري على متن «وحدة القيادة».


بتاريخ : 23/07/2019