يراهنون على محصولها الجيد لتحسين مداخيلهم : إقبال الفلاحين على زراعة الشمندر بسيدي بنور يرفع من حركة الشغل بالمنطقة

 

يراهن الفلاح بسيدي بنور في مدخوله على المحصول الجيد من زراعة الشمندر ، إلى جانب كل من زراعة القمح والشعير والذرة ، بالإضافة إلى سلاسل فلاحية أخرى تتميز بها الجهة من بينها اللحوم الحمراء و البيضاء، الحليب و الحبوب … حيث تفوق مساهمة الجهة 40 % من الإنتاج الوطني من الشمندر السكري، و ذلك نظرا للمؤهلات الطبيعية التي تزخر بها من موارد مائية مهمة، فضلا عن تمكن الفلاح، في السنوات الأخيرة، من تطوير آليات الاشتغال و الاختيار الجيد للبذور و الأسمدة، و كذا التنسيق بين جميع المتدخلين في السلسلة الفلاحية ، الامر الذي يخلق رواجا تجاريا مهما حيث يساهم في الرفع من حركة الشغل، بالإضافة إلى تنشيط العديد من المجالات ، خصوصا بعد تصنيع مادة الشمندر كأن تصبح علفا للبهائم وما تدره من مبالغ مالية على الفلاح تساعده في مواجهة متطلبات الحياة المعيشية و تحسين أوضاعه الاجتماعية …

زيارة ميدانية

نظرا للتربة الجيدة « التيرس « التي تمتاز بها المنطقة، فقد تنوعت المزروعات و على رأسها زراعة الشمندر السكري ،الذي لا تخلو منطقة من مناطق دكالة و بالخصوص اقليم سيدي بنور ( العونات – اولاد عمران – اثنين الغربية – سيدي بنور – خميس الزمامرة … ) من زراعتها و العمل على الرفع من المساحة المزروعة سنة بعد سنة …
بسيدي بنور توجد أكبر وحدة انتاج لمادة السكر بالمغرب التي خضعت للتوسيع في السنوات الماضية مع تحديث تجهيزاتها و آلياتها لتستجيب للمعايير الدولية ، وتنتج كمية مهمة من مادة السكر و تخلق حين بداية موسم القلع، رواجا ملحوظا داخل الاقليم يشمل العديد من القطاعات و يشغل يدا عاملة نشيطة بالمنطقة.
و لتسليط الضوء أكثر على موضوع الشمندر بالمنطقة، كان لنا لقاء مع منير مولاي الحسن المدير العام المنتدب لمعامل السكر، كما قمنا بجولة استطلاعية للوقوف على المراحل التي تمر منها عملية إنتاج السكر، انطلاقا من القلع الى الغسل و التنظيف فالطحن و مراحل قياس الحلاوة و نسبة الأوساخ فالإنتاج . وحسب المدير العام فإن مادة الشمندر تخضع في بداية مراحل وصولها إلى المعمل في فترة قلعه بداية أواخر شهر أبريل من كل سنة إلى عدة عمليات أساسية يعد غسله من الأوساخ والأعشاب العالقة به أولها ، وتبلغ المساحة الإجمالية المزروعة 19500هكتار ما يمثل زيادة ب 5 % ، بالمقارنة مع الموسم الفارط 2017 / 2018 « ،علما بأن تاريخ بداية القلع واستقبال الشمندر هو (20 أبريل) و تاريخ بداية التصنيع هو (22 أبريل 2019) .

معطيات رقمية

« عملت إدارة المعمل على تنظيم عملية القلع و نقل الشمندر باعتماد برنامج معلوماتي دقيق يستحضر مسار الشاحنات و كذا القطع الأرضية المستهدفة من عملية القلع مع تحديد مسار طرقي من شأنه تخفيف الاكتظاظ و الحد من حوادث السير و تقليص الفترة الزمنية لإفراغ المنتوج ، و هي عوامل أولتها الادارة اهتماما ملحوظا، إلى جانب عوامل السلامة الممنوحة للسائقين تجنبا لأي عطب او اتلاف لمادة الشمندر، و بالتالي المحافظة على منتوج الفلاح الذي قضى سنة في الاهتمام به لتحسين أوضاعه الاجتماعية» ، يقول محدثنا ، مشيرا إلى أنه « إلى غاية 20 يونيو 2019 سجل المدخول الخام للفلاح في الهكتار الواحد ما يناهز 36800 درهم ،علما بأن المرتقب في نهاية العملية بلوغ 40000 درهم للهكتار الواحد دون احتساب حصة « التفل « التي تعادل مدخول 4000 درهم في الهكتار». « لتكون الكمية المنتظرة هي 1700000 طن بمردودية 86 طنا للهكتار الواحد مما سيمكن من انتاج ما يناهز 215000 طن من السكر ، و قد جندت لأجل ذلك 400 شاحنة لنقل الشمندر من الحقول و يد عاملة مهمة « يضيف المتحدث ، مشيرا إلى « أن العملية تسير في أجواء عادية كما خطط لذلك حيث لم يسجل أي عطب قد يؤثر عليها « ، لافتا «إلى تشكيل لجان مشتركة مع الجهات المتدخلة قصد الارشاد و التكوين لأجل تطوير كفاءات الفلاح في المجال، دون إغفال الجانب الصحي، بحيث شملت التغطية الصحية جميع منتجي الشمندر، في أفق أن يستفيد الفلاح من التقاعد ضمانا لحقوقه الاجتماعية « . وبخصوص الشق الاجتماعي ، دائما ، أشار المتحدث إلى «إحداث منح سنوية لفائدة التلاميذ و التلميذات المتفوقين دراسيا من أبناء الفلاحين ، و المساهمة في إصلاح و توسعة المؤسسات التعليمية بالمجال القروي « …
وخلال الجولة ذاتها تمت زيارة أحواض الغسل و التنقية و مختبرات قياس الحلاوة و نسبة الأوساخ و كذا وحدات تصنيع السكر التي تم تثبيتها حديثا «التي من شأنها الحد من ظاهرة التلوث و الروائح الكريهة « يقول السيد الحسني مدير المعمل، مؤكدا « أن زراعة الشمندر لهذه السنة كانت جيدة نتيجة عدة عوامل، أهمها إقبال الفلاحين على هذه الزراعة، رغم قلة التساقطات المطرية ، مع وضع برنامج الزرع وبرنامج السقي والمتابعة المستمرة للزراعة، وإدخال تقنيات جديدة لزراعة الشمندر السكري، وتأطير المنتجين، بالإضافة الى وضع برنامج للقلع وكذا اهتمام جميع الشركاء بتنمية هذه الزراعة» .


الكاتب : أحمد مسيلي

  

بتاريخ : 25/07/2019