فقد 16 شخصا، على الأقل، تحت الصخور والأوحال إثر انهيار صخري وقع مساء الأربعاء 24 يوليوز الجاري بالطريق الرابطة مابين أسني وإيجوكاك بمنطقة دوار تكرمين بجماعة إمكدال بإقليم الحوز، بفعل الأمطار الرعدية التي ضربت المنطقة.
واستنادا للمعلومات الواردة من عين المكان، فالضحايا كانوا في طريقهم إلى تلوين بإقليم تارودانت قادمين إليها من مراكش عندما طمر انجراف مفاجئ للتربة الحافلة الصغيرة التي كانت تقلهم تحت وابل من الصخور والأوحال، وذكر راكبان عاينا الفاجعة، كانا على متن سيارة أخرى بمكان الحادث لحظة وقوعه ونجيا منه بأعجوبة، أن الحادث وقع مابين الخامسة والنصف والخامسة و 45 دقيقة، وأوضحا أنهما كانا يسيران على متن سيارتهما بالطريق الوعرة المؤدية إلى مرتفعات تزنتست، حيث كانت الأمطار الرعدية تضرب بقوة، ومنسوب مياه الوادي يرتفع، عندما تجاوزتهما الحافلة المنكوبة، وما هي إلا بضعة أمتار حتى تداعى جزء من المنحدر الجبلي ليُخفي السيارة تحت أكوام من الأتربة والصخور.
وفي نفس السياق أكد مصدر من عين المكان، أن تدفق مياه إحدى الشعاب لحظة مرور الحافلة، أدى إلى انهيار مفاجئ لجزء من الجبل ليخفي الحافلة تحت أنقاضه التي ارتفعت إلى ما يناهز ستة أمتار.
وذكرت مصادر من أقرباء ركاب الحافلة، أن أغلبهم من عائلة واحدة ويوجد من ضمنهم نساء وأطفال، وأنهم كانوا في طريقهم إلى تلوين من أجل إحياء مناسبة عائلية.
وتجندت قوات الدرك والسلطة المحلية وفرق الوقاية المدنية لانتشال الضحايا من تحت الأتربة والأوحال، في ظروف صعبة بسبب التساقطات الرعدية وما صاحبها من فيضانات، أدت إلى قطع جزء من الطريق وعرقلت وصول فرق الإسعاف، فيما ذكرت مصادر جمعوية من المنطقة أن الآليات المستعملة في الانتشال تأخرت في الوصول إلى مكان الحادث حيث استلزم فتح المسالك المقطوعة للوصول إلى موقع الفاجعة عدة ساعات نتيجة الشعاب التي ملأت الطريق بالأوحال.
ووصف أبناء المنطقة الانجراف بالمهول، حيث تضمن كميات كبيرة من الأتربة والصخور الضخمة، وهو ما يرجح فرضية سقوط قتلى. علما أنه إلى صباح يوم أمس الخميس مازالت الأشغال جارية لإزاحة الصخور والأتربة بقصد الوصول إلى الحافلة وانتشال الضحايا.
وتشكل الانجرافات الصخرية بالمنطقة إحدى أهم المخاطر التي تهدد مستعملي الطريق بالمنطقة، والتي سبق لها أن تسببت في عدة حوادث، ولاسيما في فترة الساقطات.
وعرفت مناطق مختلفة من إقليم الحوز، مساء الأربعاء، عواصف رعدية تسببت في حدوث فيضانات نجمت عنها خسائر مادية كبيرة، حيث أدت إلى إتلاف المحاصيل الفلاحية، وقطع عدد من الطرق الثانوية والجهوية، فيما أحدث فيضان وادي أوريكا حالة فزع كبيرة في صفوف الزوار الذين يتوافدون بكثرة على المنطقة في هذه الفترة من السنة، حيث أدى ارتفاع منسوب مياه الوادي إلى إتلاف محتويات عدد من المقاهي والمطاعم التي توجد على جنباته، ولحسن الحظ لم يخلف أية خسائر في الأرواح.