خطاب العرش يرسم أفقا جديدا للعهد الجديد

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

عشرون دقيقة، لتقييم عشرين سنة وفتح أفق عشرين أخرى قادمة

دام خطاب العرش عشرين دقيقة وضع عشرين سنة من العرش تحت المجهر وفتح الأبواب لخارطة قد تدوم عشرين سنة مقبلة..
فهو خطاب لرسم معالم جديدة للبلاد بعد تحريرها- وتحريرنا جميعا- من أي خطاب احتفائي مهيج للارتياح الذاتي والمديح الذاتي…
لنقل مع ذلك، إنه خطاب كشف قدرة العهد الجديد على الاستمرار في جدته، أي مجيئه، قدرته على خلق المفاجآت السارة والطيبة، بإعطاء نفس إصلاحي قوي مرة أخرى، ووضع الإنسان في صلب عملية التأهيل الجديد للمغرب…
فقد خلق أفقا جديدا، بإعلان مرحلة جديدة قوامها الإقلاع الشامل والمسؤولية..ولم يختر ملك البلاد أن يستقر في أية طمأنينة زائفة، ولا أن يتفرغ في الذكرى العشرين إلى تعداد المنجزات، والبقاء في رسم البعد القوي لما حصل، اختار أن يسأل بنبرة متألمة: لماذا كل ما فعلناه لم يشمل المغاربة جميعا؟
إنه يقول لنا بلغة الصراحة إننا وضعنا شروط التغيير، وممكناته، لكنه لم يحصل بالشكل الذي نريد منه أن يشمل المغاربة بالسعادة….
قد يكون خطابا تأسيسيا للمرحلة الجديدة، لكنه يبنيها على سجل جديد، من ممكناته الطفرة الثانية في العهد الجديد…
وإننا نخلد الذكرى ولا نحتفل بالمنجزات، كما قد سبق إلى تنبيهنا من قبل بأنه لا ضرورة لمظاهر إضافية في تخليد الموعد السنوي مع العرش وخطابه.
كان الملك يتحدث عن المقدمات الكبرى وعددها في التأهيل المؤسساتي وفي التأهيل الحقوقي وفي المصالحات الكبرى، وأيضا في التأهيل المادي للتراب والحداثة المادية للبلاد، على أن ننتقل إلى مرحلة التأهيل الاجتماعي والاقتصادي القادر على ضمان الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وهي مقومات وردت حرفيا في الخطاب، كما سبق أن خرج الملايين منذ ثمان سنوات لترديدها في الشارع العام…
وقد أبقى الملك مرحلة المصالحات الكبرى على منطقها، وعلى حيويتها، عندما وضع فلسفة اللجنة الخاصة حول النموذج التنموي الجديد للبلاد، ذلك الذي سيكون شبكة توزيع الثروات الإجمالية للبلاد على الناس، على المواطنين والمواطنات….
هذه اللجنة، مطلوب منها أن تستهدي باللجن التي اشتغلت في بداية العهد الجديد على حل المعضلات الكبرى، والتي كانت معضلات خلافية تموقعات المغاربة حولها كانت عاصفة، في ما يخص طي صفحة الماضي وطي صفحة الألم في قضية المرأة وتنازع الشرعيات في الدستور ومداه التثويري وفي الجهة وقدرتها على إعادة صياغة الدولة. كل ذلك من أجل خلق التوافقات الوطنية الكبرى، والتي تمكن البلاد من الحركة……
يتبع

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 31/07/2019

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *