الخميسات .. معالم تاريخية تعاني من «وطأة» النسيان

 

مدرسة اﻷطلس الحرة في وضع كارثي. مدرسة تعتبر من بين أهم  معالم مدينة الخميسات التاريخية،  والتي  تأسست في إطار احتضان  عاصمة زمور للحركة الوطنية ونشر الوعي الوطني، وفي خضم تأسيس مدارس التعليم الحر، هذه المؤسسة التي  تعد معلمة فكرية ومعرفية وجزءا من ذاكرة زمور الحية، رأت النور في أربعينيات القرن الماضي ، حيث افتتحها ودشنها الملك الراحل الحسن الثاني سنة 1947،  وهو أنذاك ولي العهد، وألقى بالمناسبة خطابا هاما. مدرسة درس بها العديد  من التلاميذ  أصبحوا  فيما بعد أطرا في مختلف القطاعات،  وفي شأنها قال المندوب السامي  لقدماء  المقاومين وأعضاء  جيش التحرير مصطفى الكثيري في كلمة له خلال ندوة نظمت  بمقر عمالة إقليم  الخميسات يوم 21 أبريل 2017،  بمناسبة إحياء  الذكرى61 لانطلاق  جيش التحرير من الخميسات : « لابد من رعاية المدرسة الحرة هذه وترميمها  وإحيائها».
المدرسة حاليا لا يزيدها  مرور اﻷيام  والسنين إلا تدهورا،  فقد أصبحت قفرا  مهجورا وموحشا،  وضع يدمي القلب و أضحت مرتعا  للكلاب  الضالة والحشرات ورمي اﻷزبال والنفايات تنبعث منها روائح  كريهة،  وتحولت كذلك إلى مرحض عشوائي.  نباتات برية يابسة  منتشرة في كل جنباتها،  جدران  متهالكة،  زجاج مهشم، «قرميد» السقف يتطاير، أبواب  ونوافذ أزيلت،  شقوق،  الباب الخارجي مكسر… إنه  وضع كارثي بحق؟ فهل من التفاتة ﻹنقاذ  وإعادة  الحياة لهذا الصرح التاريخي  ؟.
قاعة سينما مرحبا.. من جهتها تعد من أبرز معالم المدينة التي  يعود تاريخها إلى  عقود خلت،  معلمة  أغلقت  أبوابها  منذ سنين وأضحت نسيا  منسيا،  وبدأت بعض أجزائها  تتهاوى ( جزء من شرفتها  كنموذج  ) أما الداخل  فلن يكون حاله إلا سيئا.  هذه المنشأة  الفنية  إضافة  إلى دورها  اﻷساسي وهو عرض اﻷفلام،  فقد احتضنت عدة أنشطة  ذات طابع سياسي،  ثقافي،  فكري،  اجتماعي،  فني،
… وكنموذج عروض مسرحية،  أنشطة النادي  السينمائي،  مهرجان السينما  اﻷسيوية  أواسط تسعينيات  القرن الماضي. وفي المجال السياسي احتضنت  أشغال الجلسة  الافتتاحية  للمؤتمر  اﻹقليمي الثالث للاتحاد الاشتراكي  للقوات  الشعبية بالخميسات التي  ترأسها الزعيم اﻹتحادي  الفقيد عبدالرحيم  بوعبيد يوم 2 يوليوز 1988. سينما سبق للمجلس الجماعي للخميسات أن تداول في شأنها  قصد اقتنائها وتحويلها  إلى  مسرح، باعتبار أنها ذاكرة المدينة،  ولها موقع متميز بشارع محمد الخامس،  وبإمكانها  إعطاء  جمالية للمدينة، إلا أن القرار  اصطدم بعائق،  وهو وجود  أحد ذوي الحقوق  خارج المغرب.  فهل يتابع المجلس هذا المشروع بجدية، في أفق إيجاد  مخرج  مستقبلا ، إذا كان المجلس منشغلا فعلا بحماية تاريخ المدينة من المحو والنسيان ؟ .


الكاتب : أورارى علي  

  

بتاريخ : 01/08/2019