التعاون الأمني المغربي الإسباني يطيح بأمنيين مغربيين يشتبه تورطهما في تسهيل عبور سيارة محملة بـ 505 كلغ من الشيرا

طفت، أول أمس، إحدى تجليات التعاون الثنائي الأمني المشترك المغربي الإسباني الرامية إلى مكافحة الاتجار في المخدرات والمؤثرات العقلية بعدما توصلت مصالح الأمن الوطني من مركز التعاون الشرطي المشترك بين السلطات المغربية والإسبانية، بإخبارية تفيد بضبط سيارة نفعية محملة بحوالي نصف طن من مخدر الحشيش بميناء الجزيرة الخضراء.
ووصلت سيارة نفعية مسجلة بالمغرب، التي اختار أصحابها يوم عطلة (الأحد الماضي) وعلى متنها 505 كلغ من الشيرا لاجتياز الحدود البحرية للمغرب عبر ميناء طنجة المتوسط لتصل بأمن وأمان إلى الجزيرة الخضراء، لتترك وراءها جملة من التساؤلات حول كيفية اختراقها الحدود فرضت على السلطات الأمنية تحت إشراف قضائي البحث عن أجوبة لها.
إن اختراق سيارة نفعية، بسهولة كبيرة، كل مسارات التفتيش بميناء طنجة المتوسط، الذي شهد قبل شهر إجهاض عملية لتهريب خمسة أطنان و540 كيلوغراما من مخدر الشيرا بفضل وحدة شرطة سينوتقنية متمرسة، شكل ضربة قوضت الجهود المشتركة التي بذلتها المديرية العامة للأمن الوطني مع إدارة الجمارك منذ مدة عبر توفرهما على أحدث الأجهزة للتفتيش بكل تلاوينها لمكافحة تهريب المخدرات والبشر.
أولى المعلومات المتوفرة إلى حدود الآن تشير إلى أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، تسابق الزمن من أجل تحديد ملابسات هذا الاختراق “من الداخل” لشبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية للجهاز الأمني المغربي الذي بذل جهدا كبيرا في مسار التخليق، لاسيما وأن النتائج الأولى لبحث قضائي دقيق بوشر منذ أيام لتوقيف كل المشتبه بهم المحتملين في تهريب وتسهيل عبور هذه الشحنات المخدرة المحجوزة “دقت ناقوس الخطر”.
هكذا، تشير الأبحاث والتحريات المنجزة، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، إلى الاشتباه في تورط مقدم شرطة ومفتش شرطة ممتاز يعملان بالفرقة المحلية لمديرية مراقبة التراب الوطني بميناء طنجة المتوسط، في تسهيل عبور سائق السيارة النفعية الموقوف المسجلة بالمغرب في اتجاه الجارة الإسبانية، عبر ميناء الجزيرة الخضراء دون الخضوع لإجراءات التفتيش الضرورية، وهو ما استوجب الاحتفاظ بهما تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية البحث القضائي المتواصل في هذه القضية.
كما يشمل البحث حاليا ثلاثة أشخاص آخرين، من بينهم امرأة وابنتها القاصر البالغة من العمر 17 سنة، وشخص ثالث من ذوي السوابق القضائية في قضايا المخدرات، وذلك للاشتباه في صلتهم المحتملة بالشبكة الإجرامية المتورطة في هذه القضية.
وتواصل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أبحاثها وتحرياتها في هذه القضية وذلك لتوقيف كل المتورطين والمتواطئين المحتملين في تهريب وتسهيل عملية عبور السيارة المحملة بالمخدرات المحجوزة.
وتزامن إعلان السلطات الأمنية المغربية عن فتح بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة حول القضية، مع إجهاض السلطات الأمنية والجمركية الاسبانية بميناء سبتة المحتلة لعملية تهريب ما يقارب 493 كلغ من الشيرا على متن شاحنة في ملكية مواطن اسباني يقيم بمدينة قرطبة قدرت المصالح الجمركية الاسبانية قيمتها بـ 800 ألف أورو في السوق الاوربية.


الكاتب : يوسف هناني

  

بتاريخ : 02/08/2019