وفاة سبعة مواطنين ومروحيات الدرك تبحث عن مفقودين مفترضين

نساء تارودانت ساهمن في عمليات الإنقاذ المبكر

فاجعة كبيرة عاشتها منطقة تارودانت بسبب السيول والأمطار العاصفية التي خلفت 7 قتلى وثلاثة مصابين بإصابات متفاوتة في حين عجزت السلطات، الى حدود أمس، عن الوصول إلى ناجين آخرين، فيما يبقى عدد المفقودين غير محدد رغم استعانة مصالح الدرك الملكي بطائرة مروحية للمساعدة في الوصول إلى ناجين أو جثث قد تكون علقت بمجرى الوادي المتفرع.
ويوجد ضمن المتوفين شاب يبلغ من العمر 17 سنة و6 رجال مسنين.
وداهمت السيول بشكل مفاجئ عدة أشخاص كانوا يحضرون مباراة لكرة القدم في ضواحي مدينة تارودانت بقرية تيزرت حيث شيد الملعب بمجرى الوادي دون أخذ الاحتياطات اللازمة.
وعلمت الجريدة أن السلطات المركزية تتابع ردود الأفعال ومطالبة المواطنين بمحاسبة المتسببين في الكارثة عبر الترخيص ببناء ملعب وتجهيزات رياضية في منطقة معرضة لخطر الفيضانات، وكذا ضعف إمكانات الإنقاذ بالمنطقة المعزولة والمهمشة.
وانتشرت بشكل مأساوي أشرطة توثق بشكل رهيب للمأساة حيث كان المشهد الأول تفطن النساء، اللواتي لا يقربن ملاعب الكرة، إلى هجوم مائي كبير عبر الوادي، وهو ما ساهم في إنقاذ عدد كبير من المواطنين الذين فروا لحظات قبل أن يحاصر المجرى المائي الملعب من كل الجهات، وحسب أحد الناجين الذين وثقت شهادتهم فإن صراخ وعويل النساء نبه إلى خطورة الموقف ونجاة عدد من ساكنة الدوار والمنطقة الذين كانوا بصدد إجراء مباراة في كرة القدم بين الشباب المحلي.
وحسب شهادة شاب آخر فإن أغلب الضحايا حاولوا الصعود إلى أعلى بناية بجانب الملعب هي في الأصل مستودع ملابس إلا أن اعتصام السكان فوقها كان رهانا خاطئا لأن السيول تمكنت منها وجرفتها في لحظات وأضحت كأنها لم تكن، إذ سويت بالأرض وتساقط الضحايا الواحد تلو الآخر أمام أعين ذويهم وأسرهم في مشهد محزن جدا، حيث العجز عن تقديم المساعدة لأشخاص معرضين للخطر نظرا لضعف الإمكانات وهول الصدمة.
قال أحد الشباب ممن نجوا إنه أسف لعدم تمكنه من إنقاذ أحد أصدقائه لقوة الطوفان المائي وأنه تمسك بشجرة للنجاة.
وعن أسباب الوفاة أكد شباب ممن ساهموا في عمليات الإنقاذ للضحايا بأنهم ورغم تنفسهم واستمرار نبضات قلوب أغلبهم إلا أنهم اختنقوا جراء ابتلاع الأتربة مما يؤكد قوة الحركة المائية والريح العاصفة.
عدد ممن استطلعت الجريدة آراءهم من ساكنة المنطقة شددوا على أن الفيضانات غير مسبوقة ولم تشهد المنطقة لها مثيلا وأنها جاءت إثر جفاف ضرب المنطقة الفلاحية في مقتل، وطالب المواطنون بتوفير الإمكانيات المادية للمنطقة لأجل تنمية مستدامة وحقيقية.
وسبق وحذر نشطاء من فاجعة تارودانت شهرا قبل وقوعها وجاء في تدوينة: “السلام عليكم غير للتوضيح والسؤال للمشرفين عن هذا الملعب من بدايته حتى نهايته وخا هادشي ماشي شغلي ندخل فيه لازم نطرحو الفكرة للنقاش”. وتساءل الناشط، “هل من قاموا ببناء الملعب وسط الوادي فكروا جيدا في الأمر، كما تشاهدون ملعب كرة القدم بجانب الواد والعواصف الرعدية في موسم الصيف تهدم الأخضر واليابس كما تعرف جل المناطق الجبلية».
وختم تدوينته التي نشرها موقع العمق بالقول: “بغيت أيت تزيرت تصلهم هاد الفكرة وأستسمح اللهم يسر ولا تعسر”. وكتب ناشط آخر من أبناء المنطقة، “ملعب جميل صراحة لكنه معرض لمياه الواد في أية لحظة، وهذا ما لا نتمناه، تحياتي لكل من ساهم في المشروع”، فيما قال آخر “ملعب جميل ما شاء الله، لكن الواد لن ينسى المكان الذي يمر منه”. وأضاف ناشط، قائلا: “ملعب جميل رغم طبيعة المنطقة وجغرافيتها الوعرة لكن التحدي كان أكبر من الصعاب فشكرا لجمعية تزريت وللساكنة”، وفي السياق ذاته، سخر ناشط من بناء الملعب وسط الواد حيث قال “كن سميتوه ملعب الواد باش حتى إلى داه الواد ميبقاش فيكم الحال».
وكانت مديرية الأرصاد الجوية أصدرت نشرة إنذارية حذرت فيها سكان عدد من المناطق إلا أنه يتبين أن أنظمة الإنذار وإمكانيات التدخل في المغرب لم تتوفر بعد وأن أغلبها متهالك.


الكاتب : محمد الطالبي

  

بتاريخ : 30/08/2019