قطارات المساء

1
لا عاطفة لقطار المساء ، يسرعُ مرتعشاً كي لايترُك للُهاثهِ أثراً على الطرقات.

2
وإن ليوم الخميس مهاماً أخرى :
يُخضب نهديه بخلطة الإغواء ويرتدي الروب الأحمر على مقاس الموعد.
يبعث على عجل برسائله الفاجرة لعندليب طعين يجوبُ شوارع العاصمة ويجترُّ ذكريات لا تشيخُ.
خلف زجاج الخمَّارة المضبب رأيتُه وجلاً يطلُّ على عاصفة عمياء من رغبةٍ ذابلة.
ما أقسى نداء الخميس ، كأنه بئرٌ من أسرار، ترتابُ منه أيام الاسبوع إذا ما عاد به العطش.

3
وإنِّي أسخرُ من سكين يتذكر الجرح ويتنكره.

4
لستُ أجدُ مدافن لخطيئةِ الوقتِ ، الذي كان بيننا.

5
لستُ أجدُ مقبرة لصدفة ماكرة منقوعة باللعنات، ماتت فينا.

6
سأعانقُ ظِلّي ،
لستُ صبحاً يومضُ في السرير بخيباتِه.
ولستُ ليلا يراودُ عريَهُ بصمتٍ واجف وأقراص نومٍ.

7
أدركُ أن وراء ضفاف الموت : قارب ومجذاف
وأنا النوتي أضلَّ المرافئ مسافات عمرٍ.
ظِلّي يعرفُ كل شيئ عنّي

8
لا شيء يبقى.
مستيقظٌ أنا في الألم كضوءٍ خافتٍ في ممرات المصحات.


الكاتب : سعيد كوبريت

  

بتاريخ : 30/08/2019