بعد الحصيلة الهزيلة للرياضة المغربية في الألعاب الإفريقية

 هل ستعيد الوزارة النظر في علاقتها مع الجامعات؟

 

كشفت حصيلة المغرب في الألعاب الإفريقية، التي احتضنتها بلادنا تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من 19 غشت إلى 31 منه ، واقع مجموعة من الجامعات الرياضية، التي كانت وفرت لها كل الإمكانيات وكل الشروط للاستعداد والتحضير لكنها معظمها فشل في البصم على حضور يوازي حجم ما ظلت تستفيد منه الجامعات من بحبوحة مالية.
بلغة الأرقام، فشل المغرب رياضيا، وبالتالي وجب فتح تحقيق ومراجعة الأوراق ووضع مخطط عمل جديد في العلاقة التي تجمع الوزارة الوصية واللجنة الوطنية الأولمبية بالجامعات الرياضية.
في ختام الألعاب الافريقية التي جرت فوق أراضينا وفي ملاعبنا، حصل المغرب على 109 ميدالية منها 31 ذهبية،و36 فضية،و46 نحاسية،مكتفيا بالرتبة الخامسة في الترتيب العام.
وتربعت على سبورة الترتيب مصر بعد أن فازت ب273 ميدالية منها 102 ميدالية ذهبية،و98 فضية،و73 نحاسية.وفي الصف الثاني جاءت نيجيريا برصيد 127 ميدالية ذهبية منها 46 ذهبية،و33 فضية و48 نحاسية.وكان الصف الثالث ،من نصيب جنوب إفريقيا برصيد 87 ميدالية منها 36 ذهبية ، و26 فضية و25 نحاسية.وفي الصف الرابع، كانت الجارة الجزائر، بالرغم من مشاكلها الداخلية والتي لم تمنعها من قبل من الفوز بكأس إفريقيا الأخيرة.وحازت الجزائر 125 ميدالية منها 33 ذهبية و32 فضية و60 نحاسية.
وانطلاقا من هذا فقد أصبح مفروضا على وزارة الشباب والرياضة، أن تعد دراسة نقدية لنتائج الجامعات الرياضية، التي شاركت في الألعاب الإفريقية انطلاقا من حصيلتها وترتيبها بين مثيلاتها في إفريقيا.
ونظرا لنتائج بعض الجامعات الرياضية،التي اكتفت بمقولة الفاشلين”المهم هو المشاركة” فإنه يجب إعادة النظر في تواجدها، وفي فشلها في تنفيذ عقدة الأهداف التي وقعتها مع الوزارة والتي تتحدد من خلالها الأموال الممنوحة لها،والتي تبقى أموالا محصلة من دافعي الضرائب.
وحتى يكون التعامل ديمقراطيا،يستحضر الحكامة،وربط المسؤولية بالمحاسبة،فإن نتائج الجامعات يجب أن تكون محددا لمدى التفوق في تحقيق عقدة الأهداف.
ومن غريب الصدف، أن الجامعات الرياضية ،التي كانت تتباهى بقوتها كرياضة شعبية،أو رياضة جماهيرية،كانت هي من سقطت في امتحان الألعاب الإفريقية، سقطة مدوية بالرغم من كون هذه الألعاب جرت في المغرب.

الحصيلة:
كرة القدم تكتفي بنحاسية:

عجزت كرة القدم المغربية عن تجاوز إخفاقها الإفريقي واستمرت في تواضعها أمام نظيراتها الإفريقية،خاصة بعد الخروج المبكر من نهائيات كأس إفريقيا التي احتضنتها مصر مؤخرا.ولم تستطع أن تزعزع غياب ثقة المواطنين المغاربة فيها،وكان الإقصاء للمنتخب الوطني المغربي للذكور لأقل من 20 سنة،بعد الفوز في مباراة واحدة بالقلم على منتخب جنوب إفريقيا،وهزيمة أمام منتخب بوركينافاصو،وتعادل أمام نيجيريا، كل هذا بالرغم من الإمكانيات المادية التي رصدت،والموارد البشرية التي حشرت.

ألعاب القوى تفشل
في حصد الذهب:

بالرغم من كون هذه الجامعة شاركت ب 49 عداء، وعداءة،وشاركت في العديد من السباقات إلا أنها فشلت في الفوز ولو بميدالية ذهبية واحدة، وكل ما جنته هو 11 ميدالية منها 6 نحاسيات، ولتحتل المرتبة 14 إفريقيا بين 16 بلد مشارك.
وبذلك، تكون هذه الجامعة، قد فشلت أيضا في الفوز بالذهب بالرغم من كون أن العديد من المغاربة كانوا يعلقون عليها آمالا كبيرة، لتعزيز مرتبة المغرب في سبورة الميداليات بل العكس هو الذي حصل،حيث كانت سببا في جعل المغرب يتراجع من الرتبة الثالثة إلى الرتبة 5 ،وبدأ التراجع منذ انطلاقة منافسات ألعاب القوى.

الكراطي يهدي المغرب
9 ميداليات ذهبية:

تمكن الكراطي المغربي، من إهداء المغرب 9 ميداليا ت ذهبية،و4 فضية و2 نحاسية .وبهذا الرصيد، تصدر الكراطي ترتيب الجامعات الرياضية المغربية.
وبهذه النتيجة يكون الكراطي المغربي قد أبان عن نجاعة برامجه الإعدادية،واستفادته من المشاركات المكثفة في المنافسات الدولية،والتي أبرزها دوري محمد السادس الدولي في الكراطي الذي أصبح محطة دولية في الكراطي العالمي.كما يعطي الدليل على نجاح الإدارة التقنية التابعة للجامعة الملكية المغربية للكراطي وأساليب مشتركة،في اختياراتها للأبطال الذين يمثلون المغرب ، وكدليل على ذلك أنه من أصل 13 مباراة نهائية فاز بـ 9 منها.

التايكواندو المغربي توج
بالذهب 5 مرات:

أكدت الجامعة الملكية المغربية للتايكواندو ،بأن حصولها على ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية للشبان بالأرجنتين ،التي كانت فازت بها البطلة «فاطمة الزهراء أبو فارس» لم تكن صدفة،ولكنها ثمرة لذلك التعاون والتكامل بين مدربي الأندية والإدارة التقنية.
وبقي التايكواندو المغربي، وفيا لتوهجه، واستطاع الفوز بـ 11 ميدالية منها 5 ذهبية و2 فضية و4 نحاسية، كما عزز رصيده من النقط المخولة للمشاركة في الألعاب الأولمبية بـ 40 نقطة.

الملاكمة وفية لعطائاتها:

كما كانت متألقة دائما،حافظت رياضة الملاكمة المغربية على إنجازاتها في المنافسات الدولية،وتمكنت من حصد 7 ميداليات منها 4 ذهبية،و2 فضية ونحاسية واحدة.
وحققت رياضة الملاكمة بهذا الإنجاز ما كان منتظرا منها، واحتلت الرتبة الأولى إفريقيا خاصة وأنها رياضة أولمبية،الشيء الذي سيعزز حضور الملاكمة المغربية في الألعاب الأولمبية بطوكيو 2020.

الجيدو يجني ذهبيتين:

لم يخذل الجيدو عشاقه من المغاربة ،واستطاع الفوز ب 11 ميدالية منها 2 ذهبية و5 فضية،و2 نحاسية.وبذلك يكون قد احتل الرتبة الثانية خلف مصر التي حصدت 4 ذهبيات و4 نحاسية.
وحافظ البطل «عصام باسو» على تألقه ومستواه العالي ،حيث فاز بالميدالية الذهبية في وزن أقل من 60 كلغ،وعند الإناث تفوقت البطلة شيماء الديناري،وبذلك يكون هناك توازن عند الذكور والإنات.

السنوكر أو البيلياردو يجني 3 ميداليات ذهبية:

بالرغم من كون جامعة السنوكر من أقل الجامعات الرياضية استفادة من منحة الوزارة الوصية إلا أنها تمكنت من الفوز ب 3 ميداليات ذهبية ،و ميدالية فضية و2 نحاسية ،وبذلك يمكن ترتيبها في المرتبة الثالثة ضمن الجامعات الرياضية المغربية التي منحت الذهب للمغرب.

الترياتلون جامعة حديثة
بذهبية واحدة:

بالرغم من كون الجامعة الملكية المغربية للترياتلون هي جامعة أحدثت حديثا، إلا أنها تمكنت من الفوز بميدالية ذهبية، وفضية،وبالتالي، تحتل سبورة الترتيب، متفوقة على مصر.واستفادت هذه الرياضة من البطل «بدر سيوان» الذي كان من اكتشاف البطلة نزهة بيدوان عندما كانت رئيسة للجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع،وقد مكنت البطل بدر سيوان من المشاركة على المستوى الإفريقي والعربي والأوروبي وهو ما جعله يتوج ببطولة إفريقيا في أكثر من مناسبة.
وتحتاج رياضة الترياتلون إلى إعداد منتخب قوي للسيدات ،حتى يكون هناك تكامل بين منتخب الذكور ومنتخب الإناث،لأن مستوى الإناث هو ما أفشل المنتخب المختلط للفوز بالميدالية الذهبية الثانية.

الرماية الرياضية فازت
بميداليتين ذهبيتين:

استفادت هذه الرياضة من البطولات العربية التي كانت نظمتها الجامعة الملكية المغربية للرماية والرماية الرياضية، وهذا ما مكنها من عدة فرص للاحتكاك بمجموعة كبيرة من الرماة لهم صيتهم على المستوى العربي. وتمنكت هذه الرياضة أيضا، من الفوز بميداليتين ذهبيتين و3 فضية و2 نحاسة وهو ما جعلها تحتل الرتبة الثانية في ترتيب هذه الرياضة خلف مصر.

رياضة الكاياك تهدي
ميدالية ذهبية:

بالرغم من معاناة جامعة الكانوكياك المادية، فإنها استطاعت الفوز بميدالية ذهبية وأخرى نحاسية.وكانت هذه الجامعة تشتكي دائما من هزالة المنحة،بالرغم من كونها رياضة أولمبية.
ومكنتها الميدالية الذهبية الوحيدة من احتلال الرتبة السادسة إفريقيا، وذلك عكس جامعة ألعاب القوى التي احتلت الرتبة 14.

التنس والميدالية
الذهبية الوحيدة:

عانى التنس المغربي كثيرا للفوز بالميدالية الذهبية أمام فريق مصر.فبعد أن انهزم منتخب الإناث وانتصار منتخب الذكور، تم اللجوء إلى مباراة في الزوجي،انتهت بفوز الزوجي المغربي بعد اللجوء إلى التاي بريك.وفاز التنس المغربي بفضيتين ونحاسيتين ليرفع مجموع ميدالياته إلى خمس.ويعاني التنس المغربي من ضعف عناصره النسوية كما أن اللاعب لامين أوهاب أصبح يعاني من ثقل في الحركة،وعدم القدرة على اللعب السريع.

الفروسية تمنح المغرب
ميداليتين ذهبيتين:

بالرغم من المنافسة الشديدة مع مصر، تمكنت الفروسية المغربية، من الفوز بميداليتين ذهبيتين،وفضية ونحاسية،وهو ما جعل الفروسية تحتل الرتبة الأولى إفريقيا، متجاوزة مصر التي احتلت الرتبة الثانية.وكان الفوز بالذهب من طرف الجامعة الملكية المغربية للفروسية متوقعا ،نظرا للمستوى العالمي الذي يميز الفرسان المغاربة والذي راكموه بفضل مشاركاتهم العالمية،والقارية.وفاز الفرسان المغاربة بميدالية فضية ونحاسية في القفز على الحواجز التي كانوا حصدوا فيها كل الجوائز.

المسايفة والميدالية الذهبية :

تمكنت المسايفة المغربية من الفوز بميدالية ذهبية وفضيتين و4 نحاسيات وهو ما جعلها تحتل الرتبة الثالثة إفريقيا. وتبقى هذه الرياضة أيضا من ضمن الرياضات الفقيرة.

الكرة الطائرة تكتفي
بالنحاس والفضة:

تمكنت الكرة الطائرة من احتلال الرتبة الثانية بالنسبة للكرة الطائرة الشاطئية،والكرة الطائرة داخل القاعة عند السيدات.وعرفت مباريات الكرة الطائرة تنافسا قويا بين مجموعة من المنتخبات الإفريقية كان أقواها منتخب كينيا الذي فاز بالذهب ومنتخب الكاميرون الذي فاز بالفضة.

جامعات رياضية اكتفت
بالمشاركة فقط:

لم تحقق مجموعة من الجامعات الرياضية أي إنجاز ولم تتمكن من الفوز بأي ميدالية،وهو ما يطرح ألف علامة استفهام حول عقدة الأهداف الموقعة مع هذه الجامعات.
وهكذا فشلت جامعة الشطرنج،والدراجات في السباق على الطريق، والبادمنتون، وكرة اليد، وتنس الطاولة،والرمي بالنبال من صعود البوديوم وبالتالي أكدت عقمها، فيما اكتفت رياضة السباحة، والمصارعة ورفع الأثقال بالنحاس والفضة.


الكاتب : ع. بلبودالي - ع. النبسي - ت: لحلافي

  

بتاريخ : 02/09/2019

أخبار مرتبطة

لا شك أن الفنانة كرسيت الشريفة، سوف تبقى شخصية غنية خصبة متعددة الجوانب، لأنها لم تكن فنانة اعتيادية أو مؤدية

  على بعد أيام من تخليد العيد الأممي للطبقة العاملة، تعود الشغيلة الصحية للاحتجاج، تعبيرا منها عن رفضها للإقصاء الذي

  تشكل القراءة التاريخية لتجارب بعض الأعلام المؤسسة للفعل السياسي و الدبلوماسي في المغرب المستقل، لحظة فكرية يتم من خلالها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *