إفراج عن مشتبه به في قضية اغتصاب قاصرة يثير موجة استنكار

لم تعثر أسرة التلميذة (ف. س)، ذات 14 سنة ربيعا، بمولاي بوعزة، إقليم خنيفرة، على أدنى تفسير لعملية الافراج عن مشتبه به في اختطاف واغتصاب طفلتها، علما أن هذه الطفلة/ التلميذة أكدت بالتفصيل، خلال مرحلة التحقيق معها، ما تعرضت إليه من فعل شنيع، بالرغم من اختلاف الأسئلة الموجهة إليها، الأمر الذي حمل الأسرة إلى التحضير لطرق أبواب الجهات المسؤولة قصد تعميق البحث في النازلة، مع قرار الاتصال بالإطارات الحقوقية والإعلامية لأجل المؤازرة والتضامن، نظرا لحجم الفعل المرتكب، وما خلفه من ضرر جسدي وأزمة نفسية حادة للطفلة الضحية.
وتعود تفاصيل الواقعة، بحسب رواية والد التلميذة، إلى منتصف شهر يونيو الماضي، الذي تزامن مع بعض الامتحانات الدراسية، حين صادف المتهم (ا.س) ضحيته بمحيط المؤسسة التي تدرس بها، وفوجئت به، حسبما روته لأسرتها، يعترض سبيلها ويرغمها على مرافقته، عبر تهديدها بالسلاح الأبيض، إلى نحو مكان خلاء على مشارف البلدة، حيث أقدم على اغتصابها وهتك عرضها بالعنف، متوعدا إياه بالسوء إن أخبرت أحدا بالأمر، قبل أن يشبع نزوته الوحشية ويختفي عن أنظار ضحيته التي تركها في حالة حرجة.
وفي طريق عودتها للبيت، صادفت الضحية أفرادا من الدرك الذين أخبرتهم بالواقعة، وهرعوا للبحث عن المعني بالأمر دون جدوى، قبل اقتياد المعنية بالأمر الى حيث تم الاستماع لأقوالها، في غياب والدها الذي أجبرته ظروفه الاجتماعية الصعبة، ومصاريف أبنائه الخمسة، إلى النزوح خارج الإقليم للعمل، هذا الأخير الذي أكد أن أفراد الدرك عرضوا طفلته على طبيب مختص بالمركز الاستشفائي بخنيفرة، لتحديد الآثار المترتبة عن الاعتداء الجنسي، وتأكدوا من عملية الاغتصاب وما نتج عنه، وإثرها تمكن الدرك من إيقاف المشتبه به، بعد ثلاثة أيام من البحث عنه، ووضعه قيد الحراسة النظرية في إطار التحقيق والتحري.
وبعد ذلك أخذ ملف القضية، وفق رأي أسرة الضحية، يعرف منعرجات كانت كافية لإثارة قلق هذه الأسرة، سيما من خلال عدم الاستماع للشهود، وعبر بعض التحركات المريبة، وفي الوقت الذي تمت فيه مباشرة محاكمة المتهم، فوجئت الأسرة، وغيرها من المتتبعين لتطورات الملف، الحامل لعدد 67/19، بعدم تجاوز المحاكمة لجلستين فقط تم بعدها الافراج عن المتهم، يوم الثلاثاء 27 غشت 2019، في ظروف غامضة، والذي عاد للتجول بالبلدة حرا طليقا، ليقرر الأب رفع صيحاته تجاه من يهمهم الأمر، بالموازاة مع قرار استئنافه لملف طفلته التي قال بأنها أصيبت بحالة نفسية صعبة قد تنهيها بالسقوط في أي مصير ممكن.