تساؤلات بشأن المعادلة الأمنية بمكناس

 

من المشاهد غير المألوفة بمدينة مكناس تمركز سيارات أمنية زرقاء بمجموعة واجهات، ومداخل أحياء، ومراكز معينة. من الملاحظات الوصفية تحركات رجال الأمن بشكل دائم بمختلف أحياء المدينة. من حكي السمع مشاهد من تدخلات فرق أمنية بأحياء كانت فيما مضى تعرف بحزام الإجرام و المخدرات. هي التحركات الأمنية بالمدينة التي تدشن حملات مرتبة ساهمت في إيقاف مجموعة من الجانحين والمبحوث عنهم، هو الأمن بمكناس الذي تم دعمه ولو مرحليا بعدد وفير من رجال الأمن.
وللوقوف على حقيقة المعادلة الأمنية بمكناس، ومدى قوة التعزيز الأمني الآتي من سلطة المركز، نتساءل : هل حقا مكناس عرفت نوعا من «الانفلات» ولو مرحليا حتى يتم دعمها بالموارد البشرية على وجه الاستعجال؟، هل المورد البشري للأمن الوطني بمكناس كان غير كافي العدد؟، هل كانت للفرق الأمنية بمكناس القدرة العددية لتغطية شمولية المدينة الممتدة؟، هل التجهيزات الأمنية متوفرة بحجم استطالة المدينة و عدد سكانها؟، هل كان التفكير سليما في دعم البنية البشرية للأمن بمكناس ولو مؤقتا؟، وفي حالة انسحاب فرق الدعم الأمنية، ماذا ممكن أن يحدث بمكناس؟، وهل ممكن أن نعتبر الحملة الأمنية بمكناس موسمية ، أم سيتم اعتمادها بشكل دائم؟.
لنكن أكثر عدلا ونقر بأن أدوار رجال الأمن بالمدينة كانت جد احترافية وغير ما مرة تم تدبير مجموعة أزمات بحكمة ورزانة. لنكن أكثر ثقة ونقر بأن إشكالات أمنية و جرائم قد تتم معالجتها بالشكل السريع و باحترافية راقية، حتى و لو كانت تمثل إخبارية غير موثوقة (إشاعة اختطاف فتاة). لنكن أكثر وضوحا ، ونحدد أن الموارد البشرية الأمنية بمكناس كانت بعدد القلة حتى تغطي كل متطلبات الساكنة المتزايدة بطلب الحماية. لقد كان مطلوبا تعزيز المورد البشري للأمن بمكناس بتعيينات جديدة و مستديمة .
في ما يخص المعادلة الأمنية بمكناس من ناحية تطور الجريمة مقارنة مع مدن من نفس العينة السكانية والجوار، نجد أن مؤشر الجريمة بمكناس في التصنيف الوطني لا يصل إلى مؤشر الأحمر الخطير.
من بين المعيقات التي نتعثر فيها بالوصف، أننا نكثر من الحديث عن مؤشرات الجريمة، ونتغافل التنصيص على بناء مؤشرات السلامة للساكنة، والتي تنطلق من دعم السياسة الوقائية التي تعمل عليها بعض الأنظمة الأمنية…، وتتحدد في الاستباقية و حضور رجال أمن القرب عبر مضاعفة التدخل الميداني.
نعم، هي اختيارات لنوعية مؤشرات السلامة التي ممكن أن تتحقق عبر جودة وسائل العمل، عبر تطوير منظومة المراقبة الاليكترونية للمدينة، عبر توفير الموارد البشرية الأمنية بمعدلات كافية، عبر تمكين رجال الأمن من سلطة استعمال السلاح الوظيفي عند تمدد الخطر، عبر ضمان الاشتغال بالكفاية التامة لتغطية أضلاع المدينة.
هي مكناس شبيهة بمدن المملكة، لا ترغب في أيام معدودات من أمن الدعم وإخماد الجريمة، هي مكناس التي تبتغي تجفيف نبع بيع واستهلاك المخدرات الصلبة، هي مكناس التي ترغب في نموذج تنموي جديد يفتح أفق العدالة الاجتماعية وتحقيق الكرامة الذي يغني عن السرقات والمتاجرة في المخدرات ومد يد التسول.


الكاتب : محسن الأكرمين

  

بتاريخ : 12/09/2019

أخبار مرتبطة

تستعد مدينة قلعة مكونة الواقعة بإقليم تنغير، في الفترة الممتدة من 3 إلى 6 ماي، لتنظيم الملتقى الدولي للورد العطري

فاعلون يؤكدون على ضرورة تغيير هيكلة «البنيات التقليدية» لفضاءات الشغل وتوفير فعلي لشروط الصحة والسلامة فيها     تتواصل بمدينة

  على غرار باقي المؤسسات السجنية ببلادنا، خلدت إدارة السجن المحلي بخنيفرة، صباح يوم الاثنين 29 أبريل 2024، الذكرى الـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *