ايطالي يركل طفلا مغربيا في الثالثة من عمره وسفارة الرباط بروما تدخل على الخط

 

اهتزت بلدة «كوسنزا» بالجنوب الإيطالي استغرابا واستهجانا، بسبب إقدام مواطن إيطالي، في منتصف عقده الثالث، على الاعتداء على طفل من أصل مغربي لا يتجاوز سنه ثلاث سنوات، اعتداء وصف بالعنصري وخلف موجة استياء عارمة صاحبها تضامن كبير مع الطفل ريان ومع أسرته الصغيرة، التي تعيش في ذات المدينة، دون أدنى مشكل، أزيد من عقدين من الزمن.
فعل اعتداء مواطن إيطالي بالغ على الطفل ريان بضربة على مستوى البطن رمت به حوالي مترين، اعتبره ماريو أوكشيوتو عمدة بلدة «كوسنزا»، الذي لم يتردد في التعبير عن امتعاضه، «شنيعا» و«سلوكا خطيرا لا يمكن إيجاد مبرر له أو تجاهله» في بلدة «سِمتها الاندماج والقبول بالآخر»، كما نقلته الصحف المحلية.
ومكن التضامن الواسع مع الطفل ريان، الذي كان لحظة الاعتداء عليه بإحدى أزقة البلدة رفقة شقيقه وشقيقته ووالدته، من قبل ساكنة بلدة «كوسنزا» في ضاحية نابولي، من الوصول بسرعة إلى الفاعل الذي قدم مواطنوه أوصافه إلى الشرطة بعدما اتصلوا بالإسعاف لتقديم المساعدة للطفل.
لقد تسبب تصرف عفوي للطفل ريان، عندما حاول الاقتراب من عربة طفلة حديثة الولادة في سلوك طفولي بريء، في تلقيه ركلة على مستوى البطن تسببت له في ضرر نفسي أكثر منه جسدي، رغم تطمينات الطبيب الذي اطّلع على حالته.
فحسب والده، لم يعد الطفل ريان، ذو السحنة المغاربية، ينام بشكل طبيعي منذ الواقعة، بسبب الرعب جراء ركلة المواطن الإيطالي والد الطفلة لإبعاده عنها، مضيفا أن ابنه ريان، الذي لم يتوقف منذ الحادث، عن البحث عن جواب «ماذا فعلت خطأ يا أبي ليعتدي علي هذا الرجل، أصبح دائم البكاء دون أن أقدم له جوابا عن سؤاله»، يقول الوالد في تصريحه لصحيفة «لا روبوبليكا».
وعلمت «الاتحاد الاشتراكي»، أن القنصل العام للمغرب في مدينة نابولي رشيد دايدي قام بالاطمئنان على صحة المواطن المغربي الطفل ريان من خلال زيارة المسؤول القنصلي لأسرة الطفل بمقر سكناهم، وذلك تجسيدا للرعاية الملكية التي يوليها جلالة الملك للجالية المغربية المقيمة في الخارج.
وأوضحت مصادر مطلعة أن سفارة المغرب في روما عبر مصالحها القنصلية والاجتماعية في مدينة نابولي تتابع، عن كثب، تطورات حادث الاعتداء على الطفل ريان، مشيرة إلى أن التمثيلية الدبلوماسية المغربية في روما مستعدة لتقديم كل أشكال الدعم للأسرة والطفل ريان.
وللإشارة، فقد شكلت زيارة القنصل العام للمغرب في مدينة نابولي رشيد دايدي، رفقة فعاليات جمعوية إلى مقر عمدية بلدة «كوسنزا»، مناسبة أشاد خلالها مسؤولون محليون بالسمعة الطيبة التي تحظى بها أسرة الطفل ريان، والجالية المغربية المقيمة في البلدة التي تعيش رفقة المواطنين الإيطاليين وجاليات أخرى في تناغم وتساكن، معتبرين الاعتداء على الطفل ريان «فعلا مرفوضا».


الكاتب : يوسف هناني

  

بتاريخ : 14/09/2019