الفنان المغربي مكسيم يطالب المسؤولين بالمحافظة على الموروث الثقافي اليهودي المغربي

 

من أجمل الحلقات وأروعها التي قدمها المنشط التلفزيوني الإدريسي بقناة «شذى» في برنامجه الحواري المعنون بالمغربي، تلك الحلقة التي استضاف فيها الفنان المغربي اليهودي مكسيم التي فتح فيها الفنان قلبه لكافة المواطنين المغاربة وأجاب عن الأسئلة التي أعدها معد البرنامج بعمق وحبكة فنية، ليؤكد الفنان مكسيم أنه مغربي حتي النخاع ولا يرضي بديلا عن وطنه المغرب، حيث ولد بالدار البيضاء سنة 1965 بالمدينة القديمة و فتح عينية على مرضعته المسلمة وتربي رفقة أولاد الدرب وعاش طفولته معهم بلهوها و شغبها، ولم يكن يفرق بين اليهود المغاربة والمسلمين، حيث كان التعايش سيد الموقف، وكان الاختلاط بين العائلات اليهودية والمسلمة سائدا، إذ كانوا يسكنون سوية، ويفرحون سوية، كما كانوا يحزنون سوية إذا أصاب أحد السكان مكروه أو فارق الحياة.
كما تحدث مكسيم في هذه الحلقة عن عائلته ووالده الذي كان يرأس جوقا موسيقيا يحيي به الحفلات، ولم يكن يشجعه على التعاطي للموسيقي، بل فرض عليه الدراسة، حيث حصل على البكالوريا العلمية ليلتحق بإحدى الجامعات الفرنسية ويحصل على دبلوم مهندس في الميكانيكا، غير أنه – يقول مكسيم – كان شغوفا بالموسيقى وبالعزف على آلة البيانو، وكان يتقاضى عن عمله في إحدى الشركات المختصة في الميكانيكا 17000 د شهريا.
وعادت الذاكرة بمكسيم إلى أول يوم عزف فيه على البيانو، حيث اضطر والده أن يشغله معه في إحدى الحفلات بعد غياب عازف البيانو الرسمي إثر مرض ألم به، وقد تقاضى عن هذه السهرة الفنية 300 درهم، ومنذ تلك الليلة قرر مغادرة الميكانيكا ليتفرغ للموسيقى .
مكسيم أكد أن هناك مطربين يهودا مغاربة في الخارج محافظون على التراث الموسيقي المغربي ومتشبثون بالتقاليد والثقافة المغربية، كما تحدث عن ريبرتواره الموسيقي المتنوع، فهو يتقن إنشاد الموسيقي الأندلسية بالعربية والعبرية، ويتقن الغناء المغربي اليهودي – الشكوري، في طليعتها أغاني (ققطانك محلول والعطار وفين الشيك اللي عطيتك) وغيرها، كما يجيد الغناء المغربي الأغنية العصرية لفطاحلة الفنانين المغاربة في طليعتهم نعمان الحلو و بلخياط و الدكالي و نعيمة سميح وغيرهم. كما أشار إلى أهم ألحانه وفي طليعتها الأغنية الوطنية «ارجعني لبلادي» .
وكان أخر محور في هذه الحلقة حول هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل، ليؤكد أن الصهاينة سبق لهم أن أغروهم عند تكوين دولة إسرائيل وقاموا بتهجيرهم سرا، كما نشاهد اليوم في حملات تهجير الأفارقة إلى أوروبا، علما – يقول مكسيم – أنهم ندموا على مغادرة وطنهم المغرب ويحنون إلى العودة إليه، ولكن الله غالب،غير أنهم لازالوا متشبثين بمغربيتهم وثقافتهم وتقاليدهم العريقة .
وفي ختام هذه الحلقة الممتعة أشار مكسيم إلى أن اليهود المغاربة سواء في أوروبا أو أمريكا أو إسرائيل يحبون وطنهم المغرب بشكل لا يستطيع وصفه، وأنه كلما أحيى سهرة في الخارج، فان أجمل هدية يقدمها قبل إحياء السهرات هو الزعفران البلدي وزيت أركان الذي يعشقه اليهود المغاربة..، ثم خلص مكسيم في حواره هذا موجها نداء إلى وزارة التربية والتعليم وكذا وزارة التقافة الاهتمام بالموروث الثقافي المغربي – اليهودي من خلال البرامج التعليمية والثقافية كي يطلع الأجيال الصاعدة على جانب مهم من تاريخ المغرب وليتمكنوا من التفريق بين الديانة اليهودية والصهيونية..


الكاتب : فاس: محمد بوهلال

  

بتاريخ : 16/09/2019

أخبار مرتبطة

لا شك أن الفنانة كرسيت الشريفة، سوف تبقى شخصية غنية خصبة متعددة الجوانب، لأنها لم تكن فنانة اعتيادية أو مؤدية

  كشفت الجهة المنظمة لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، أن الدورة 25 التي ستقام مابين 27 و29 يونيو 2024 بالصويرة، ستعرف

  توطئة : عودتنا أغلب القراءات التي اتخذت من الأعمال الدرامية ( التلفزية تحديدا) موضوعا لها، على أن تكون قراءات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *