اختتام فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الوطني لمسرح الهواة باسفي .. تتويج مسرحية «بيريمي» و»توطين» المهرجان بأسفي

ظل المسرحي عبد الحق الزروالي، رئيس لجنة التحكيم الدورة الثانية للمهرجان الوطني لمسرح الهواة، يكرر الدعوة لمسرح الحياة، المسرح الذي يجمع ثلة من الشباب المهووسين بأبي الفنون. لازمة لم تخف عن تتويجات الحفل الختامي للمهرجان، الثلاثاء الماضي بفضاء قاعة مدينة المدينة بأسفي، الحاجة لإعادة النظر في الطريقة التي تم بها اختيار الفرق المشاركة في المسابقة الختامية للدورة الثانية. علما أن الدورة الأولى للمهرجان، سبق أن انعقدت السنة الماضية بمدينة مراكش، لكنها حطت رحالها بمدينة أسفي، المدينة نفسها التي تشكل ومن خلال العديد من رموزها المسرحية مشتلا لحركة مسرح الهواة بالمغرب.
الدورة الثانية للمهرجان الوطني لهواة المسرح، والذي احتضنته فضاءات قاعة العروض، التابعة لمدينة الفنون بأسفي، ودار الثقافة بكوكي جنوبا، عرفت خلال الخمسة الأيام (27 شتنبر الى 1 أكتوبر2019)، تقديم إثنى عشر عرضا مسرحيا لجمعيات وفرق مسرحية هاوية، تمثل الجهات 12، والتي اختيرت ضمن إقصائيات، قدمت خلالها الفرق ملفاتها وعروضها مسجلة وشكلت لجن تحكيم ثلاثية، بإشراف من المديريات الجهوية التابعة لوزارة الثقافة والاتصال المغربية. وهذه الصيغة أفضت لتباينات لافتة لمستوى العروض المقدمة، وهو ما شكل حرجا للجنة التحكيم المسابقة الرسمية، والتي تشكلت من عبد الحق الزروالي رئيسا، جميلة الهوني وصفية المعنوي وياسين أحجام وأمين ناسور أعضاء.
قدم الفنان عبد الحق الزروالي، رئيس لجنة التحكيم التقريرالتركيبي النهائي، والذي ضمنه بعض الملاحظات الخاصة بالعروض المسرحية. ويبدو أن التقرير أجمل بعض النقط التي تتعلق بضبط الجوانب الجمالية والتقنية وأيضا التوصيات، ملاحظات ركزت على التفاوت الكبير بين القيمة الابداعية للعروض المسرحية المقدمة، والحضور النسائي الحاضر بقوة من خلال شباب متحمس ومهووس بالمسرح. وتلخصت التوصيات في ضرورة تحديد الفترة الزمنية للعروض، ومحاربة حضور عنصر الملل للرقي بالمسرح. علما أن المهرجان، شهد طيلة ايام انتظامه، تنظيم ندوات تأطيرية، حاولت أن تلامس العناصر الجمالية للعروض، ومحاولة للنقاش حول رؤية الإخراج والعناصر المكونة للعرض المسرحي.
وخلصت لجنة التحكيم الى النتائج التالية، جائزة التأليف الموسيقى والمؤثراتعادت لمصطفى الزاهر عن مسرحية “الأرض المجهولة” لفرقة كور سبيريت للإبداع الحركي وفنون الشارع/ سوطوفوتشي. فاس، نفس الفرقة توجتها لجنة التحكيم بجائزة أحسن إخراج، وعادت للفنان رضى التسولي. فيما آلت جائزة السينوغرافيالعبد الرحيم أحاو عن مسرحية “بيريمي” لمحترف الإليادة للإبداع والتنمية الثقافية – أولاد تايمة. وحصدت الممثلة أميمة الوردي، جائزة أحسن ممثلة دور ثاني، عن دورها في مسرحية “قاع الخابية” لمحترف نوا للتنمية الفنية والثقافية بالدارالبيضاء. نفس الفرقة تتوجها لجنة التحكيم بجائزة أحسن تأليف النص المسرحي المحلي المغربي، وعادت للكاتب المسرحي حميد مرشيد عن نص مسرحية «قاع الخابية». وتوج الممثل عمر أمثري بجائزة أحسن ممثل دور ثاني، عن دوره في مسرحية “عيشة قنديشة” لفرقة أطلس دمنات للمسرح، فيما عادت جائزة أحسن ممثلة دور أول، للممثلة نادية كوسلا، عن دورها في مسرحية «عناق» لفرقة العبور للمسرح والفنون بطانطان. أما جائزة أحسن ممثل دور أول، فعادت للممثل عادل الماجيدي عن دوره في مسرحية «حب في زمن الريزو» لفرقة دار مراكش للفنون. واختارت لجنة التحكيم المهرجان أن تذهب جائزتها الكبرى، لأحسن عمل متكامل للعرض المسرحي لمسرحية «بيريمي» لمحترف الإليادة للإبداع والتنمية الثقافية – أولاد تايمة.
الدورة الثانية للمهرجان الوطني لمسرح الهواة، والذي تنظمه وزارة الثقافة والاتصال المغربية بتنسيق وتعاون مع الهيئة العربية للمسرح، تضمن الى جانب العروض المسرحية (12)، فعاليات فنية وثقافية. كما شهدت قاعة الجهة تنظيم ندوة فكرية حول موضوع الإرث المسرحي بين الهوية والتحديث، في محاولة لاستقصاء هذه العلاقة الملتبسة، بين الإرث بمرجعياته المتعددة، وتناوله اليوم من منظور مختلف، هوياتي وتحديثي. كما خصص المهرجان ندوته المركزية لموضوع «توثيق التجربة المسرحية المغربية»، وهي الندوة التي عرفت مشاركة عبدالمجيد شكير والحسين الشعبي وعزالدين بونيت وعبدالمجيد فنيش، في محاولة لتحريك مشروع سبق الحديث عنه سابقا، في المشهد الفني المغربي، والمتمثل في إنجاز موسوعة ذاكرة المسرح المغربي. والى جانب توقيع كتب، كل من الفنان عبدالحق الزروالي «كدت أراه وأمجاد رماد»، وهو عبارة عن نصين مسرحيين، وكتاب «معجم المسرحيات المغربية» للناقد الدكتور فهد الكغاط، ونص «تشوبا تشوب» للمسرحي محسن زروال، ونص «ضيف الغفلة» للمسرحي حسن هموش وسهر كل من عبداللطيف ندير، وعبدالمجيد أهرا، ونزهة حيكون على تقديم هذه الإصدارات الجديدة. كما نظمت ورشات تكوينية، احتضنها المعهد الموسيقي، بمدينة الفنون، إذ أطر الفنان عبد اللطيف خمولي ورشة الإرتجال، وأشرف على ورشة الإخراج الفنان عماد فجاج، فيما أطرت ورشة التشخيص الفنانة إيمان تكيطو. وقد شهد حفل الافتتاح، الجمعة 27 شتنبر، تكريم الباحث المسرحي سالم اكويندي، اعترافا من المنظمين بما قدمه لمسرح الهواة وللحركة المسرحية المغربية عموما.


الكاتب : عبدالحق ميفراني

  

بتاريخ : 07/10/2019