بعد مرور اكثر من شهر عن الدخول المدرسي .. تأخر في توزيع المحافظ المدرسية وخصاص في الكتب وأقسام بلا سبورات

تستمر معاناة تلميذات وتلاميذ السنة الأولى ابتدائي بجهة الدار البيضاء-سطات، ويزداد تخوف أمهات وآباء وأولياء هذه الشريحة من التلميذات والتلاميذ وذلك لعدم توصلهم لحد كتابة هذه السطور بمحافظهم التي تضم كتب وأدوات الدراسة بهذا المستوى الدراسي، رغم أننا دخلنا في الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر، هذا التأخر تسببت فيه الجماعة الحضرية للدار البيضاء التي لم تسلم بعد للمديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بقية حصصها من الكتب والمحافظ لهذا المستوى الدراسي، وواجهت المديريات الإقليمية والأكاديمية بعض الحرج الذي تسببت فيه الجهة المانحة، مع تزايد طرح أسئلة من طرف أمهات وآباء وأولياء تلميذات وتلاميذ المستوى الأول ابتدائي حول هذا التأخير غير المبرر من طرف مجلس منتخب كان الأجدر به حماية ورعاية وخدمة المواطنين وتشجيع التمدرس.
لقد انطلقت الدراسة بشكل عادي في مجموع ربوع التراب الوطني، وظهرت جليا المجهودات الجبارة التي بذلتها جل الأكاديميات والمديريات لمرور دخول دراسي سلس رغم إكراهات الخصاص الفظيع الذي تعرفه الأطر الإدارية ،حيث تحملت عبء ذلك مدراء المؤسسات التعليمية وما تبقى من أطر الإدارية بمساعدة بعض الأطر التربوية وشركاء المدرسة المغربية العمومية وفي مقدمتهم جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ.
هذا الوضع الذي لا يخدم بأي حال من الأحوال منظومتنا التعليمية خلق نوعا من القلق والتوتر لدى أمهات وآباء وأولياء هؤلاء التلاميذ الذين احتج العديد منهم أمام أبواب مجموعة من المدارس الابتدائية مستنكرين تأخير تسليم المحافظ لأبنائهم وبناتهم، بل منهم من قصد مقر المديريات الإقليمية للاستفسار عن هذا التأخير وهل هناك نية حقيقية في توزيع المحافظ والكتب والأدوات المدرسية أم هي فقط وعود جوفاء.
من جهة أخرى مازالت العديد من الأكاديميات الجهوية والمديريات التابعة لها لم تتوصل ببقية العتاد المدرسي الذي كان مقررا في الموسم الدراسي 2017/2018-فصفقة السبورات البيضاء التي أمرت في عهد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني السابق محمد حصاد لم تعرف النجاح ،إذ فشلت بعد الوقوف على عدم صلاحية الدفعة الأولى والتي لا تتماشى ودفتر التحملات فيما يخص الجودة وأعيدت إلى مصدرها الأول، ومازالت المؤسسات تنتظر الإفراج عن هذه السبورات مما جعل إمكانية التأخير لموسم أخر غير مستبعدة، وقد تصل هذه المشكلة إلى المحاكم في الوقت الذي لا يوجد فيه البديل سوى الاستعانة بالسبورات السابقة والحالية وإصلاحها وترميمها من طرف جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، وهناك إجراءات أخرى تجلت في اقتناء مجموعة من السبورات البيضاء من طرف بعض جمعيات الأمهات والآباء والأولياء أو من طرف بعض الأساتذة من مالهم الخاص.
حماس هؤلاء الأساتذة لم يتوقف على اقتناء سبورة ،بل منهم من جادت قريحته وانفتاحه وتعلقه بمهنته بتجميل حجرة دراسته عبر صباغتها واقتناء صور لها ارتباط بمادته التي تدرس أو بالبيئة، إنها مبادرات بدأت تنتشر من مؤسسة لأخرى وهو مجهود يحمدون ويشكرون عليه.
مشكلة ومعضلة تأخير المحافظ والكتب والأدوات المدرسية على المستوى الأول ابتدائي لم تكن هي لوحدها التي مازالت العديد من الأسر تعاني منها، فالعديد من الكتب المدرسية وهي مراجع مهمة تعتمد عليها المنظومة التعليمية أو كما أرادوا لها أن تكون غير متوفرة بالعديد من المكتبات، ومنها مازالت شبه مفقودة ولا يتوفر أي كتبي على أجوبة مقنعة يواجه بها كثرة التساؤلات التي تأتي من الزبناء أمهات وآباء وأولياء التلاميذ سوى جوابا واحدا ووحيدا «مكيناش في السوق»، وهي معاناة نفسية تنضاف إلى سابقاتها دون نسيان الإكراه المادي والمالي والذي أنهك جيوب الأسر المغربية حيث تزامن الدخول المدرسي لموسم 2019/2020 مع اكراهات رمضان وعيد الأضحى والعطلة الصيفية، ومع ذلك ليس هناك اطمئنان كامل وشامل على دخول مدرسي، مازلت تشوبه بعض العوائق.
هذه الإكراهات هي بعيدة كل البعد عن المجهودات التي بذلها مدراء المؤسسات التعليمية والأطر الإدارية الموجودة وعلى قلتها، إلا أنها مرتبطة بانطلاقة فعالة لموسم دراسي جديد، ومن هذا المنطق أصبح لزاما على كل من له مسؤولية بالموضوع العمل على تسريع وتيرة توزيع المحافظ والكتب والأدوات المدرسية لتلميذات وتلاميذ المستوى الأول بجهة الدار البيضاء- سطات، وأيضا على دور النشر والمكاتب الإسراع في توفير جميع حاجيات التلاميذ عبر مستوياتهم الدراسية من الكتب المدرسية كمقررات ضرورية، وتعمل الأكاديميات والمديرات الإقليمية ما بوسعها لإتمام عملية تزويد التلاميذ بحاجياتهم الدراسية بمتابعتها عن قرب لهذا الموضوع.
وفي سياق تداول معضلات الدخول المدرسي الحالي ورغم ما تسببت حاجياته المادية في تأزم الأوضاع المالية للعديد من الأسر، لم تمر سوى أيام عن انطلاقة الرسمية حتى سطع في الأفق إكراه كبير أو كما يسميه بعض أولياء الأمور شر لابد منه انه شبح الدروس الإضافية أو الدروس الليلية، وأصبح لزاما على تلميذات وتلاميذ الثانوي التأهيلي الانخراط الكلي في هذا الغول المخيف، إذ أن كل تلميذ وتلميذة ربط مستقبله التعليمي في هذا المستوى بالانخراط في الدروس الليلية، حيث أصبحت بعض قلاعه معروفة في كل مديرية إقليمية وأسماء بعض الأساتذة خصوصا في المواد العلمية مثار إقبال، مما جعل القيمة المالية في ارتفاع والتكلفة على الأسر في تزايد، حيث ربط العديد من التلميذات والتلاميذ مصيرهم بالانخراط في هذه الدروس محملين أسرهم عواقب عدم تلبية هدا المطلب…
مما يجعل غالبية الآباء والأمهات يسعون بكل الوسائل إلى الخضوع لهذا الواقع المر رغم ما يزيده من ضيق وإكراه هروبا من تحمل نتائج نهاية الموسم الدراسي، إن كانت سلبية.
وتبقى الفئة القليلة هي التي تكتفي بدروس إضافية في مادة معينة أو مادتين لتخفيف العبءعن أبائهم وأمهاتهم، علما أن واجب الساعة للمادة لا يقل عن 200 درهم، إنها معضلة تنضاف إلى واجبات الدخول المدرسي تتحملها الأسر المغربية مرغمة.


الكاتب : محمد تامر

  

بتاريخ : 10/10/2019

أخبار مرتبطة

لا شك أن الفنانة كرسيت الشريفة، سوف تبقى شخصية غنية خصبة متعددة الجوانب، لأنها لم تكن فنانة اعتيادية أو مؤدية

  على بعد أيام من تخليد العيد الأممي للطبقة العاملة، تعود الشغيلة الصحية للاحتجاج، تعبيرا منها عن رفضها للإقصاء الذي

  تشكل القراءة التاريخية لتجارب بعض الأعلام المؤسسة للفعل السياسي و الدبلوماسي في المغرب المستقل، لحظة فكرية يتم من خلالها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *