الاقتصادي والسياسي المغربي، فتح الله ولعلو: التحديات التي تواجهها المنطقة الأفرو-متوسطية ينبغي أن تدفع بلدان هذا الفضاء نحو تجديد اقتصادها السياسي

(و.م.ع)

قال الاقتصادي والسياسي المغربي، فتح الله ولعلو، الاثنين الماضي بمراكش، إن التحديات التي تواجهها المنطقة الأفرو-متوسطية ينبغي أن تدفع بلدان هذا الفضاء نحو تجديد اقتصادها السياسي، بحيث تدمج البعد البيئي.
وأوضح ولعلو، في مداخلة له خلال النقاش الختامي للدورة الثانية عشرة لمؤتمر السياسة العالمية، أن هذه التحديات (نمو ديمغرافي حامل لمخاطر وفرص، اضطراب مناخي، تضخم أوجه اللامساواة وغيرها) ينبغي أن تؤدي كذلك إلى اعتماد مقاربة للتقاسم والتعاون بين بلدان هذا الفضاء الجغرافي.
وشدد على أن إفريقيا وبلدان جنوب المتوسط ينبغي أن تجتمع وتضفي مصداقية على أنظمتها السياسية واستراتيجياتها الاقتصادية، لكي تعيد لمنطقة المتوسط سكينتها وديناميتها ومركزيتها الضرورية لفائدة عالم أكثر توازنا ومتعدد الأقطاب.
وبعدما قدم تحليلا للوضع السياسي والاقتصادي العالمي على المدى القصير والطويل، أشار وزير الاقتصاد والمالية الأسبق إلى أن منطقة المتوسط اجتازت عشرية صعبة بسبب الأزمة اقتصادية في أوروبا التي دفعت الدول إلى تبني سياسات تحفيزية، مع استمرار عوامل الشك والجمود في أوروبا.
وبالمقابل، يضيف ولعلو، فإن بلدان جنوب المتوسط تواجه مشاكل مختلفة كالحروب الأهلية، ومخاطر تفكك الدول وتصاعد التطرف وغيرها.
على المستوى العالمي، سجل ولعلو ميلاد قطبية جديدة، وهي الولايات المتحدة والصين. أما على الصعيد الاقتصادي، فقد اختتمت العشرية على وقع عدم اليقين، من خلال انخفاض النمو العالمي، والحروب التجارية، وتراجع التعددية، وتزايد مخاطر عدم الاستقرار الجيو-سياسي في الشرق الأوسط وإفريقيا.
وبالنسبة لكارل كايزر، المستشار السابق لدى المستشارين الألمانيين، ويلي براندت وهيلموت شميدت، ستظل الولايات المتحدة وأوروبا تمثلان جوهر حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية والسلام العالمي، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تحتاج إلى أوروبا لكي تعيش في هذه البيئة المليئة بالشكوك والصعوبات، خاصة مع صعود الصين، التي أضحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وقال «نواجه اليوم نظاما جديدا دمر النظام الذي تم إنشاؤه بعد الحرب العالمية الثانية»، مضيفا أن التغير المناخي يشكل تهديدا كبيرا لبقاء الكوكب إذا لم تتصد له الإنسانية بشكل عاجل.
من جهتها، أشارت عضو مجلس الشيوخ المصري والنائب السابق، منى مكرم عبيد، إلى أنه يجب على العالم العربي أن يعمل على تغيير النظرة بشأن هذه المنطقة، باعتبارها ساحة لتوترات كبرى واقتصاديات راكدة، مشيرة إلى أن الدول العربية مدعوة إلى إنجاح مخططاتها الاقتصادية وحل المشاكل والتوترات (سورية وليبيا واليمن).
وتميزت الدورة الثانية عشرة لمؤتمر السياسة العالمية، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمشاركة عدد من الشخصيات البارزة من عوالم السياسة والاقتصاد والإعلام، إلى جانب أكاديميين وخبراء وباحثين من سائر أنحاء العالم.
وتركزت أعمال هذه النسخة حول تحديات التكنولوجيا في المجتمع والسياسة والقوى السيبرانية والتهديد عبر الإنترنت والطاقة والبيئة، بالإضافة إلى الآفاق الاقتصادية والسياسية، والتجارة والاستثمار المباشر والثقة، وكذا مستقبل النظام النقدي الدولي، وسلاح القانون والعولمة.


بتاريخ : 17/10/2019