الواقع والخيال.. الصحافة والسياسة

«الاتحاد الاشتراكي»

لم يخطر على بال المناضلات والمناضلين في الدار البيضاء، وهم يلتئمون من أجل الإعداد للذكرى الستين لميلاد حزب القوات الشعبية، أنهم سيعيشون أحداثا صحافية من النوع الخيالي.. فقد وجدوا أنفسهم أمام تغطيات صحافية،على ريق الصباح، تتحدث عنهم، وعن اجتماعهم، وتتحدث عن المكان نفسه، الذي عقدوا فيه الاجتماع والزمان نفسه، وباسم نفس المناضلات والمناضلين ، لكن بوقائع لم تحدث أبدا..
وتحقق صدق الذين منهم قالوا إن البعض يكتب المقالات قبل الاجتماع،
وتحقق صدق الذين، منهم قالوا إن هناك من يعيد كتابة سيناريو مكتوب عن فيلم من الخيال العلمي وينسبه إلى اجتماع حزبي
والحقيقة، أن المهنة نفسها تحولت ، »تحت كلافيهات« الذين كتبوا مقالاتهم المشار إليها، هم في الغالب في واقع منفصم عن الواقع الحي…أي أفلام من نوع الخيال السياسي ..
وتجريب عنيف في تطويع الواقع إلى مقالات طائشة..
آخرون من الزملاء، بلغ الخيال بهم أن جعلوا لكاتبين أولين، سابقين من خيرة مناضلي الحزب وقادته، ومن أرفعهم تربية سلوكية وسياسية دورا في تشكيلة الحكومة الحالية..
ايييه، ولله..
هناك من كتب أن الكاتب الأول الأسبق
والكاتب الأول السابق
قد اتفقا مع رئيس الحكومة الحالي على منع الكاتب الأول الحالي من الاستوزار..
والحال أنه لا يمكن أن تستوزر وازرة وِزْر أخرى…في الواقع الدستوري والسياسي للبلاد، لا يمكن أن يكتب كلام مثل هذا إلا من لا يعرف من هو عبد الرحمان اليوسفي ومن هو محمد اليازغي في احترام الثقافة المؤسساتية..
لكنه الخيال المجنح،
وقد يأتي من سيكتب أن الكاتب الأول القادم -كذا- هو الذي كان وراء….إفشال المنهجية الديمقراطية في بداية القرن الحالي!
الخيال، في مهنة كالصحافة جناية،وعيب خلقي،وانزياح أخلاقي.
من المحقق أننا لسنا جماعة من الأنبياء، ولا الرسل
لنا اختلاف في تقدير المرحلة
فاكتبوا عن الاختلاف ولن نقول شيئا
ولنا خلافات في قراءة هذا التسارع في الأحداث وفي تركيبتها وفي مآلاتها
فاكتبوا عن الخلافات حتى،
لكن ارحموا خيالكم من هكذا جهد عبثي، يقتل كل الحقيقة ويصنع لوحات من خزف يذوب تحت حرارة الحقيقة..
ارحموا خيالكم ولا ترجموا به الغيب الذي لا تعلمون..
ونحن لنا واقعنا ونحن أدرى به.

الكاتب : «الاتحاد الاشتراكي» - بتاريخ : 21/10/2019

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *