تتسبب في وفيات تتراوح ما بين 290 و 650 ألف شخص عبر العالم .. الأنفلونزا الموسمية تهدد صحة الرضع والحوامل والمصابين بأمراض مزمنة

حذّر الدكتور مصدق مرابط من تبعات التحولات التي يعرفها المناخ هذه الأيام، مؤكدا أنه خلال هذه الفترة يتم تسجيل العديد من حالات الإصابة بالأنفلونزا الموسمية التي تتسع دائرة انتشارها، منبها إلى أنها تتسم بالخطورة إذ أنها تتسبب في وفيات العديد من الأشخاص، خاصة الذين يعانون من ضعف المناعة أو المصابين بأمراض مزمنة كأمراض القلب والسكري والربو، والنساء الحوامل، إلى جانب المسنين والرضع، الذين يعتبرون الفئات الأكثر هشاشة وعرضة لتبعات الأنفلونزا الموسمية.
وأوضح الدكتور مصدق، الطبيب العام، في تصريح خصّ به «الاتحاد الاشتراكي» أن الأنفلونزا الموسمية الحادة تصيب سنويا عبر العالم ما بين 3 و 5 ملايين شخص، من الجنسين ومن مختلف الأعمار، وتؤدي إلى تسجيل وفيات تتراوح ما بين 290 و 650 ألف حالة وفاة، وفقا لما أعلنت عنه وزارة الصحة، الأمر الذي يحتّم ضرورة إقدام الفئات الأكثر عرضة لتبعات الأنفلونزا على تلقيح أنفسهم، مشددا على أن هذه الخطوة الوقائية تمكّن من تجنب المضاعفات الوخيمة على الصحة.
وأكد الدكتور مرابط، أن الأنفلونزا الموسمية تعتبر عدوى فيروسية حادة تنتشر بسهولة وتنتقل من شخص لآخر، مشددا على أنها تعتبر من الأمراض المعدية سريعة الانتشار بسهولة في الأماكن المزدحمة خاصة في المؤسسات التعليمية وأماكن العمل، ووسائل النقل العمومية، موضحا أن العدوى تنتقل عن طريق استنشاق الرذاذ المتطاير في الهواء عند قيام شخص حامل للعدوى بالسعال أو العطس أو التحدث، بحيث يمكن استنشاق الرذاذ مباشرة، أو يتم التقاط الجراثيم من لمس الأسطح الملوثة بالفيروس، مثل مقابض الأبواب، عربات التسوق المجرورة، الهواتف وغيرها، ثم ملامسة العين أو الفم والأنف، مبرزا أنها تؤثر بشكل رئيسي على الجهاز التنفسي وخاصة الأنف والبلعوم والرئتين، وقد تؤدي إلى الوفاة في عدد من الحالات. ونبّه الدكتور مصدق إلى أنه يجب التمييز بين الزكام العادي وبين الأنفلونزا الموسمية، مبرزا أن فترة حضانة الفيروس تتراوح في المتوسط ما بين 2 و 4 أيام، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن يصبح الأشخاص المصابون بالفيروس ناقلين للعدوى قبل ظهور الأعراض بيوم واحد أو منذ أول يوم تظهر فيه الأعراض، وحتى خمسة إلى سبعة أيام بعد ظهورها، كما يمكن أن تستمر هذه الفترة لمدة زمنية أطول عند الأطفال والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة.
من جهتها، وبعد طول انتظار من المواطنين المستهدفين بالأنفلونزا الموسمية وتبعاتها، أعطت وزارة الصحة أول أمس الاثنين في قاعة مغلقة بالمدرسة الوطنية للصحة العمومية بالرباط، الانطلاقة الرسمية للحملة الوطنية للوقاية من المرض والحث على التلقيح. وتزامنت الحملة مع أول يوم لتوفر اللقاح بالصيدليات، من فئة جرعة واحدة، الذي أضحى في متناول المعنيين، علما بأن الكثيرين تعرضوا لانتكاسات صحية في الأيام الفارطة، الأمر الذي سيؤخر خطوة استفادتهم من اللقاح حتى يتعافوا ضمانا لنسبة اكبر من النجاعة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 30/10/2019