تتويج «الأغصان الميتة» و«الورود السامة» بالجائزة الكبرى بالمهرجان الدولي للسينما والأدب بأسفي

اختتمت الخميس فعاليات الدورة الأولى من المهرجان الدولي للسينما و الأدب الذي احتضنته حاضرة المحيط بمدينة آسفي، و الذي تميز بعرض العديد من الأفلام المقتبسة عن أعمال روائية، من العديد من الدول، سواء في فقرة المسابقة الرسمية أو فقرة بانوراما، بالإضافة إلى تنظيم عدة ندوات و لقاءات و ورشات أغنت فقرات برنامج المهرجان الذي يمكن التأكيد أنه نجح في رفع التحدي الذي عادة يواجهه أي مهرجان في دورته الأولى ليخط اسمه كواحد من المهرجانات المتميزة ضمن خارطة المهرجانات السينمائية التي تعرفها بلادنا.
في هذا السياق توج كل من الفيلم القصير ” الأغصان الميتة ” للنمخرج فريديريك لابوند وفريدريك بوني، و الفيلم الطويل” الورود السامة ” للمخرج المصري أحمد فوزي صالح، مساء الخميس، بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للسينما و الأدب.
و عرفت منافسة الأفلام القصيرة تتويج بجائزة لجنة التحكيم الخاصة فيلم” الفتاة الشقية ” لإيس كرطال لما تميز به هذا العمل من فكاهة ساخرة ، و جائزة التنويه الخاص لـ” إيما ” للمخرج هشام الركراكي، و كذا جائزة التنويه لفيلم ” في حمام هكتور” لجوم رونيغر.
و فيما يخص الأفلام الطويلة، منحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم ” العروس ” للمخرجة بولا اورتيز، لما انطوى عليه من إتقاد دراماتيكي، بينما توج فيلم ” جو الصغير، أطفال الشوارع ” للمخرج الكاميروني دانييل كاموا بجائزة التنويه الخاص.
و بالمناسبة، دعا الكوميدي و المغني الفرنسي جان بيير كالفون، باعتباره رئيسا للجنة التحكيم في الدورة الأولى من المهرجان، إلى ضمان استمرارية هذا المهرجان الذي يكتسي أهمية كبرى بالنسبة إلى هذه المدينة الأطلسية، رابطا في كلمته بين الادب و السينما
و أكد الفنان الفرنسي إن ” هذا العمل التصنيفي شكل بالنسبة إلينا فرصة لاكتشاف الأعمال السينمائية المختارة، و التي كانت تستحق الزيارة “.
و في كلمته التي ألقاها في الحفل الختامي لهذه النسخة الأولى من المهرجان ، أعلن الرئيس المنتدب للمهرجان، المخرج إدريس شويكة، أن المهرجان حاول، من خلال برنامجه الغني، أن يقدم فكرة واسعة عن العلاقة المعقدة بين السينما و الأدب في تجلياتها المتعددة.
وقبل ذلك، كانت مدينة الفنون بآسفي قد شهدت يوم الجمعة 25 أكتوبر حفل افتتاح المهرجان بحضور العديد من الفنانين و النقاد و المبدعين من داخل و خارج المغرب، و إقبالا لافتا من ساكنة المدينة التي عبرت عن دعمها لمهرجان سينمائي يشكل لحظة إبداعية بامتياز كانت المدينة في حاجة إليها، مؤكدين الحاجة إلى استمرار هذا المهرجان لما يشكله أيضا من ترويج للمدينة و حضورها على الخارطة الفنية و السينمائية بالمغرب.
إدريس اشويكة، الرئيس المنتدب للمهرجان أكد أن اختيار موضوع السينما و الأدب ليكون عنوانا و هوية للمهرجان السينمائي الدولي لآسفي، فرصة للقاء و التعرف على مختلف تيمات و لغات الأدب و السينما عبر العالم، و التي لا تتاح معرفتها لمعظم هواة و عشاق السينما في المنطقة. فحضور المخرجين و الروائيين في هذا المهرجان المعروفين و المعترف بهم دوليا، يشكل فرصة لتبادل الآراء مع المبدعين و المهنيين من جميع أنحاء العالم و لخلق حوار متعدد الثقافات على أساس وجهات نظر متقاطعة حول السينما و الأدب و كذا فرصة حقيقية لسكان المنطقة و لزوارها لإثراء معارفهم في مجالات السينما و الأدب.
وضمت المسابقة الرسمية للمهرجان فئتين، الأولى خاصة بالأفلام القصيرة و شاركت أفلام من المغرب، فرنسا، كيبيك، تركيا و المغرب، أما في صنف الأفلام الطويلة فقد شاركت تسعة أفلام من المغرب، الكاميرون، فرنسا، أسبانيا، كندا، مصر و روسيا.
كما تميز المهرجان بتكريم عدد من المخرجين و الكتاب و كتاب السيناريو، و يتعلق الأمر بكل من المنتج و المخرج الكاميروني دانييل كاموا، المخرجة و السيناريست المغربية فريدة بليزيد، المغنية المغربية عايدة و هي من مدينة آسفي، الناشرة المغربية ليلى الشاوني، السيناريست المغربي على الاصماعي، المحامي و الفاعل السينمائي ابن مدينة آسفي عبد الله الوزاني و الفنان الفرنسي الراحل ميشيل غالابرو المزداد بآسفي سنة 1922 و الذي توفي في 2016، و ذلك بحضور ابنته إيمانويل غالابرو.
كما شهد المهرجان تنظيم عدة ندوات و مناقشات حول اليسنما و الأدب : التلاقي و الاختلاف. من الرواية إلى الفيلم : تجارب خاصة بالإضافة إلى ورشات لفائدة شباب المنطقة في كتابة السيناريو، التصوير، الإخراج و المونطاج .


الكاتب : عزيز السطوري

  

بتاريخ : 04/11/2019