احتضنتها مكناس وتوج بها نادي بيروت اللبناني

 إجماع على نجاح البطولة العربية للأندية لكرة السلة – سيدات

 

أسدل الستار مساء الاثنين 11 نونبر 2019 على فعاليات الدورة 21 للبطولة العربية لكرة السلة سيدات، بتتويج فريق بيروت اللبناني بلقب البطولة، بعد فوزه في المباراة النهائية على فريق الأمل القبلي التونسي بحصة 66 مقابل 54 نقطة.
ومباشرة بعد نهاية اللقاء، تم تسليم الفريق الفائز درع البطولة من طرف عامل عمالة مكناس ونائب رئيس جماعة مكناس وممثل الاتحاد العربي لكرة سلة ورئيس جماعة المشور الستينية، كما تم توزيع الميداليات على الفريقين المحتلين للمركز الثاني والثالث، بحضور وفد رسمي ضم الكاتب العام لعمالة مكناس وأعضاء الاتحاد العربي ورؤساء بعثات الفرق المشاركة في البطولة ومنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية وشخصيات مدنية وعسكرية.
وتم خلال الحفل الختامي أيضا تتويج اللاعبة هدى حمروني من فريق الأمل القبلي التونسي بجائزة أحسن لاعبة في البطولة، فيما عادت جائزة أحسن هدافة للاعبة سعيداني صوفيا من فريق حسين داي الجزائري، أما جائزة اللاعبة الأكثر تسجيلا للرميات الثلاثية فعادت لرشيدة بلعيدي من فريق المجمع النفطي الجزائري.
وقبل اللقاء النهائي جرت مباراة الترتيب، التي جمعت فريق المجمع البترول الجزائري بفريق الفحيص الأردني، وآلت نتيجتها إلى الفريق الجزائري بحصة 65 مقابل 59 نقطة.
وكانت سيدات النادي المكناسي قد خرجن من السباق في الربع نهائي بعد انهزامهم أمام صاحب المرتبة الثالثة المجمع البترولي، ونفس الشيء بالنسبة للجيش الملكي الذي لم يرق أداءه إلى تطلعات عشاقه، بالنظر إلى الظروف المأزومة التي تعيشها كرة السلة الوطنية.
وهذا وأجمع المشاركون من رؤساء البعثات والأطر الفنية واللاعبات وأعضاء الاتحاد العربي على أن هذه الدورة 21، التي احتضنتها عاصمة المولى إسماعيل، ستبقى موشومة في ذاكرة الجميع بالنظر إلى النجاح الباهر وغير المتوقع الذي عرفته، لا من حيث الاستقبال وكرم الضيافة المشهود لهما لدى الشعب المغربي، والسير العادي للبطولة من حيث التنظيم المحكم من خلال توفير كل شروط الراحة للوفود، ولا من حيث المستوى الفني الذي كان مرتفعا مقارنة مع الدورات السابقة، ولا من حيث الحضور الذي عرف مشاركة ست دول و 9 فرق.
وفي هذا الصدد لم يتردد رئيس بعثة المجمع البترولي، ياسين بلال، في التعبير عن إعجابه وتقديره لحفاوة الاستقبال التي خصها المغاربة للوفد الجزائري، سواء لفريقه أو فريق حسين داي، وهذا ليس بغريب علينا -يقول ياسين – بالنظر إلى روابط التاريخ والجوار والدين والدم التي تجمع الشعبين المغربي والجزائري، مشيرا إلى أن الوفد الجزائري اعتبر نفسه في بلده، ولم يشعر بأي شيء من شأنه يعكر جو الإخاء والمحبة التي عاشها بمكناس، وأنه سيحتفظ رفقة الوفد المشارك بذكريات جميلة ستبقى ملتصقة به مدى الحياة.
كما أشاد رئيس بعثة المجمع البترولي «صونطراك» بالمستوى التقني المرتفع لهذه، وأنه سيبعث خطابا للاتحاد العربي يشيد به بالمجهودات التي بدلها رئيس النادي المكناسي لكرة السلة من أجل إنجاح هذه الدورة.
وفي ذات السياق، عبرت وفاء بنت محمد جمال الدين الطيب، رئيسة بعثة الأمل القبلي التونسي، عن انبهارها بالأجواء التي مرت فيها هذه البطولة، وتمنت أن لا ينزل سقف تنظيم الدورة المقبلة التي ستحظى تونس بشرف تنظيمها عن المستوى الذي أبان عنه النادي المكناسي. فيما شدد مدرب الفريق راسم المرزوقي، الذي شارك في ثلاث دورات سابقة ولعب نهاية ضد هومنتمن اللبناني، وشاءت الصدف أن ينازل في نهائي البطولة بمكناس فريق لبناني آخر، تمنى أن يثأر وينتصر في هذا اللقاء لكن، هي ذي كرة السلة والرياضة على العموم فيها منتصر وفيها المنهزم.
واعتبر راسم مرزوقي، انطلاقا من خبرته ومشاركته في دورات سابقة، أن هذه الدورة هي الأولى من نوعها مقارنة مع سابقاتها، وذلك على كافة المستويات تنظيما ومشاركة قياسية وأداء فني متميز.
للإشارة فإن توقيت البطولة كان له بعض الأثر على بعض الفرق التي دخلت للتو غمار بطولاتها الوطنية، ومن ضمنها النادي المكناس،ي وانتهز الفرصة لتقديم التحية والشكر لفريق الكوديم ورئيسه الذي وفر لهم كل شروط الراحة والنجاح وتمنى أن يستقبل الفريق المكناسي في الدورة المقبلة التي ستحتضنها تونس لرد الدين له.
من جهتها، عبرت كارلا نمر ترك، رئيسة نادي بيروت اللبناني، عن سعادتها وهي تعود إلى لبنان بدرع البطولة من عاصمة المولى إسماعيل، في أول مشاركة لفريقها في هذه التظاهرة الرياضية العربية، كما أشادت بالظروف الجيدة التي مرت فيها البطولة، وأثنت على الجماهير المكناسية الشغوفة بكرة السلة على دعم ومساندة فريقها والأجواء الاحتفالية التي رسمها.
أما عزيز الضعيف، رئيس النادي المكناسي، ومدير الدورة 21 للبطولة العربية، فلم يجد من كلمات يعبر من خلالها عن الإجماع الذي حضي به نجاح هذه الدورة التي شرف ليس للمغرب قبل كل شيء وشرف للنادي المكناسي وساكنة عاصمة المولى إسماعيل على وجه الخصوص.
وقال الضعيف إن توقيف المكتب الجامعي لكرة السلة وتوقف البطولة الوطنية منذ أبريل الماضي واستقالة اللجنة المؤقتة، التي لم تفلح في عقد الجمع العام، أثر على فريقي الجيش الملكي والنادي المكناسي على الرغم من دخول الكوديم في معسكر تدريبي منذ الفاتح من شتنبر 2019، لكن عدم إجراء مباريات إعدادية من شأنها إبراز الهفوات وتصحيحها ومعرفة جاهزية اللاعبات «لم يساعدنا على الوصول إلى البوديوم، رغم أننا كنا الأقرب إلى ذلك بشهادة الجميع، لكن عموما نجحنا في هذا الحدث، رغم قلة الإمكانيات وغسلنا الحزن على الأجواء المأزومة التي تعيشها الرياضة بمكناس».
ولم يفوت الضعيف الفرصة دون توجيه الشكر إلى الجهات المانحة والسلطات المحلية والداعمين والمنظمين وممثلي وسائل الإعلام المحلية والجهوية والوطنية وكل من ساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في إنجاح هذا العرس الرياضي، الذي مر في ظروف جيدة للغاية.
يشار إلى أن درع البطولة للدورة الفائتة التي احتضنتها مدينة الإسكندرية بمصر عاد لسيدات هومنتمن من لبنان، بعد فوزهن على النادي الأهلي المصري، فيما احتل الفحيص الأردني الرتبة الثالثة.


الكاتب : يوسف بلحوجي

  

بتاريخ : 14/11/2019