خلال الاحتفالية الإقليمية بالذكرى 60 لتأسيس الحزب بمدينة القنيطرة الكاتب الأول إدريس لشكر: الاتحاد الاشتراكي يستحضر لحظة الاستقلال ويعلن تشبثه بمصلحة الوطن في‮ ‬مختلف المحطات

 الجابري: جذورنا تضرب في أعماق الحركة الوطنية، فقد كان مؤسسوه من رواد هذه الحركة

 

 

قال الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر إن الاتحاد ‬الاشتراكي للقوات الشعبية، و هو يشارك الشعب المغربي الاحتفال بالذكرى الرابعة والستين لعيد الاستقلال، ظل متشبثا بمصلحة الوطن في‮ ‬مختلف المحطات، تجسدت في انخراطه المتواصل في بناء الدولة المستقلة، والمساهمة عبر قادته ومناضليه في بناء طريق الوحدة تحرير الاقتصاد الوطني، ودخوله تجربة ‬التناوب التوافقي ومصاحبته نجاحات ‬العهد الجديد وأيضا ‬الإصلاحات والأوراش الاقتصادية‮ التي عرفتها البلاد.
وأوضح الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أول أمس السبت في كلمة بمناسبة الاحتفالية الإقليمية بالذكرى 60 لتأسيس الحزب بمدينة القنيطرة، أن تخليد الذكرى الستين لتأسيس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ليس حنينا للماضي،‮ ‬بل للتوجه نحو المستقبل لأننا حملة مشروع مجتمعي‮ ‬يحظى اليوم بالوفاق الوطني‮ ‬لقوى التحديث والديمقراطية، مشيرا إلى أن ‬الاحتفاء بالذكرى الستين ليس تخليدا لحدث تاريخي‮ ‬فقط،‮ ‬بل هو استحضار لحركة سياسية متواصلة تحمل لواء المشروع الديمقراطي‮ ‬لبناء الدولة الحديثة‮.‬
وأضاف ادريس لشكر، خلال هذا اللقاء الذي حضره مناضلو ومناضلات الحزب والذي يأتي بعد الاحتفالية الكبرى‮، ‬الراقية والمتميزة التي‮ ‬نظمها الحزب في‮ ‬29‮ ‬أكتوبر‮. ‬2019‮ ‬بالرباط تزامنا مع تخليد ذكرى‮ ‬يوم الوفاء‮، أن الحزب سيبقى وفيا للتقدمية ضد الرجعية،‮ ‬وللحوار ضد التعصب انسجاما مع مرجعيته الوطنية والأممية التي‮ ‬تعتبر الديمقراطية أساس التنمية‮، مضيفا أن‬ لقاء اليوم امتداد جهوي‮ ‬ومحلي‮ ‬للاحتفالية الكبرى التي‮ ‬شهدتها مدينة الرباط من أجل التعبير عن الاعتزاز بتضحيات كل الرموز الاتحادية القنيطرية‮.
‮ وأشار الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى أن ‬الذاكرة القنيطرية،‮ ‬كما الذاكرة الوطنية تزخر بأسماء اتحادية ناضلت من أجل مصلحة هذا الإقليم ومصالح مواطنيه دفاعا عن حقوقهم السياسية والاجتماعية‮، مضيفا أنه لا‮ ‬ينبغي‮ ‬أن نسمح لأي‮ ‬أحد وخاصة من ذوي‮ ‬المرجعيات الرجعية أن‮ ‬يتناسى أن الاتحاد في‮ ‬هذا الإقليم ظل مدافعا عن المساواة والعدالة الاجتماعية‮.‬
ونوه ادريس لشكر بهذه اللحظة التاريخية التي‮ ‬تلتئم فيها العائلة الاتحادية بإقليم القنيطرة وفاء لتضحيات وعطاءات اتحاديات واتحاديي‮ ‬القنيطرة‮ وكذا بمبادرة تكريم أسماء مناضلة في‮ ‬إطار المصالحة مشيدا بالأدوار النضالية‮، ‬التي‮ ‬قاموا بها من أجل القضايا العادلة لساكنة إقليم القنيطرة.
وأشار إلى إن لقاء اليوم امتداد جهوي‮ ‬ومحلي‮ ‬للاحتفالية الكبرى التي‮ ‬شهدتها مدينة الرباط من أجل التعبير عن الاعتزاز بتضحيات كل الرموز الاتحادية القنيطرية‮، موضحا أن ‬هذه الجهة، وهذا الإقليم الذي‮ ‬ساهم بقوة في‮ ‬التاريخ الوطني،‮ ‬يدعونا إلى التعبئة من أجل كسب رهانات التنمية الجهوية والمحلية‮، لأجل تجاوز ما يعيشه من تراجعات في الخدمات الأساسية في التربية و الصحة و الشغل وغيرها والتصدي لها لأجل كسب رهانات التنمية الجهوية والمحلية. ‬ وجدد ادريس لشكر التأكيد ‬أن المقاربة الجديدة المعتمدة في‮ ‬تجديد هياكل ودماء الحزب‮ – ‬المؤسسة، تهدف أساسا إلى إرساء علاقات مفتوحة مع المجتمع وأساليب جديدة للتواصل مع المواطنين وتوسع المشاركة السياسية‮، مشددا على‮ ‬عدم الركون والانطواء على الذات والمبادرة إلى الانفتاح على‮ ‬الكفاءات النزيهة والقادرة على‮ ‬دعم وتطوير التصور الاتحادي‮ والانفتاح على مختلف الكفاءات والأطر المتشبعة بالأفكار التقدمية وبقيم الديمقراطية والحداثة‮، ‬والقادرة على ‬المساهمة في‮ ‬صناعة مستقبل أفضل‮.‬
وأكد ادريس لشكر أنه ‬وحده العمل الوحدوي‮ ‬والمنفتح، سيمكن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من الانخراط الواعي‮ ‬والمسؤول في‮ ‬إنجاز المهام التاريخية الملقاة على عاتقه في‮ ‬هذه الظرفية‮.
وقال في هذا السياق، «مسؤوليتنا أن نكون فاعلين في‮ ‬المجتمع،‮ ‬داعمين للشباب والنساء ومدافعين كما كنا دوما عن الفئات الاجتماعية الهشة والفقيرة‮»، مشددا على ضرورة الانكباب على القضايا التنظيمية جهويا وإقليميا لاستعادة المبادرة لحماية مصالح الساكنة التي‮ ‬سئمت الوضع‮ـ و ‬اعتماد سياسية استباقية على مستوى الجهة من أجل الإعداد للاستحقاقات الجماعية والتشريعية المقبلة‮.‬
وللإشارة، فقد كانت هذه الاحتفالية مناسبة ‬ذكر فيها الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالحضور الحاشد للاتحاديات والاتحاديين من مختلف الأجيال تعبيرا منهم عن تفاعلهم التلقائي‮ ‬والمبدئي‮ ‬مع مضامين نداء المصالحة والانفتاح‮، بمناسبة الاحتفالية الإقليمية بالذكرى 60 لتأسيس الحزب، موضحا أنه كان‮ ‬يوما مشهودا للرأي‮ ‬العام ولكل من استجاب لنداء الضمير‮ ‬نداء الأفق الاتحادي،‮ ‬بما‮ ‬يعكس وعيا تاريخيا جديدا ومؤشرات لرؤية سياسية جديدة.
وقال ادريس لشكر بالمناسبة «اليوم نعبر عن وفائنا للوطنيين والمقاومين والعلماء المنورين الذين نسجوا الفكرة الاتحادية،‮ ‬ونعلن أننا سنظل نرعاها مناصرة لمصالح الوطن وقواته الشعبية‮»، مضيفا أن الفكرة الاتحادية ‬تأبى الجمود لأنها ببساطة نابعة من المبادئ والقيم الاشتراكية التي‮ ‬تجعلها قادرة على التجدد والتجديد‮: ‬تجديد ذاتها‮، ‬وتجديد ثوراتها‮، مؤكدا أن الفكرة الاتحادية المتجددة تواصل حمل مشعل الاتحاد الاشتراكي‮ ‬من جيل لجيل، لتظل المؤسسة الحزبية صامدة في كل وجه الرياح العاتية‮.‬
من جهته، قال البشير الجابري، الكاتب الإقليمي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم القنيطرة «إن الاحتفال بالذكرى 60 لتأسيس حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي يتزامن مع يوم الوفاء، اعتراف بتضحيات مناضلات ومناضلي الاتحاد، لما لهذه الذكرى من شعور عاطفي في وجدان الاتحاديات والاتحاديين».
وأضاف بمناسبة الاحتفالية الإقليمية بالذكرى 60 لتأسيس للحزب «بيننا داخل هذه القاعة أخوات وإخوة مناضلات ومناضلون من هذا الإقليم، نعرف أنهم لا يرجون جزاء أو شكورا، يستأهلون شرف التكريم أطال الله في عمرهم، ولنا شرف التواجد برفقتهم في هذه المدينة وهذا الإقليم المناضلين. ليست الرفاقية هي المصاحبة اليومية، إنها تتطلب فقط عقلية موضوعية تقبل بضبط العلاقات في الحياة الحزبية المشتركة، بحيث لن يصبح أي رفيق ضحية لأي شكل من أشكال التمييز.وداخل هذا الحزب العظيم أستطيع القول جازما أن الكثيرمن العلاقات الرفاقية تحولت إلى صداقات متينة، وهذا فخر لنا، ولي شخصيا شرف الحظوة بالكثير منها وهي موضع اعتزاز بالنسبة لي».
وسجل «أن جذور الاتحاد الاشتراكي تضرب في أعماق الحركة الوطنية، فقد كان مؤسسوه من رواد هذه الحركة، مقاومين للاستعمار، وصناعا للاستقلال. وقدم هذا الحزب الشهداء، وعانى مناضلوه ومناضلاته من غياهب المنافي والسجون، من أجل بناء المغرب الجديد، مغرب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. هي عقود من التضحيات، فأين نحن اليوم من هذا البناء؟ وأين بلغنا مما نطلق عليه الانتقال الديمقراطي؟ متى سيكتمل هذا الانتقال؟ وهل هو قابل للاكتمال؟ هل اكتماله هو نهاية التاريخ بمعنى ما؟ أم أن الديمقراطية هي سيرورة تاريخية لا تتوقف، مهمتها معالجة جميع القضايا المطروحة على الإنسانية بطرق سلمية؟ هذه الأسئلة وغيرها هي مواضيع بحث، يجب أن تخصص لها اللقاءات والندوات».
وختم الكاتب الإقليمي كلمته : « نحن هنا لتخليد يوم الوفاء والذكرى 60 لتأسيس الحزب، الوفاء هو وفاء للمناضلين والشهداء وفاء لكل من غادرنا إلى دار البقاء (المهدي بنبركة، عمر بنجلون، عبد الرحيم بوعبيد، محمد كرينة وغيرهم كثير لا يتسع المجال لذكرهم جميعا)، ووفاء للأحياء… هو وفاء للذين قدموا التضحيات الجسام من أجل القيم الاتحادية النبيلة».


الكاتب : الاتحاد الاشتراكي

  

بتاريخ : 18/11/2019