عقلية الهواية تقصي الوداد

 

نسي لاعبو الوداد الرياضي، وهم يواجهون فريق الرجاء، في إياب ثمن نهائي كأس محمد السادس الأندية البطلة، بأن العقلية الاحترافية ممارسة، وليست يافطة وشعارات فارغة.
وأدى لاعبو الوداد الثمن غاليا بسبب استصغارهم لفريق الرجاء، بعدما دخلوا في كهف الغرور، و لم يعودوا يروا إلا أنفسهم داخل الملعب، ونسوا أن عمر المباراة  هو 90 دقيقة .
وبدأ السقوط المدوي لفريق الوداد منذ الدقيقة 76، حيث كان منتصرا بحصة عريضة 4 – 1.
ومن هنا بدأوا يهيئون أنفسهم للاحتفال، وبكسب رضا الجماهير، وربما  بدا التفكير في خانة صرف المنحة المادية التي وعدوا بها.
ومقابل هذا السلوك المتهور، آمن فريق الرجاء الرياضي بكل حظوظه، ولم يستسلم للنتيجة التقنية، وظل واثقا في قدراته والأمل في تجاوز فارق الأهداف الثلاثة، وهو ماحققه، لأنه لم يُوقِف العداد عند الدقيقة 76، كما فعل لاعبو الوداد، الذين خرجوا من المباراة نهائيا، وهو ما مكن الفريق الأخضر من تجاوز  فارق الأهداف الثلاثة.
وتجسدت عقلية الهواية كثيرا عند اللاعب محمد الناهيري، الذي بعدما سجل الهدف الأول، وبعد أن توجه نحو جماهير القلعة الحمراء، أدخل كرسيا إلى الملعب للاحتفال بهدفه، وهو سلوك غريب في كرة القدم ولم يسبق لأي نجم من نجوم كرة القدم أن قام به، ليعاقب بالورقة الصفراء عن سلوكه الغريب.
وبنفس العقلية، ورغبة في جلب تعاطف الجماهير الحمراء، كان كل لاعب ودادي يسجل هدفا، ينزع قميصه ويتوجه نحو مدرجات مشجعيه، وهو ما كلف كلا من الحسوني وأيوب الكعبي وبديع أووك الورقة الصفراء.
وتعامل الفريق التقني والإداري بكثير من السلبية مع هذا السلوك، بل شاهدنا كيف أن المدرب «زوران مانولوفيتش «كان يطير وينزل في كل الاتجاهات، غير مبال بأان الإنذار يقلص من اندفاع اللاعب بشكل كبير ،كما أنه يمكن أن يتحول إلى طرد.
وبعيدا عن إنذارات الفرح، تلقى اللاعب إبراهيم النقاش البطاقة الصفراء، بعد أن ركل اللاعب محسن متولي، وبذلك يبقى النقاش» وفيا لسلوكه وعقليته، بالرغم من كونه يحمل شارة العمادة.
وحتى ترتفع البطاقات الصفراء في صفوف لاعبي الوداد يتعمد الحارس رضى التكناوتي إضاعة الوقت، ليرفع حكم المباراة البطاقة الصفراء في وجهه هو الآخر.
وتأكد جيدا من خلال مباراة ديربي كأس محمد السادس للأندية الأبطال أنه يضحك جيدا من يضحك أخيرا، وهكذا كان حال جماهير الرجاء وفريقها.


الكاتب : عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 25/11/2019