في أفق خلق مناصب شغل لأبناء الجماعات القروية بالجهة : تطور السياحة الجبلية رهين بتجاوز إكراهات عديدة وفاس في طريقها لأن تصبح مدينة إقامة

 

«عرف  المنتوج السياحي تطورا ملحوظا، ويشغل عددا هاما من اليد العاملة المحلية التي تتواجد فيها الاقامات الجبلية، ويرجع إقبال عدد من المنعشين المغاربة على هذا المنتوج إلى التطور الذي عرفه في عدد من الدول الأوروبية، كما هو شأن فرنسا واسبانيا اللتين تتوفران على قرى سياحية مجهزة بكل الحاجيات التي يرغب فيها رواد هذا النوع السياحي الذي يوفر دخلا هاما للمشتغلين فيه» يصرح المنعش السياحي رشيد بنعمور لجريدة الاتحاد الاشتراكي، مشيرا إلى أنه «رغم وجود عدد هام من الاقامات القروية بالمغرب عامة وبجهة فاس مكناس خاصة ، حيث تتواجد مجموعة من دور الضيافة الجبلية في سفوح الأطلس المتوسط في اتجاه ضاية عوا وطريق صفرو وأزرو وغيرها ، إلا أن أهم مشكل يواجه تطور هذا المنتوج هو نقص الأمن وعدم إعطاء الأولية له دعائيا من خلال الصالونات والمعارض السياحية التي تقام في الدول الأوروبية، حيث لا تعرض صور ولا كتيبات ولا مطويات للتعريف بهذا النوع السياحي الذي يحتاج إلى تضافر الجهود بين المستثمرين في هذا المجال والوزارة الوصية»، مضيفا «وهذا يحتاج إلى توجيه دعوة لوكلاء الأسفار الأجنبية الكبرى للوقوف والتعريف بهذا المنتوج السياحي، المتميز بتنوعه، سواء من حيث الأطعمة والأطباق المحلية الشهية، في طليعتها الكسكس المغربي بالخضر ،وكذا بعض المنتوجات الغذائية المحلية كجبن المعز وكبد الإوز وزيت الزيتون، ليتمكنوا من تضمين ذلك في برامجهم الدعائية مع مواكبة الصحافة الأجنبية المختصة لمثل هذا النشاط التسويقي».
وتابع المتحدث قائلا «إن هذا المنتوج حساس جدا ويحتاج إلى إدارة مهنية على غرار الفنادق المصنفة ودعم المنعشين من طرف الجهات المسؤولة وفك العزلة عن الاقامات الجبلية وتوفير الأمن بها واخذ الاحتياطات االضرورية، وخاصة عند تساقط الثلوج في فصل الشتاء، وبذلك يمكن استقطاب أعداد هائلة من عشاق هذا المنتوج السياحي وتخفيف البطالة في العالم القروي، لأن الواجب يقتضي من الوزارة الوصية  والمكتب الوطني للسياحة إعطاء الأهمية لكل أنواع السياحة المغربية، سواء السياحة البحرية على امتداد شواطئنا الجميلة أو السياحة التقليدية وكذا السياحة الجبلية، حتى يتمكن السائح من اختيار النوع الذي يروقه».
وحول سؤالنا له عن فاس ومتى يمكن أن تصبح مدينة إقامة بدل وضعيتها الحالية باعتبارها مدينة عبور؟ أوضح بنعمور « أن هذه المقولة بدأت تتلاشى، ذلك أن فاس عرفت تطورا هاما في مجال البنية التحتية والبيئة ، بالإضافة الى مطار فاس سايس الذي أصبح مطارا دوليا يستقبل الطائرات من مختلف الدول الأوروبية مما شجع على إقبال السياح على زيارة فاس بأثمنة تفضيلية، زيادة على توافد آلاف السياح الصينيين بعد اتفاقية حذف التأشيرة بين المغرب والصين، أما المدينة العتيقة فتعد متحفا حيا يتطور مع التقدم العلمي وتحيط بها أسوار ترجع إلى العصر المرابطي، وتزخر بدور ضيافة وقصور رائعة، وقد حظيت بالعناية الملكية، حيث أمر جلالته بإعادة هيكلة مدارسها المرينية وفنادقها وأبراجها وحماماتها التقليدية، مما جعلها مدينة قل نظيرها في العالم، يقبل عليها الكثير من السياح لاكتشاف مكنوناتها والإقامة في قصورها لمدد متفاوتة، ويطلعون على طقوس حياة أجدادنا، ويبقى على السلطات المحلية تكثيف الأمن بها حتى نعيد إليها إشراقتها المعهودة».
وبخصوص التنشيط السياحي قال بنعمور «إن الاستثمار في هذا المجال يحتاج إلى الصبر والإشهار، لأنه ليس من السهل ضخ ملايين الدراهم دون الحصول على المردودية، ويحظى هذا المشكل باهتمام المجلس الجهوي للسياحة بفاس، الذي يبذل جهودا حثيثة من أجل إنعاش فاس سياحيا».


الكاتب : محمد بوهلال

  

بتاريخ : 26/11/2019