مصطفى العلواني ومصطفى منير في معرض للصور الفوتوغرافية بمهرجان سيدي قاسم للفيلم المغربي القصير

جل أطر حركة الأندية السينمائية والمشتغلون في حقول السينما والتلفزيون والإعلام ببلادنا يعرفون السينفيلي مصطفى العلواني، من خلال حضوره وتدخلاته شبه المنتظمة في العديد من مهرجاناتنا السينمائية ومشاركته في النقاشات الدائرة في الندوات وحول الأفلام وغيرها أو في الفايسبوك بشكل خاص.جل أطر حركة الأندية السينمائية والمشتغلون في حقول السينما والتلفزيون والإعلام ببلادنا يعرفون السينفيلي مصطفى العلواني، من خلال حضوره وتدخلاته شبه المنتظمة في العديد من مهرجاناتنا السينمائية ومشاركته في النقاشات الدائرة في الندوات وحول الأفلام وغيرها أو في الفايسبوك بشكل خاص.فهذا الناقد السينمائي البيضاوي ناضل منذ أواخر السبعينيات من القرن الماضي على الواجهات الجمعوية والثقافية والنقابية والسياسية وغيرها، ومواقفه الشجاعة والجريئة المنحازة لكل ما هو جميل وإنساني ونبيل معروفة لدى زملائه وأصدقائه . قد نختلف مع الرجل في بعض مواقفه الحادة أحيانا، لكن رغم ذلك تظل للعلواني مكانة خاصة في قلوبنا نظرا لنبله وصدقه وخفة دمه أيضا، ونظرا كذلك لتفانيه في عشق السينما وخدمة ثقافتها بكل ما أوتي من إمكانيات وقدرات.وبمناسبة المعرض المقام بمهرجان سيدي قاسم للفيلم المغربي القصير (في نسخته العشرون من 20 إلى 24 دجنبر 2019) لعينة من صوره الفوتوغرافية بعدسة السينمائي والفنان الفوتوغرافي علال سهبي،   نقترح هذه الورقة التعريفية به وببعض أنشطته: مصطفى العلواني من مواليد الدارالبيضاء سنة 1954، بعد حصوله على شهادة البكالوريا التحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط (شعبة الفلسفة وعلم الإجتماع وعلم النفس) في موسم 1977 – 1978، وبعد أربع سنوات من الدراسة الجامعية حصل على إجازة في علم الإجتماع سنة 1981، الشيء الذي مكنه من ممارسة مهنة التعليم بمؤسسات وزارة التربية الوطنية بالدارالبيضاء، أولا كأستاذ للغة العربية بالإعدادي، ثم بعد ذلك كأستاذ للفلسفة بالتأهيلي إلى حين استفادته من المغادرة الطوعية سنة 2005 .ارتبط العلواني بحركة الأندية السينمائية منذ سنة 1977 حيث كان عضوا نشيطا بنادي العمل السينمائي بالدارالبيضاء، أحد أكبر الأندية السينمائية التي شهدها مغرب السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، وظل مستشارا في جل المكاتب المسيرة له إلى أن توقف نادي العمل عن النشاط  في النصف الثاني من عقد التسعينيات، باستثناء سنة 1984 التي تقلد فيها مهمة الكاتب العام وسنة 1993 التي كان فيها رئيسا للنادي .كما كان في فترة دراسته الجامعية بالرباط عضوا نشيطا داخل الحركة الطلابية وداخل النادي السينمائي التابع للإتحاد الوطني لطلبة المغرب. شارك العلواني في الدورة التأسيسية للجامعة السينمائية الصيفية بتازة من 20 إلى 30 يوليوز 1993 عندما كان الأستاذ عبد السلام بوخزار رئيسا للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب (جواسم) من 1992 إلى 1994، وساهم في الانطلاقة الجديدة لهذه الأخيرة، التي خصته بتكريم رائع في الدورة السادسة للجامعة الصيفية للسينما بمدينة المحمدية إلى جانب المخرج سعد الشرايبي.لم يقتصر النشاط الجمعوي لمصطفى العلواني على ما هو سينمائي فحسب بل كان له انفتاح ولايزال على مجموعة أخرى من جمعيات المجتمع المدني.  ومعلوم أن مصطفى العلواني من النقاد السينمائيين الذين أفرزتهم حركة الأندية السينمائية. مارس التنشيط والنقد الشفوي في إطار الأندية السينمائية وتظاهراتها بالدارالبيضاء والرباط ومدن أخرى كخريبكة، التي واكب مهرجانها المتخصص في السينما الإفريقية منذ دورته الثانية سنة 1983، وواكب جل دورات المهرجان الوطني للفيلم ومهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف ومهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة وغيرها، كما  تمرس على النقد المكتوب انطلاقا من نشرات نادي العمل السينمائي ووصولا إلى الجرائد الوطنية وبعض المجلات وغيرها، التي نشر فيها عشرات المقالات النقدية.

 

مصطفى منير، الذي ألفنا حضوره بمختلف المهرجانات السينمائية المنظمة ببلادنا وتعودنا على تدخلاته في مناقشات الأفلام والندوات وغير ذلك من الأنشطة السينمائية والفنية عموما، ممثل مغربي كبير أعطى الشيء الكثير لفن التشخيص المسرحي والسينمائي بشكل خاص.
وبمناسبة المعرض المقام بمهرجان سيدي قاسم للفيلم المغربي القصير في نسخته العشرون لعينة من صوره الفوتوغرافية بعدسة السينمائي والفنان الفوتوغرافي علال سهبي، نقترح هذه الورقة لتسليط بعض الأضواء على أعماله المختلفة وعلى جوانب من مسيرته الفنية:
مصطفى منير، المزداد سنة 1946 قرب مطار النواصر بنواحي الدار البيضاء، ممثل مسرحي وسينمائي وتلفزيوني جمع في مسيرته الفنية بين التشخيص والتأليف والمحافظة العامة والمساعدة في الإخراج وكتابة السيناريو ومهام أخرى .
انطلقت هذه المسيرة منذ مرحلة التعليم الثانوي مع الرائد عبد القادر البدوي في مسرحية «دار الكرم»، ثم التحق بعد ذلك بالمركز المغربي للأبحاث المسرحية» (أو المركز الوطني للفن الدرامي) بالرباط وتخرج منه بدبلوم ممثل سنة 1963 .
سافر إلى فرنسا وإيطاليا لاستكمال دراسته الفنية بعد نجاحه في مباراة وطنية وحصوله على منحة، وعندما تأسست فرقة المعمورة المسرحية، التابعة لكتابة الدولة لدى الوزير الأول المكلفة بالشبيبة والرياضة، في أكتوبر 1966، أصبح عضوا فيها إلى جانب خيرة الممثلين والمؤلفين والمخرجين آنذاك، إلى أن توقفت أنشطة هذه الفرقة الرائدة ابتداء من 17 يناير 1975، وفي هذه السنة أصبح عضوا في فرقة مسرح محمد الخامس بالرباط إلى حدود سنة 1989.
بالإضافة إلى نشاطه المسرحي كمؤلف لحوالي 68 مسرحية ومشخص للعديد من الأدوار إلى جانب ممثلين رواد كأحمد الطيب لعلج ومحمد الحبشي وفاطمة الركراكي وثريا جبران والبشير سكيرج وغيرهم، كتب مصطفى منير سيناريوهات مجموعة من الأعمال التلفزيونية (أفلام ومسلسلات) في الفترة من 1964 إلى 1979 من بينها «الحنصالي» (فيلم) و»الزهرة بنتي»(فيلم) و»د 49» و»قنطرة الأحلام» و»داري» (مسلسل في 15 حلقة) و»المبروك» وهي مسرحية صورت للتلفزة المغربية سنة 1969 من تشخيصه رفقة فاطمة الركراكي ومحمد عاطفي والمحجوب الراجي …
عمل طيلة سنوات إلى جانب الرائد المسرحي الطيب الصديقي، كما رافق المبدع المتعدد المواهب أحمد الطيب لعلج في جولات مسرحية ناجحة داخل المغرب وخارجه، بتونس والجزائر والقاهرة وفرنسا بالأساس، وذلك على امتداد 18 سنة.
أما في المجال السينمائي فقد كتب سيناريو فيلم قصير بعنوان «البزطام» (لم يصور بعد) وشارك بصوته في دبلجة مجموعة من الأفلام الهندية إلى العربية الدارجة رفقة الرائد إبراهيم السايح، كما اشتغل كممثل أو مساعد في الإخراج في ثلاثين فيلما مغربيا وحوالي خمسين فيلما أجنبيا.
من الأفلام المغربية والأجنبية التي شارك فيها نذكر العناوين التالية: «الحياة كفاح» (1968) للراحلين محمد التازي بن عبد الواحد وأحمد المسناوي، «كان ذات مرة الليجيون» (1976) لديك ريتشاردز، «المسيح الناصري» (1977) للإيطالي فرانكو زيفيريللي، «القنفودي» (1979) لنبيل لحلو، «السراب» (1979) لأحمد البوعناني، «الرجل القادم» (1979) لجورج سارافيان، «إبن السبيل» (1981) لمحمد عبد الرحمان التازي، «للا شافية» (1982) لمحمد التازي بن عبد الواحد، «أفغانستان لماذا ؟» (1983) لعبد الله المصباحي، «عباس أو جحا لم يمت» (1986) لمحمد التازي بن عبد الواحد، «الديك الأحمر» (1988) لهيربير رداند، «طبول النار» (1990) لسهيل بنبركة، «قاعة الإنتظار» (1991) لنور الدين كونجار، «بين الغياب والنسيان» (1993) لداوود أولاد السيد، «ياريت» (1994) لحسن بنجلون، «أنا الفنان» (1978 – 1995) لعبد الله الزروالي، «سارق الشوفة» (1995) لمحمد عبد الرحمان التازي، «للا حبي» (1996) لمحمد عبد الرحمان التازي، «عايدة» (2014) و « الحنش « (2017) لإدريس المريني …
تجدر الإشارة إلى أن الفنان مصطفى منير يعتبر من الأصدقاء الأوفياء لمهرجان سيدي قاسم السينمائي منذ دورته الرابعة سنة 2000، وهي الدورة التي تم فيها تكريم صديقه الراحل محمد عصفور (1927 – 2005)، أب السينما المغربية، رحمه الله. وهذه الالتفاتة التكريمية له من خلال معرض الفنان علال سهبي ما هي إلا عربون محبة له من إدارة المهرجان وبعض أصدقائه الفنانين والسينفيليين.


الكاتب : أحمد سيجلماسي

  

بتاريخ : 23/12/2019

أخبار مرتبطة

  انعقد يوم الثلاثاء 30 أبريل 2024 بدار الثقافة لقاء ثان مخصص لتقديم كتابين وهما: «شذرات من مشاهد…» للمخرج المغربي

  توطئة : عودتنا أغلب القراءات التي اتخذت من الأعمال الدرامية ( التلفزية تحديدا) موضوعا لها، على أن تكون قراءات

يقدم برنامج على الخشبة هذا الأسبوع خاص عن عروض نوستالجيا التي استقطبت ساكنة المدينة الحمراء وزوارها، حيث جعلت الجمهور يعيش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *