مقاطعات البيضاء تتنافس في «تنمية» أرصفة المدينة

 

يسيطر غضب عارم على البيضاويين، الذين يجدون صعوبة كبيرة في التنقل بين مجموعة من الشوارع، التي أضحى المرور منها بمثابة امتحان يومي عسير، بسبب الأشغال التي أصبحت قاسما مشتركا بين أغلب أرجاء المدينة التي تعاني من الاكتظاظ والاختناق المروري، وتشهد كل أنواع التلوث السمعي والبيئي على حدّ سواء.
أشغال تدوم لأشهر، وما أن تنتهي شركة من الشركات من حفر شارع وردم ما خلفته من حفر، بشكل مشوّه بطبيعة الحال، حتى تأتي أخرى لتعيد الكرة، والأدهى من ذلك أن الكثير من هذه الأشغال تتم بعد تعبيد الشوارع وتهيئتها وإكسابها حالة لطالما انتظرها البيضاويون فإذا بمعاول الهدم تعيث فيها تخريبا، وتتركها في وضع سيء، يطرح أكثر من علامة استفهام.
أشغال يلاحظ الكثير من المتتبعين للشأن المحلي أنها تكون خارج رادارات الشوارع والمناطق التي هي في حاجة ماسّة وفعلية لأشغال التهيئة والتعبيد، كي تتم إعادة الرونق إليها، وتسمح بيسر حركة السير وانسيابية المرور، بالنظر إلى أن تلك التي تعاني فعلا لا تصل إليها أيادي العمال وآلياتهم، هذا في الوقت الذي سارعت فيه ولا تزال عدد من المقاطعات البيضاوية إلى القيام بحملات ترصيف شاملة لأرصفة، من بينها ما هو ليس بحاجة إلى اقتلاع وإعادة تأثيث بشكل آخر، وهو ما يعتبره الفاعلون وجها من أوجه هدر المال العام، الذي يجب أن يُصرف بعيدا عن صفقات من هذا القبيل، وأن يتم استثماره فعلا في أوراش للتنمية المحلية، اجتماعيا، ثقافيا، رياضيا وبيئيا، وما إلى ذلك، فكثير من المقاطعات تعاني من قلة الفضاءات الرياضية ومن دور الشباب، ودور الرعاية، وغيرها من المؤسسات التي يمكن إحداثها وأن يكون لها الوقع الإيجابي على الساكنة، سواء تعلق بدور للأطفال أو لرعاية المسنين على مدار اليوم، وكذلك من معضلة الدور المتداعية للسقوط، لكن يبدو أن عقلية الكثير من المنتخبين لا تعرف إلا «الزفت» والإسمنت في وجه من أوجه الاستعمال، هذا الأخير الذي غلب على مدينة المال والأعمال وساهم في الرفع من معدلات القبح العمراني، في ظل بنية مهترئة تفضحها مليمترات قليلة من الأمطار!


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 25/12/2019