الشاي.. « تراث شعبي» بتقاليد وطقوس خاصة بالأقاليم الجنوبية

يحظى بمكانة مميزة على الموائد قبل الوجبات و بعدها

اختتمت مساء يوم 29 أكتوبر2019 بدار الثقافة أم السعد بمدينة العيون، فعاليات الملتقى الدولي الثاني للشاي المنظم على مدى أربعة أيام من طرف «جمعية مدينتي» تحت شعار «ملتقى الشاي لثقافات العالم»، تضمنت أنشطة ثقافية وسياحية واقتصادية وحفلات موسيقية للطرب الحساني مع عروض من تراث الصين في فن الشاي، المعروف باسم «الشاي الأخضر الصيني»، قدمتها ثلة من الصينين في شكل مسابقات ثقافية متنوعة في إعداد وجبات في فن الطبخ محلية ودولية ، ساهمت فيها المديرية الاقليمية للتربية والتكوين وجهة العيون الساقية الحمراء والمديرية الجهوية للثقافة وغرفة الصناعة والمعهد المتخصص للفندقة والطعامة وبعض مسوقي الشاي المحليين بمناسبة اليوم العالمي للشاي. وحسب معطيات تاريخية ، فقد دخل «أتاي» إلى المغرب على يد تجار إنجليز من جبل طارق ومنه انتشر بتطوان وطنجة ثم الى منطقة وادنون والساقية الحمراء وبلاد شنكيط والسودان وتمبوكتو ..ليحتل مكانة متميزة بداية القرن العشرين وسط الأسر المغربية، وأصبحت له طقوس وعادات وظهرت في وسط الصناع حرفة جديدة أبدع أصحابها في صنع أدوات الشاي بشكل مميز عن باقي الشعوب الاخرى.
وتميز الملتقى بمداخلة لسيدة صينية، منشطة سياحية ومهتمة بالموضوع، أوضحت من خلالها بأن «اللقاء يندرج في إطار الشراكة التي تجمعهم بجمعية مدينتي ولن يكون الأخير، بالنظر لما له من إيجابيات عديدة …».
وفي نفس السياق أكد أحد الشيوخ المشاركين بأن «الشاي أصبح مشروبا قوميا وسياحيا يوظف للترويج للمغرب، المعروف بكرم الضيافة، إذ أضحى الشاي يحظى بمكانة خاصة ليس فقط على الموائد قبل وجبات الطعام أو بعدها، وإنما أيضا كتراث شعبي، لأنه في الأقاليم الجنوبية، مثلا، تختزل جلسات الشاي الحياة الاجتماعية برمتها»، مشيرا إلى «طريقة تحضيره وتقديمه بجمالية الأدوات الخاصة به كالصينية والبراد، المصنوعين من معدن شبيه بالفضة، مزخرفين بنقوش يدوية أبدعتها أنامل الصناع التقليديين، إلى جانب أدوات أخرى لا تقل سحرا وجمالية».
وعلى هامش اللقاء أكد لنا السيد هشام الحضري « بأن الملتقى يعتبر فرصة هامة لإبراز الثقافات والتقاليد المرتبطة بطقوس الشاي الصحراوي المغربي ، إضافة لكونه فرصة هامة لجلب عشاق الشاي من مختلف قارات العالم، مما سيساهم في الترويج لمدينة العيون كوجهة سياحية واعدة، خصوصا وأن ضيف شرف هذا الملتقى هي دولة الصين، والتي تعد أكبر مكان في العالم لزراعة الشاي، خاصة الشاي الأخضر، كما لها تاريخ طويل في زراعته، والشاي في الصين القديمة كان يستخدم كدواء»، مضيفا «أن الملتقى شكل فرصة لربط صلة الوصل بين المستوردين والمهنيين والمستثمرين من الأقاليم الجنوبية.»
هذا واختتمت فعاليات الملتقى بسهرة فنية متنوعة، تميزت بإجراء «قرعة عمرة» إلى الديار المقدسة كانت من نصيب ثلاث صانعات تقليديات من الجهة.


الكاتب : مبارك العمري

  

بتاريخ : 03/01/2020