الدكتور كريم بلمقدم يدعو إلى ميثاق وطني للصحة وينادي بإعادة الثقة للمواطنين والجاذبية للمرافق الصحية العمومية

 

أكد الدكتور كريم بلمقدم، أن قطاع الصحة يعاني من سوء تخطيط ومن برمجة ظرفية وفردية تتم دون اعتماد المقاربة التشاركية وفي تغييب تام للمتدخلين في المنظومة الصحية، سواء تعلق الأمر بفاعلين حكوميين أو فرقاء اجتماعيين، مبرزا أنه خلال الفترة الأخيرة تعاقب على الوزارة 4 وزراء و 5 كتاب عامين، مما يطرح أكثر من علامة استفهام بخصوص إشكالية تدبير هذا المرفق.
وأوضح الكاتب العام الوطني للنقابة الوطنية للصحة العمومية، العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل، في تصريح أثناء مشاركته في برنامج إذاعي، مساء أول أمس الأربعاء، أن الموارد البشرية لوزارة الصحة هي التي تكون في صلة مباشرة ومفتوحة مع المواطنين يوميا باعتبارها واجهة القطاع، وبالتالي فهي تقف على مدى رضا أو سخط المرضى ومرافقيهم من مردودية الصحة العامة، مؤكدا أن المواجهات بلغت حدا مرتفعا بسبب موجة السخط التي لا ترتبط فقط بجودة العلاجات وإنما كذلك بنسبة التغطية الصحية وحجم المصاريف المتحمّلة وغيرها، وذلك بسبب سوء التخطيط والبرمجة في إعداد المخططات والبرامج المختلفة.
وأكد الدكتور بلمقدم أن ارتفاع أمد الحياة يعني بالمقابل ارتفاع نسبة الأمراض المزمنة وظهور أمراض أخرى، وهو يطرح تحدّ كبير على مستوى الاستشفاء والتكلف بهذه الأمراض، لافتا الانتباه إلى حجم التضحيات التي تقدمها الفئات الصحية المختلفة. ودعا بلمقدم وزارة الصحة إلى الوقوف على الحالة النفسية للمهنيين بقطاع الصحة، ومعرفة الأسباب التي تؤدي إلى نفور المتخرجين وحتى الممارسين من الوظيفة في القطاع العام، مؤكدا أنه يجب تجويد صورة المرفق الصحي العمومي وإعادة الاعتبار للمهنيين والاهتمام بأوضاعهم المادية والإدارية والاجتماعية، مشددا على أن جاذبية المرفق الصحي لا يمكن تحقيقها أو تطويرها إلا عبر تحسين وضعية الموظفين الحاليين على ندرتهم وقلة أعدادهم، داعيا الوزارة إلى الانكباب على علاج الملف المطلبي لموظفيها بكل فئاتهم، الذي تم تدارسه وبلورته في اجتماعات ولقاءات متعددة، والذي ينتظر تفاعل وزير الصحة مع وصفه المتحدث بالورش الأساسي.
واختتم الدكتور بلمقدم، الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحة العمومية، مشاركته في البرنامج الإذاعي الذي تم بثه على أثير الإذاعة الوطنية، بالتأكيد على ضرورة الخروج بميثاق وطني للصحة، مشددا على أن قطاع الصحة العمومي هو قطاع حيوي ويتطلب تمويلا وموارد بشرية مؤهلة ومحفزة واعتماد حكامة جيدة، موضحا أن المرافق الصحية العمومية كانت تتوفر على الجاذبية لكن تم افتقادها، واليوم يجب استرجاع الثقة بينها وبين المواطن، لأنه من غير المنطقي، وفي ظل التصريحات التي تفيد بقرب إحداث مرافق صحية جديدة، أن تعيش المستشفيات الموجودة على إيقاع الندرة والخصاص في الموارد البشرية، بل إن منها من يشتغل بجراح واحد.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 10/01/2020