بعد تأسيس جمعيتهم : الوكلاء العقاريون بجهة فاس – مكناس «يحاربون» الفوضى واللاتنظيم

يعتبر تنظيم المهن من أهم عوامل إنجاحها للقيام بدورها في مجال التأطير والدفاع عن مصالح المشتغلين بها ، وقد دأب أجدادنا الأولون على تنظيم المهن في أسواق مدينة فاس العتيقة ، كسوق السباط الخاص ببيع «البلغ والشرابيل» ، وسوق الحايك الخاص ببيع الجلاليب والأغطية الصوفية بالمزايدة، وسوق العطارين والمجادليين وغيرها من الأسواق الخاصة بكل حرفة، وكان الحرفيون قديما يختارون من بينهم أمناء للمهنة من بين «المعلمين» المشهود لهم بالكفاءة والأمانة ،حيث يسهر هؤلاء على تنظيم المهن والفصل في المنازعات التي قد تحدث بين الحرفيين ، كما كانوا لايترددون في فضح الغشاشين في المواد الخاصة بصناعة «البلغ» ، فإذا ثبت أن حرفيا وضع الورق المقوى في داخل «البلغة «عند خياطتها يدويا وعدم إضافة قطعة جلدية في ثناياها ، فإن الأمين يمزق تلك «البلغة» المغشوشة ويعلقها في باب سوق السباط لفضح سلوك الحرفي الغشاش . وهكذا كان يضمن الزبناء الجودة في مشترياتهم ، وإذا تم ضبط بائع للمواد الغذائية يمزج زيت الزيتون بنوع آخر، فإن ذلك الزيت المغشوش يصادر، وهكذا تتم محاربة العش في كل مهنة.
ومع مرور الزمن لم يعد هناك أمناء للأسواق التقليدية، إذا ما استثنينا سوق رحبة الزبيب بالمدينة العتيقة، والذي مازالت فيه مهنة الدلالة قائمة لبيع الأواني والآلات وكل ما يندرج في خانة الأشياء المتقادمة .
لقد اختلط الحابل بالنابل وبرز الوسطاء في كثير من المهن كبيع السيارات المستعملة وبيع العقارات وغيرها ، حيث لا يتوفر هؤلاء على مقرات خاصة، بل يجلسون في المقاهي ويقومون بالبيع والشراء ويطالبون بتعويضات هامة عن وساطتهم دون أن يؤدوا أي واجبات ضريبية للدولة . ولمواجهة هذه الفوضى ، نظم مؤخرا بأحد فنادق فاس، الجمع العام التأسيسي للوكالات العقارية لجهة فاس – مكناس حضره عدد هام من الوكلاء العقاريين، وبعد قراءة القانون الأساسي للجمعية ومناقشته ، تم انتخاب عبد القادر الدباغ رئيسا للجمعية الجهوية للوكلاء العقاريين للجهة بالإجماع، و طارق العلاوي نائبا له .
وفي تصريحه لجريدة الاتحاد الاشتراكي أكد السيد برادة «أن الهدف من تأسيس الجمعية هو تنظيم المهنة والحد من الفوضى التي يعرفها هذا المجال» ، متمنيا صدور القانون المنظم للمهنة في أقرب الآجال ، مشيرا إلى « أن الوكلاء العقاريين لهم مقرات وسجلات تجارية ويؤدون الضرائب لإنعاش مداخيل الدولة «، مضيفا « أن المنعش العقاري مهمته بناء العقارات والوكيل العقاري يقوم ببيعها ، ولا يعقل أن يوظف المنعش العقاري حارسا للعمارة المحدثة ويقوم بالبيع المباشر مع الزبائن ، وهذه من أهم الإشكاليات التي سندافع عنها ونسعى لتحقيقها ، علما بأن الوكلاء العقاريين يقومون بأعمال مضنية كل يوم وبالمجان بحثا عن مواقع صالحة للبناء وقريبة من السكان « ، شاكرا، في ختام حديثه ، «الوكلاء الذين حضروا من العديد من المدن وتجشموا عناء السفر لحضور الجمع التأسيسي لجمعية الوكلاء العقاريين بجهة فاس – مكناس، في أفق محاربة الفوضى التي يعاني منها المجال».


الكاتب : محمد بوهلال

  

بتاريخ : 15/01/2020

أخبار مرتبطة

تستعد مدينة قلعة مكونة الواقعة بإقليم تنغير، في الفترة الممتدة من 3 إلى 6 ماي، لتنظيم الملتقى الدولي للورد العطري

فاعلون يؤكدون على ضرورة تغيير هيكلة «البنيات التقليدية» لفضاءات الشغل وتوفير فعلي لشروط الصحة والسلامة فيها     تتواصل بمدينة

  على غرار باقي المؤسسات السجنية ببلادنا، خلدت إدارة السجن المحلي بخنيفرة، صباح يوم الاثنين 29 أبريل 2024، الذكرى الـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *