في أفق صيانة حقوق الصناع والحرفيين : «النقابة الوطنية لحرفيي الصناعة التقليدية» ترى النور بخنيفرة

 

احتضنت مدينة خنيفرة، يوم الأحد 5 يناير 2020، أشغال المؤتمر الجهوي التأسيسي ل «النقابة الوطنية لحرفيي الصناعة التقليدية بالمغرب»، كمحطة ثالثة بعد محطة انزكان في الفاتح من أبريل العام الماضي، والتي أعلن من خلالها عن ميلاد هذا الإطار النقابي الذي نضجت فكرة تأسيسه على هامش المعرض الوطني للصناعة التقليدية المنعقد بمراكش، وبعد محطتي جهة سوس ماسة وجهة كلميم واد نون، حل بجهة بني ملال خنيفرة .
أشغال المؤتمر الجهوي، التي جرت بمقر مركز القرب (دار المواطن) بحضور 147 مؤتمرة ومؤتمرا من الأقاليم المكونة للجهة، خنيفرة، بني ملال، أزيلال، خريبكة والفقيه بن صالح، افتتحت بكلمة الكاتب الوطني، عبدالعزيز شجيع، الذي نوه بالمنظمين ممن سهروا على التحضير لانعقاد المؤتمر، مؤكدا على الدور الذي سيلعبه المكتب الجهوي «في النضال من أجل صون حقوق وانتظارات الصناع والحرفيين» ، مشيرا إلى أن «كل فضاءات القطاع هي بيوت حرفيي ومهنيي الصناعة التقليدية دونما حزازات ولا خلفيات»، مع جرده فصول من ظهير الحريات العامة، وتذكيره بتاريخ انخراط الصناع في الهيئات الوطنية، ليتوقف عند مفهوم العمل النقابي، ودوره السلمي في الدفاع عن الحرفيين والمهنيين والخدماتيين والعمال، قبل استعراضه دلالات ودواعي تأسيس»النقابة» ، والتي حضر ميلادها صناع مغاربيون، بينهم ضيوف من الجزائر ، متوقفا عند دور قطاع الصناعة التقليدية والحرف اليدوية في إدماج الشباب والفئات الهشة في منظومة التشغيل الذاتي لضمان العيش الكريم.
و أشار المتحدث لبعض الفنون التي تعمل النساء على الإبداع فيها وتسويقها، ك «الجلابة البزيوية» لمنطقة ابزو كنموذج، لافتا إلى «عدم وعي المستهلك بمعاناة الصانعات، عندما لا يؤدي الواجب المادي المناسب للقائمات بخياطة هذا اللباس المغربي الأصيل،علما بأن صناعته هي مصدر عيش نساء المنطقة في ظل انعدام البديل وغياب المساعدة على تسويق المنتوج الذي لا يزال موروثا ثقافيا وتاريخيا « .
وتحدث الكاتب الوطني بجهة بني ملال خنيفرة، أحمد بابا خيي (جمال بابا)، عن « ضرورة انخراط حرفيي ومهنيي قطاع الصناعة التقليدية في العمل النقابي،باعتباره السبيل الأهم لترجمة المطالب والحقوق المشروعة والعادلة، كالضمان الاجتماعي والعدالة الضريبية وغيرها…».
وبعد 8 ساعات من النقاش، تم تشكيل المكتب الجهوي بانتخاب جمال الرامش (كاتبا جهويا)، لحسن سيمور (نائبا أول) رشيدة العمري (نائبا ثانيا)، عزيز آيت الفقيه (أمينا للمال) محمد حكام (نائبا للأمين)، محمد معزوزي (كاتبا عاما) سمير رباح (نائبا للكاتب)، وطبقا للقانون الأساسي للنقابة انتخب جواد عليمي (نائبا للكاتب الجهوي بإقليم خنيفرة)، عبدالهادي الخدلاني (نائبا للكاتب الجهوي بإقليم أزيلال)، البشير أورحيل (نائبا للكاتب الجهوي بإقليم بني ملال)، الراضي زبيدة (نائبا للكاتب الجهوي بالفقيه بن صالح)، صالح قرني (نائبا للكاتب الجهوي بإقليم خريبكة)، فيما عادت مهمة مستشارين لعزيز الفيلالي، عبدالله فانا،نادية عريف، محمد الصبار ورضوان فستاوي.
ومعلوم أن جهة بني ملال خنيفرة تعد من المناطق الأكثر تميزا وشهرة على مستوى الصناعة التقليدية المغربية، والمنتجات المتنوعة من النسيج التقليدي، الزربية والحنبل، الطرز والخياطة التقليدية، الجلابة البزيوية والهدون والقفطان، الزي الأمازيغي الأصيل، المصنوعات الجلدية، الفخار والخزف، صياغة الحلي الفضية، النحت على الأحجار، الصباغة على الزجاج والثوب، فن الديكورات السيراميك، النجارة الفنية والنقش على خشب العرعار واللوز، المصنوعات النباتية بالدوم والقصب، وغيرها من الأشكال والفنون التي تعبر أساسا عن مدى أصالة الصانع بالجهة وارتباطه بالتراث الواجب تحصينه من تحديات العصرنة ومنافسات العولمة.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 15/01/2020