بالحبر و الصورة : الاختراق الثقافي

 

تحدث وزير التشغيل السابق محمد يتيم عن «الإصلاح الثقافي الإسلامي»، واعتبر أن التصدي للاختراقات الثقافية لسلوك المسلمين «مهمة غير مكتملة»، والحال أن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: هل الحديث عن «الاختراق»، في زمن العولمة وهيمنة الوسائط ذات الأبعاد المتعددة والعابرة للقارات والثقافات، شيء دال على الانتماء إلى العصر؟ وهل من العقل في شيء أن نفسر عجزنا الثقافي باستبداد النموذج الثقافي الغربي وتدافعه من أجل حشرنا في الدائرة الضيقة للتاريخ؟ وما هو النموذج الذي يقترحه علينا السيد الوزير والنقابي السابق؟ وهل هناك نموذج واحد بإمكانه أن يتحقق به «الاستثناء الثقافي»؟
إن الثقافة بصيغة المتعدد، في عالم اليوم، أصبحت تطرح إشكالات فكرية ضخمة، مع سقوط الحدود، ومع ضمور الخصوصيات، وهو ما يقتضي، أولا، الخروج من فرضية المؤامرة والتآمر إلى فرضية الإنتاج والعلم.. إنتاج الفكر والعمل على تنزيله من الناحية العلمية والتقنية.. الخروج من بلاغة السؤال القديم: «لماذا تقدم الغرب وتأخر المسلمون؟»، والنظر بإمعان كبير في ضرورة كسر الأغلال التي تطرحها ممارستنا الفكرية.
إن النموذج الغربي ناجح في بيئته، لكن النموذج «الإسلاموي» المبني على اختراق آخر غير مرئي ولا يمكن تبيئته، ليس بوسعه أن يكون ناجحا لأنه مبني خارج التاريخ.. والتاريخ، كما يُكتب الآن، يجتهد من أجل توسيع انتماء المواطن بكل حقوقه الإنسانية والثقافية (كما يذهب إلى ذلك عبد لله العروي)، خارج مفهوم الحدود، وخارج الحرب الحضارية التي تعمل على «إنشاء جيوب ووكلاء ثقافيين لفرض هذا النموذج أو ذاك»، وخارج اتهام «النُّخب التي درست في مدارس الغرب وجامعاته» بالعمالة والتغريب وخيانة الأمة.


بتاريخ : 16/01/2020

أخبار مرتبطة

بالرغم من ولادته سنة  1956 في مدينة سطات، فقد قضى الراحل محمد معتصم معظم سنوات عمره ودراسته العليا والمهام السامية

أدى استعمال الولايات المتحدة الأمريكية للفيتو، أول أمس الخميس، إلى إفشال تمرير مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم

تم تنصيب الدكتور غسان أبو ستة، يوم الخميس 11 أبريل 2024، رئيسا لجامعة غلاسكو العريقة، والتي تعتبر واحدة من أقدم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *