افتتاح معرض دائم بخنيفرة للفنانة التشكيلية الزيانية لطيفة بعوي

 

من خلال مشاركتها في عدة معارض فردية وجماعية، بادرت الفنانة التشكيلية، لطيفة بعوي، إلى التفكير في إقامة « معرض دائم «، من خلال افتتاحها لفضاء قار بقلب « مركب أم الربيع «، المطل على سوق الزرابي، بخنيفرة، قالت بأن هدفها من وراء ذلك هو تقريب الفن من عموم الشرائح الاجتماعية، و تنمية مشهده بمدينتها التي تعشقها بحجم عشقها للألوان، و بهذا المعرض، الذي اختارت له اسم « ركن الفن «، اكتشف ضيوف افتتاحه فضاء قزحيا من إبداعات جمالية مطرزة ببصمة خاصة، و ممزوجا بالمدارس و الاتجاهات و الأحاسيس و الألوان و التأملات، ما أكد للمهتمين و المتتبعين أن الفنانة من بين الأسماء الإبداعية ضمن الحركة التشكيلية المغربية المعاصرة.
الفنانة لطيفة بعوي أكدت أن « معرضها الدائم «، و المفتوح بموقع عمومي، وسيلة لاستنساخ الحياة اليومية على اللوحة، بكافة ملامحها و عاداتها و تقاليدها، حيث المعرض يعانق الكثير من اللوحات و» الديكورات « التي تنبض بالتقاليد و الزخارف، و تعبق برائحة الأرض و الانتماء للتراب، و بجدلية التراث و المعمار و الفروسية و الأنثى، و بجمال الحلي و الزهور و فنون الخط العربي، و ذاكرة المقاومة الزيانية مع توظيف عقلاني لحرف تيفيناغ، إلى جانب تعابير رمزية ذات أبعاد محلية و أخرى تجريدية بعمق فلسفي واضح تفوح بالطبيعة الميتة و الاختلاف الإنساني، و أشياء بلون الحلم و الزمن و الضوء، و رسومات باستعمال الحرير و النباتات و الألياف و الفواكه الجافة.
و من خلال معرضها الذي يفرض على الزائر ضرورة الرؤية و التأمل و التروي في القراءة، سجل الجميع كيف أن ما يميز أعمال الفنانة لطيفة بعوي هو البساطة الرائعة، إلى درجة لم يفتها إنجاز لوحات برسومات بارزة تمكن المكفوف من تلمس جماليتها، إلى جانب لوحات مخصصة للأطفال، و قد جددت تأكيدها أنها تواصل الغوص في أعماق ريشتها الصادقة بحثا عن ذاتها وطريقتها الخاصة و رسالتها الجمالية، لكنها تصر على أن أسلوبها لم يأت من فراغ بل من تساؤلات و انفعالات و اتجاهات كونية، و قد عثرت على نفسها في دواليب الحركة الفنية و عرضت الكثير من أعمالها بمعارض متعددة و في عيونها آمال معلقة على الأفق.


الكاتب : خنيفرة: أحمد بيضي

  

بتاريخ : 27/01/2020