«كورونا» يكبد المغرب خسارة 52 ألف سائح صيني .. الفنادق ستفقد 28 ألف زبون صيني في فبراير و 24 ألفا في مارس

من المتوقع أن يكبد فيروس كورونا الذي ضرب الصين، خسائر فادحة للسياحة المغربية التي ستفقد حوالي 52 ألف سائح خلال فبراير ومارس، ذلك ما يؤكده المهنيون الذين سجلوا تراجع عمليات الحجز الفندقي خلال الفصل الأول من العام الجاري.
وأفاد عبد اللطيف القباج رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة قائلا “خلال عام 2019، سجلنا حوالي 150 ألف سائح صيني. ومنذ بداية انتشار فيروس كورونا حتى الآن، لاحظنا توقف تدفقات السياح الصينيين. ومن المنتظر أن نخسر هؤلاء الزبائن خلال الشهرين أو الأشهر الثلاثة القادمة” وأوضح ذات المسؤول أن السياحة الوطنية ستخسر حوالي 28 ألف زبون صيني طوال شهر فبراير، وحوالي 24 ألفا خلال شهر مارس.. وقال القباج خلال مؤتمر صحفي ” نأمل أن يكون هناك علاج لهذا الفيروس في الشهرين أو الثلاثة أشهر القادمة”.
وتتوقع الكونفدرالية الوطنية للسياحة لذات السبب أن يشهد القطاع ظرفية صعبة خلال الفصل الأول من العام، موضحة أن أكثر المدن تضرراً هي ورززات وشفشاون اللتين تستقبلان أكبر عدد من السياح الصينيين.
وبذل المغرب جهودا كبيرة لجلب أكبر عدد من السياح من السوق الصيني الذي أصبح خلال السنوات الأخيرة يسيل لعاب جميع الوجهات السياحية في العالم، وغي هذا السياق جاء فتح المغرب لخط جوي مباشر مع الصين كضرورة ملحة بعد تزايد عدد السياح من الصين على المغرب، كما وقع المكتب الوطني للسياحة وشركات تسويق سياحي في الصين أهمها (سي تريب) مذكرات تفاهم ترويجية لجلب 500 ألف سائح في غضون الثلاث سنوات القادمة، وهو ما يَجعل السوق الصينية أكثر من مغرية للخطوط الملكية المغربية، من ناحية المردودية. غير أن انتشار فيروس كورونا سرعان ما عجل بتعليق الخط الجديد بشكل مؤقت، في انتظار ما ستفرزه التطورات.
وكان المغرب قد وقع في شتنبر الماضي شراكة للتسويق المشترك في القطاع السياحي مع أكبر وكالة سفر إلكترونية في الصين “سي تريب” تهدف إلى الزيادة في التعريف بالوجهة المغربية في الصين، وبالخصوص عبر الحملات الإشهارية الرقمية.
ويندرج هذا التوقيع ضمن المجهودات التي يبذلها المغرب من أجل استقطاب أعداد أكبر من السياح الصينيين لا سيما وأن الصين باتت أكبر سوق مصدر للسياح في العالم مع اتساع رقعة الطبقتين المتوسطة والغنية في البلاد.
وينضاف لذلك ارتفاع الدخل الفردي للمواطن الصيني في ظل تسارع نمو الاقتصاد المحلي ليصبح الثاني عالميا، حيث أصبح السياح الصينيون مصدر خمس الإنفاق العالمي على السياحة الخارجية، حسب منظمة السياحة العالمية الدولية التابعة للأمم المتحدة.
ويحرص الفاعلون السياحيون بالمغرب على إيجاد موطئ قدم بالسوق الصيني لكون الصين تصدر سنويا أزيد من مائة مليون سائح، حيث تصنفهم منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة ضمن السياح الأكثر إنفاقا بالعالم.
وحسب أكاديمية السياحية الصينية، فقد قام السياح الصينيون العام الماضي ب 149 مليون رحلة إلى الخارج أنفقوا خلالها أكثر من 130 مليار دولار.
ومافتئ عدد السياح الصينيين نحو المملكة يرتفع منذ 2016 عقب قرار المغرب إلغاء التأشيرة لفائدة المواطنين الصينيين عقب زيارة جلالة الملك محمد السادس إلى بكين في ماي من نفس السنة. وعرفت نسبة السياح الصينيين على المغرب ارتفاعا بنسبة 600 بالمئة، حيث شهد عدد السياح القادمين من هذا الصين نموا مهما في السنوات الأخيرة، مرتفعا من 10 آلاف سائح في 2015 إلى 150 ألف سائح في 2019.


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 04/02/2020